على أبواب عام جديد، بكل آماله، وآخر ينقضي، بكل آلامه، يطل علينا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، كعادته فى اللحظات الفاصلة والحاسمة، ليوضح بالشرح والتحليل حركة التاريخ، سعيا لوضع قراءة متأنية فى كف هذا الوطن الحائر ويرسم لنا بساطا معرفيا علنا نجد الضوء فى نهاية النفق المظلم إذا سرنا عليه. واصفا 2014 بعام المصير ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة كلها، مطالبا مصر بأن تكون على أهبة الاستعداد وعلى الأقل أن تكون هناك دولة.
الإعلامية لميس الحديدى، تواصل الحديث مع الكاتب الكبير، عبر فضائية cbc بحلقات جديدة عن «مصر أين وإلى أين» تتناول «عام المصير» فى منطقة «تتدحرج فيها كرة نار هائمة فى كل أرجاء الاقليم».
فى هذه الحلقة التى خصصها هيكل، عن منطقة الشرق الاوسط والتحديات التى تواجهها، أكد الأستاذ أن ما تعيشه المنطقة الآن سببه تلاقى قوتين وإرادتين متضادتين أحدها الربيع العربى النابع من إرادة التغيير الشعبى، وبين التدخل الخارجى الذى يريد أن يضع قبضته على التغيرات قبل أن تأخذ مسارا آخر وبين هذا وذاك، تتحول المنطقة إلى أعمدة نار ملتهبة تحيط بمصر فى كل حدودها شرقا وغربا وجنوبا.
وقال: «الفريق أول عبد الفتاح السيسى يواجه مأزقا كبيرا في ظل الأزمات، ولديه أسبابه المقبولة، التي تجعله يرفض الترشح، وأخرى معقولة قد يوافق عليها»، مضيفا: «قراراه ينبغي أن يكون نابعا بشكل إنساني يأخذه هو بما يقدر فيه المصلحة العامة، لكن الرئيس القادم أيا كان سيواجه تحديات لم يسبق لرئيس أن واجهها».
وتطرق الكاتب الكبير، إلى تمويل جماعة الإخوان، وتحدث عن الإرهاب في ظل التحركات الدولية، ومستقبل العلاقات مع إيران، وانتقل إلى الدستور المزمع الاستفتاء عليه في 14و15 يناير، وقال إنه يتمنى أن يقر الدستور الجديد وإن اختلف على بعض النقاط لأنه (الدستور) سيفتح آفاقا إلى مستقبل يعقبه تشكيل دولة واقفة وثابتة تستطيع مواجهة الطوفان قبل أن يطفو عليها ويأخذها فى طريقه.
وطالب بأن تكون الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، مؤكدا أن: «مصر قد لا تتحمل طول الفترة».