قال مدير التصوير سعيد شيمى، أحد أبرز السينمائيين الرافضين لتكريم كلود ليلوش، إن تراجع إدارة مهرجان القاهرة السينمائى عن تكريم المخرج والكاتب الفرنسى «ليلوش» هو أفضل قرار يمكن أن تتخذه، لأن التمسك بتكريمه سيفتح النار على المهرجان من جميع النواحى، بالإضافة إلى أن الأمر سيتطور إلى عزوف الفنانين والمثقفين عن حضور المهرجان بل ومحاربة قرارات إدارته الجديدة.
وكشف «شيمى»، إلى أنه أرسل لمحمد حفظى رئيس المهرجان القاهرة، وليوسف شريف رزق الله المدير الفنى، رسائل عبر هواتفهم المحمولة، فور علمه بتكريم «ليلوش»، وطلب منهما عدم تكريم هذا الرجل لأنه صهيونى قلبا وقالبا، وكلاهما يعرف حقيقته وموقفه من الصهيونية، لكن لم يرد أى منهما وتجاهلا الرسائل، وكانت المفاجأة تصريح «حفظى» بأنه لا يرى أن «ليلوش» صهيونى، ثم جاء البيان الساذج الذى صدر عن اللجنة الاستشارية، يطلب من الناس أن ترسل أدلة على اتهاماتهم لـ«ليلوش» بالصهيونية.
يتابع شيمى، أنه قرر بعد بيان المهرجان، أن ينشر صورة «ليلوش» بالزى العسكرى فى احدى مناورات الجيش الاسرائيلى عام 1990، ومواقفه التى لا تحصى ودعمه للصهيونية، ووصفه لإسرائيل بأنها وطنه الثانى، ومنحه دكتوراه فخرية من الجامعة الإسرائيلية «بن جوريون».
ورغم هجومه الشديد ورفضه لتكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى، يقول سعيد شيمى، إنه من أشد المعجبين بأفلام «ليلوش» خاصة «رجل وامراة» فهو من أميز الأفلام التى قدمها ونال عنها السعفة الذهبية من «كان» وجائزة «الاوسكار» لكن هذا شيء وتكريمه شيء آخر.
وتابع قائلا: «نحن هنا نكرم الإنسان وليس الأفلام، والإنسان له مواقف عديدة ضد القضية الفلسطينية التى نعتز بها ولن نتنازل عنها، وداعم لاسرائيل المصدرة للإرهاب والتى تقتل ابناءنا وأهلنا فى فلسطين ومن قبل فى مصر وسوريا ولبنان، وعليه كان لابد ان نقف وقفة حاسمة ويدا بيد لوضع حد لهذه المهزلة».
وعما إذا كان قرار إلغاء التكريم الذى لم يعلن بشكل رسمى حتى الآن، سيعود بالسلب على المهرجان وسمعته قال «شيمي»، إن «القاهرة السينمائى» ليس أول مهرجان يتراجع بعد أن يكتشف موقف الشخص الذى يكرمه، فـ «كان السينمائى» أكبر المهرجانات فعل ما هو أكبر من ذلك، فبعد أن قامت ادارته بدعوة احد المخرجين الهولنديين المعروفين، لعرض أحد أفلامه، اكتشفت انه يعادى السامية فقامت بطرده، وبقيت سمعة المهرجان كما هى ولم تتأثر.
وإذا كانت إدارة مهرجان القاهرة تخاف أن تتأثر سمعتها، فكان يجب عليها أن تجرى بحثا كاملا عن الفنانين المرشحين للتكريم قبل إعلانهم، حتى لا يضعوا أنفسهم والمهرجان فى هذا المأزق.
وختم «شيمى» حديثه قائلا: «فى كل الأحوال نحن نحافظ على قضيتنا، ونرسل رسالة للعالم أننا نرفض كل من يدعم الصهيونية، ويساند إسرائيل».