قال السياسي المجري يانج لاسلو إن قرار تأميم قناة السويس الذي أدى إلى قيام العدوان الثلاثي على مصر كان سببا رئيسيا في إخماد الثورة المجرية بالعنف المفرط من جانب الاتحاد السوفيتي، حتى يلتفت لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، حيث وصلت العلاقة بين موسكو والقاهرة في ذلك الوقت إلى أعلى درجاتها من التوافق.
وأوضح «لاسلو»، في الندوة التي عقدت أمس في مقر المكتب الثقافي المجري بالقاهرة، أن الاتحاد السوفيتي بدا عليه بعض التغير في السياسة المتبعة تجاة الدول الاشتراكية الواقعة تحت هيمنته عقب وفاة جوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي، حيث ترك الاتحاد للدول الاشتراكية في شرق أوربا وغربها مساحة جيدة من تشكيل للحكومات، وفتح مناخا جيدا للحرية من خلال إصدار العديد من الإعفاءات تجاة السجناء السياسيين.
وقال إن هذا يتضح من خلال بداية الاحتجاجات العمالية والشعبية في العاصمة المجرية بودابست، والتي قوبلت في بادئ الأمر بسعة صدر من جانب الحكومة السوفيتية وجرت محاولات سياسية لحل أزمة العمال لإقناعهم بالعدول عن قرار الإضراب، لكن العلاقات الاستراتيجة بين مصر والاتحاد السوفيتي ألزمت الاتحاد إلى مساندة مصر فى حربها ضد قوى العدوان، وحتى يلتفت الإتحاد السوفيتى إلى الحرب الدائرة على أرض مصر أضطر إلى استخدام العنف المفرط تجاة الثوار فى المجر وسط تخاذل غير مبرر من جانب الأمم المتحدة والدول الغربية.
وأرجع «لاسلو» سبب مساندة الاتحاد السوفيتي لمصر في حربها ضد قوى العدوان إلى العمق الاستراتيجي بين مصر والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، حيث حول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دفة مصر من الرأسمالية الأمريكية إلى الاشتراكية السوفيتية وإعلان الرئيس عبد الناصر عن تغير وجة مصر من الوقوف فى الصف الأمريكي إلى السوفيتي، ما أدى إلى تطور العلاقات بين البلدين، ومساعدة الاتحاد السوفيتى لمصر في الصناعات الثقيلة، بالإضافة إلى دعم الاتحاد لمصر فى بناء السد العالي مما جعل الاتحاد السوفيتي يناصر مصر في حربها ضد قوى العدوان بل ويعلن تدخلة عسكرياً فى وقت لاحق.
وأضاف أن العدوان الثلاثي على مصر كانت له أبعاد سياسية أكثر منها اقتصادية، لأن ما فعله عبد الناصر من تأميم للقناة بدون الرجوع إلى بريطانيا سبب لها حرجا كبيرا وهي من الدول الكبرى العظمى في ذلك الوقت.
واستنكر «لاسلو» الدور المتخاذل التى قامت بة الأمم المتحدة تجاه العنف السوفيتي ضد ثوار المجر، فيما رفضت العدوان الثلاثي على مصر وهذا كان تضاربا في مواقفها تجاه الدول.