الشماريخ.. تجارة المليارات وبتر الأعضاء - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشماريخ.. تجارة المليارات وبتر الأعضاء

كريم شفيق
نشر في: الخميس 20 نوفمبر 2014 - 9:56 م | آخر تحديث: الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 11:12 ص

* تجارتها تصل إلى 24 مليار جنيه سنويًا.. والقانون يحظرها منذ 2009

* مجدي.. يدفع أصابعه ثمنًا لحمل شمروخ.. ووالده لـ«الشروق»: الألعاب النارية ديناميت يباع لأطفالنا  

* رئيس جمارك الإسكندرية: ضبطنا 12 حاوية متوسط حمولة الواحدة «170 طنًا»

* خبير أمني: أرباحها تصل إلى 400% مثل تجارة المخدرات والسلاح

 

«الشمروخ هو الحل»، فالألتراس لا يجد نفسه بالمدرجات دون استخدامه، والمظاهرات لا تحيا إلا بعدد من الشماريخ، والأفراح والأعياد تفتقد بهجتها مع غيابه، لكن إذا تحولت الشماريخ إلى أداة للإيذاء تارة لمواطنين بسطاء ورجال الشرطة وأخرى داخل الجامعات.. إذا ما العمل حينها؟

أرقام الجمارك تشير إلى ضبط ما كميته ألفا طن من الألعاب النارية والصواريخ والشماريخ قبل دخولها إلى البلاد، منذ بداية العام الجاري (2014) فقط.

مجدي.. ليس الأول أو الأخير

مجدي يحيي، طفل لم يتجاوز عمره «12 عامًا» فقد أصابع إحدى يديه نتيجة انفجار شمروخ في يده يوم وقفة عيد الأضحى الماضي.

الآن مجدي يرقد طريح الفراش في منزله بالقاهرة، غير قادر على اللحاق بزملائه في عامه الدراسي الأول بمدرسته الإعدادية، يعاني نفسيًا وجسديًا من آلام جراحة بتر ثلاثة من أصابع يده اليمنى، فيما تحاول المسكنات تخفيف حدة الألم، لكنه طول الوقت لا يكف عن الحديث مع والده بالشفاء وإمكانية إجراء جراحة زراعة الأجزاء المبتورة.

الطفل مجدي بعد عملية البتر

الطفل مجدي بعد عملية البتر

يروي الطفل مجدي لـ«الشروق» ما حدث له، قائلا: «اشتريت صاروخ (شمروخ) وسألت واحد قريبي أولعه ازاي، ولما بدأت أولعه انفجر في إيدي.. شالوا صوابعي وأخدوا جلد تكميلي من فخذي الأيمن».

يأخذ والد الطفل طرف الحديث من ابنه، مشيرًا إلى الانتقال إلى مستشفى الدمرداش ومنها إلى المطرية ثم الحلمية العسكري، ليصطدم بما قاله الأطباء: «مضطرين نعمل عملية بتر وترقيع ليد ابنك بسبب قطع الأوتار والعروق».

سارع الأب لشراء شمروخ مماثل لما استخدمه نجله، فقال: «وجدته صاروخًا عيار نصف بوصة من الديناميت يتم بيعه للأطفال، وغير مسجل عليه بلد المنشأ، أو حتى طريقة استخدامه، واكتشفت حالتين مصابتين غير ابني لنفس السبب».

تجارة مربحة

«محمد س – شاب عشريني» تعتمد تجارته على الألعاب النارية بوسط البلد، يقول لـ«الشروق» إن أغلب أنواع الصواريخ تصدرها الصين، ويبدأ سعرها من 10 جنيهات ليصل إلى 300 جنيه، وتتفاوت استخداماتها وتأثيرها وأسماؤها، فمثلا هناك «التورتة والبازوكة والديناميت والنافورة النارية، ومن بينها ما يطلق أربع طلقات في الهواء حتى 100 وأشكال نارية في السماء، والإقبال عليها غالبًا ما يكون من فئة المراهقين».

كميات مذهلة

«تجارة هذه الألعاب النارية سواء الصواريخ أو الشماريخ محظور تداولها واستيرادها من الخارج، وتبلغ أرباحها 400%، مثل تجارة المخدرات والسلاح، بحسب اللواء مصطفى إسماعيل، الخبير الأمني، الذي رأى أن الوقوف ضد هذه التجارة والخسائر «أمرا حتميا».

وأضاف: «هذه الشماريخ تتسبب في خسائر بشرية ومادية، ولابد أن تتصدى لها كافة أجهزة الدولة وليست أجهزة الأمن وحدها لأن تعقب المهربين ومنافذ البيع ليس المهمة الوحيدة، لكن الدور التوعوي الذي يلعبه المجتمع ثقافيًا وإعلاميًا سيكون القبضة الأكثر تحكمًا في انفلات هذه الظاهرة».

وأبدى «إسماعيل» استغرابه من كميات الألعاب النارية والشماريخ، التي تتراوح أسعارها بين 100 و300 جنيه وتظهر في يد الطلاب بالجامعات، متسائلا: «من يدفع كل هذه الأموال ويوفرها لهم؟»

أرقام ضخمة

فيما ذكر أحمد عبد العظيم، رئيس جمارك الإسكندرية، أن الشماريخ والصواريخ غير مسموح باستيرادها وهي تحت رقابة الأمن العام، بناء على القانون رقم 12 لسنة 77، والذي تم تنفيذه عام 2009، وتبلغ حجم تجارتها سنويا 24 مليار جنيه.

وأضاف أن ما يتم ضبطه في الميناء «إما يكون عليه إخبارية أو عن طريق الفحص والمعاينة لجميع الحاويات فيتم اكتشافه».

كما نوه إلى أن العنصر البشري في مصلحة الجمارك يقوم بدوره دون تقصير لكن ينقصه توفير بعض الأجهزة التكنولوجية، التي تحد من عملية التهريب الواسعة وبالكميات التي نراها منتشرة في الأسواق، متطرقًا إلى أن هناك نسبة عالية يتم تهريبها من منافذ غير شرعية برية وليس لها دوائر جمركية وسواحل غير محكومة أمنيًا مثل الحدود مع ليبيا والسودان وفي سيناء وغيرها.

«هناك 12 حاوية من الصواريخ والشماريخ ومختلف الألعاب النارية تم ضبطها، منذ بداية العام الحالي»، بحسب رئيس جمارك الإسكندرية، مشيرًا إلى أن متوسط وزنها 170 طنًا، و«كان نصيب جمارك الإسكندرية منها 4 حاويات وبورسعيد 5 والسويس 3»، وجميعها تم التحفظ عليها وتحرير محاضر ودعاوى قضائية بشأنها، مشددًا على أن الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات تسليمها للقوات المسلحة لإعدامها.

واختتم رئيس جمارك الإسكندرية حديثه لـ«الشروق»، قائلا: «خلال الشهور المقبلة، سيتم العمل بالفحص عن طريق الأشعة وبأجهزة بلغت تكلفتها 65 مليون دولار أمريكي تغطي المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية في رفح ونويبع والعودة والسلوم والحدود مع السودان».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك