31 وزيرا و 50 سفيرا في احتفالية المتحف المصري بالتحرير - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

31 وزيرا و 50 سفيرا في احتفالية المتحف المصري بالتحرير

إسلام عبد المعبود وأحمد كساب:
نشر في: الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 12:54 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 12:54 ص

وسط تغطية إعلامية عالمية ومحلية، وبحضور عدد كبير من الوزراء وسفراء الدول الأجنبية والعربية والمستشارين الثقافيين ووكلاء ورؤوساء اللجان، وأعضاء مجلس النواب، والمحافظين، وكبار الشخصيات العامة، احتفل المتحف المصري بالتحرير مساء اليوم الاثنين، بذكرى 116 عامًا على تأسيسه.

حضر الاحتفالية 31 وزيرًا، منهم وزير الشباب والرياضة، ووزيرة التخطيط، ووزيرة التضامن الاحتماعي، وزيرة السياحة، ووزيرالنقل، ووزير التعليم، ووزير الاتصالات، ورئيس لجنة الآثار، ووزير الثقافة، ووزير السياحة، ووزير التموين، وأكثر من 50 سفير ومستشار ثقافي، ووكيل مجلس النواب، والنائبة سحر طلعت مصطفي.

وخلال الكلمة الافتتاحية، رحب الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، بالحضور، حيث قال إن الوزارة تحرص من خلال هذا الحفل الكبير على إرسال رسالة هامة للعالم أجمع، وتعلي من قيمة هذا الصرح العظيم، والذي لا تقتصر فقط على ما يضمه من كنوز أثرية لا مثيل لها، ولكن أيضًا للبعد التاريخي لهذا المبنى العريق، الذي يعد من أوائل المتاحف في العالم.

وأكد الوزير، أن المتحف المصري لن يموت، أو حتى يتأثر بإنشاء المتاحف الكبرى، مثل المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارة، والذي سينقل إليها عدد من القطع الأثرية، بهدف إعادة اكتشاف الكنوز المعروضة بالمتحف المصري بالتحرير من خلال سيناريوهات عرض جديدة تبرز جمالها.

وأضاف: «سنقوم بالعمل على إثراء المتحف بآثار رائعة من المكتشفات الحديثة، ومن الأثار المستردة، وكذلك اختيار مجموعات جديدة متميزة من بين عشرات الآلاف من القطع المحفوظة بالمخازن؛ ليستمر المتحف المصري درة تاج المتاحف العالمية».

وواصل: المتحف المصري اليوم يظهر في حالته الجديدة بأولى خطوات العرض المتحفي، بإعادة تقديم كنوز يويا وتويا في ثوب جديد، لتعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام 1905.

ويضم العرض الجديد، 214 تحفة أثرية متنوعة وفريدة، منها قطعًا كانت مخزنة تُعرض لأول مرة للجمهور، مثل مومياوتي يويا وتويا، وبردية يويا الملونة، التي يبلغ طولها حوالي عشرين متراً، والتي تم تجميعها بأيدي مرممي المتحف المصري.

وأعلن خلال كلمته، بافتتاح المتحف مجانًا للمصريين والعرب والأجانب المقيمين.

وأوضح العناني، أن العمل مازال مستمرًا حتى الآن، لاستكمال أعمال تطويره من خلال التعاون مع متاحف تورين، وبرلين، واللوفر، ولايدن، والمتحف البريطاني؛ للوصول به إلى المعايير المعتمدة من منظمة اليونسكو، وذلك من خلال خطة عمل تستمر سبع سنوات.

وقامت وزارة الآثار، في الفترة الماضية بجهود حثيثة للترويج للمتحف، فقد تم فتحه لأول مرة ليلاً للجمهور، يومي الخميس والأحد من كل أسبوع، كما اتُخذت خطوات عديدة لرفع كفاءته مثل تغيير الإضاءة، وإعادة فتح منطقة البازرات بعد غلقها منذ عام 2011، وتركيب 200 مروحة حائطية، وتم وضع لوحات إرشادية حديثة منذ أيام بالتعاون مع اليونسكو، وجاري التنسيق حالياً مع معالي وزيرة التضامن الاجتماعي؛ لإشهار جمعية أصدقاء المتحف المصري بالتحرير.

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن تطوير المتحف لن يقتصر فقط على تطوير سيناريو العرض المتحفي، بل يتزامن مع تطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية للمبنى، وإعادة المتحف إلى حالته الأولى وقت افتتاحه منذ 116عاما، فتم إعادة الدهانات بالدور العلوي إلى لونها الأصلي، كما تم تغيير زجاج أسقف المتحف إلى تقنيات الـUV لمنع أشعة الشمس الضارة على القطع الأثرية، كذلك تم إعادة أرضيات بعض المتحف إلى شكلها القديم.

وقالت الهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن المتحف المصري بالتحرير يعد منارة الآثار حول العالم لما يحتوي عليه من قطع أثرية فريدة وهامة، ويأتي الاحتفال اليوم بذكري تأسيسه الـ116 بمثابة مرحلة استثنائية؛ ليتم عرض سيناريو متحفي عالمي جديد للقطع الأثرية الموجودة به مع الحفاظ على هويته وإعادة عرض لأهم القطع وإبرازها.

وأضافت، يضم المتحف، قرابة الخمسة آلاف قطع أثرية تتنوع بين المعروض، والموجود داخل المخازن الخاصة به، والمكتشفات الأثرية الحديثة، والآثار المستردة من الخارج، مشيرة إلى أن من أهم القطع التي سيتم عرضها اليوم هي المجموعة الكاملة لمقبرة يويا وتويا.

ونوهت بأن أعمال التطوير تتضمن المدخل وإعادة سيناريو العرض المتحفي الخاص بالقاعات 46،47،49 ،50،51، كما سيتم وضع رؤية استراتيجية شاملة، وخطط للتسويق والترميم والحفظ وغيرها من الخطط، التي تهدف إلى ربط الجمهور بالمتحف وخلق قنوات للتواصل والتفاعل، مع مختلف الفئات المجتمعية، ودمج أهم الوسائل التكنولوجيا الحديثة.

ومن جانبها أوضحت صباح العبد الرازق، مدير عام المتحف، أن مقبرة يويا وتويا تم الكشف عنها عام 1905م أي قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، بما يقرب من سبعة عشر عام، وهي المقبرة رقم 46.

و(يويا وتويا) هما والدا الملكة تي زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون، وقد حظي كلاً منهما على مكانة رفيعة خولت نحت مقبرتهما في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، هذا المكان الذي كان مخصصًا فقط لمقابر الملوك.

وتظهر أسماء الزوجين يويا وثويا، الذين ينتميان للعائلة الملكية، على العديد من آثار المقبرة، كما ذُكرا بصفتهما أبوي الملكة تي في نقوش جعرانين تذكاريين من عهد الملك أمنحتب الثالث.

وتعود أصول (يويا) إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمي إلى طبقة النبلاء وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلاً عن عمله كاهناً للإله مين المعبود الرئيسي في أخميم، كما شغل عدة مناصب مهمة في القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه "والد الإله" إلى دوره المتميز بصفته حما الملك.

وحملت (تويا) العديد من الألقاب الدينية، فضلًا عن لقب "الأم الملكية للزوجة العظيمة للملك"، وهو اللقب الذي اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها، بالإضافة إلى الملكة تي أنجب يويا وثويا ابنًا يُدعى عنن، كان يشغل منصب الكاهن الثاني لآمون.

وتعد مقبرة يويا وتويا من أجمل المقابر التي تم اكتشافها لما تحتوي من كنوز عظيمة تعبر عن الحياة اليومية لهما، مثل العجلة الحربية ليويا والأسرة والكراسي، وصناديق حفظ الحلي المصنوعة من الخشب المذهب والمطعم من الفيانس والعاج والابنوس، وآوانى من الألباستر والحجر والحجر الجيرى الملون، كما احتوت أيضاً على مومياء كلا من يويا وتويا في حاله جيده من الحفظ والتوابيت الداخلية والخارجية لهما، والأقنعة الخاصة بهما وهي مصنوعة من الكارتوناج المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة، كما تم العثور على صناديق وآواني الأحشاء وتماثيل أوشابتى، وأطول برديج في مصر ويبلغ طولها 20 متر، وهي البردية الخاصة ليويا ومكتوب عليها كتاب الموتي.

وتعرض لأول المرة، اليوم، بردية "يويا" المدونة بالخط الهيروغليفى المبسط، والتي تعد أطول بردية عثر عليها في مصر.

وأوضح مؤمن عثمان، مدير إدارة الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، أن البردية ظلت مخزنة داخل دواليب التخزين بالمتحف المصرى، منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام 1905.

وقد عثر عليها متكاملة في شكل لفافة ممتدة وفي حالة جيدة من الحفظ، وتحتفظ بألوانها وحالتها جيدة جدا، ولم يكن فى الأمكان عرضها بصورتها الكاملة، نظرًا لطولها الذى يقرب من 20 متر.

وأضاف، أنه قد تم فردها وقت الاكتشاف، وتقسيمها إلى 34 جزءًا، بالإضافة إلى جزء صغير خالي من الكتابات؛ ليكون المجموع 35، وقبل البدء في أعمال الترميم استعدادًا لعرضها، فقد بدأ فريق العمل في فحصها وتوثيق حالتها الأثرية، حيث تم استخدم التوثيق الفوتوغرافى عالى الجودة والميكروسكوب الضوئى لفحص البردية، وتم فحص حالة الأحبار والألوان المستخدمة التى ظهرت فى غاية الروعة والإبداع.

أما عن أعمال الترميم، فقال «مؤمن»، إنها شملت تجميع الأجزاء المنفصلة للبردية بشكل جزئى لكل قطعتين حتى نتمكن من سهولة تحريكها وعرضها.

استخدم الأسلوب الياباني، فى وضع الحامل الجديد المكون من الورق اليابانى 5جم/متر والمكون من آلياف نبات الكوزو، الذي ينمو فى اليايان، مع استخدام أساليب القطع اليابانية التقليدية، والتي أضيف عليها بعض التغييرات التى تتلائم مع ظروف البيئة والحفظ فى مصر.

واستطرد قائلاً: "البردية ترجع إلى برديات الدولة الحديثة فى تكوينها، سواء من حيث حجم الصفحات المكونة للبردية يتراوح طول كل ورقة من 11.5 إلى 14 سم، وتميزت تلك البردية ذات الرسوم المصورة والبطاقات المرسومة بالروعة، وتجسدت روعتها فى دقتها وتعدد الوانها وعنايتها بالتفاصيل، وتتضمن بردية "يويا" أربعين تعويذة من "كتاب الموتى"، أو كتاب "الخروج بالنهار" وهو مجموعة مختارة من التعاويذ والتلاوات والاعترافات والإرشادات، فضلاً عن مجموعة أخرى من المتون الجنزية، أكثر من كونها "كتاب" بمعناه الحقيقى .

وقالت نيفين نزار، معاون وزير الآثار لشئون المتاحف والعرض المتحفي، إنه قد شارك في فعاليات حفل عيد ميلاد المتحف فريق عمل مشروع حائط المعرفة تحت إشراف د. فتحي صالح، والتابع لمكتبة بعمل تطبيق على الموبايل والتابلت مستخدمًا تكنولوجيًا (augmented reality)، الواقع المعزز في شرح محتويات مقبرة يويا وتويا وبردية يويا بلغة سهلة وعرضها بطريقة 3D.

وأشارت مايسة مصطفي، باحث ومدير العلاقات العامة لحائط المعرفة بمكتبة الإسكندرية، إلى أن استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز، يساعد للوصول لجمهور الشباب وتعريفهم بتراثهم، وأيضًا يضع مصر في مصاف الدول في الخارج، وذلك لمواكبة لغة القرن 21 في نقل المعلومات.

وأضافت، أن المكتبة ساهمت أيضًا بفيلم تسجيلي قصير عن كل خطوات نقل وترميم وعرض بردية يويا وتويا مجمعة، وذلك يتم توثيق كل خطوات الترميم لأول مرة في تاريخ البرديات في مصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك