هيكل فى الحلقة الثانية من حوارات عام الحقيقة: نعيش مرحلة المكارثية.. و«السيسى» فيه الكثير من سمات «إيزنهاور» - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مؤكدا أن الأمريكان يقبلون الرئيس على مضض.. ويتعاملون معه كأمر واقع

هيكل فى الحلقة الثانية من حوارات عام الحقيقة: نعيش مرحلة المكارثية.. و«السيسى» فيه الكثير من سمات «إيزنهاور»

الأستاذ محمد حسنين هيكل يتحدث إلى الزميلة لميس الحديدي
الأستاذ محمد حسنين هيكل يتحدث إلى الزميلة لميس الحديدي
الشروق
نشر في: السبت 20 ديسمبر 2014 - 10:38 ص | آخر تحديث: السبت 20 ديسمبر 2014 - 10:50 ص

- لا توجد أحزاب حاليا.. والإخوان هم المعارضة الوحيدة حتى الآن

- الحديث عن تهديد قطر لنا استهانة بالتاريخ المصرى كله

- النظام القديم مازال يعمل كما هو.. و«الطبلة خانات» تقف وراء الضجة التى أثيرت ضدى

- إسرائيل علمت باعتزام مصر شن الحرب فى أكتوبر.. وأداء الجيش المصرى فيها «لا تشوبه شائبة»

- هناك قوى دولية وإقليمية ومحلية تحاول إفشال تجربة الرئيس

- أحد الأساتذة الكبار قال لى فى باريس: ظروف مصر تفرض على الناس إما الثورة أو الهجرة

جدد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، دعوته للرئيس عبدالفتاح السيسى، بالثورة على النظام الموروث، والبدء الفورى فى بناء نظامه، واختيار عناصره بشىء من المغامرة، بحسب تعبيره، وذلك فى الحلقة الثانية، التى أذيعت مساء أمس، على فضائية «سى بى سى»، مع الإعلامية لميس الحديدى، من الحوار الممتد «مصر أين وإلى أين؟»، ضمن حلقات عام الحقيقة 2015.

واعتبر هيكل أن مصر بلد يقاتل فى معركة مصير، مبديا استياءه الشديد من الحديث عن الخطر الذى تمثله «قطر»، قائلا إن الحديث عنها بهذا الشكل، استهانة بالتاريخ المصرى كله، مشددا على وجود قوى خارجية متعددة، لا تريد لمصر، العبور من أزمتها.

بدأ هيكل الحلقة بالرد على ما أثاره فى لقائه الأخير بشأن حرب أكتوبر، وقال إن الإسرائيليين كانوا يعلمون بالحرب، ووزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، أيقظ وزير خارجيتنا من نومه فى نيويورك، ليخبره أننا نريد أن نفعل كذا وكذا (يقصد الحرب)، وأن إسرائيل قد توجه ضربة استباقية، ودعا مصر لوقف العمليات وقتها.

أضاف أن هناك ظروفا أحاطت ببداية الحرب، أولها أن إسرائيل أُبلغت بما جرى، والثانية الطريقة التى تدخلت بها واشنطن فيما جرى، والثالثة اعتبار الولايات المتحدة نفسها مسئولة عن تزويد إسرائيل بما تحتاج إليه، لأنها نصحتها بعدم المبادرة بضربة استباقية، وقال هيكل: هنا يجب التفرقة بين الحرب واستعدادنا لها، والظروف التى أحاطت بيوم المعركة، التى لا تقلل من خطورة وأهمية المعركة والتغيير الذى حدث للمنطقة، بغض النظر عن أى شىء آخر، فبكل المعايير، نحن قمنا بشىء فى منتهى الأهمية فى القتال، وعبدالمنعم رياض هو صاحب الفضل فى أكتوبر، فضلا عن الأدوار المهمة والحيوية للشاذلى والجمسى وأحمد إسماعيل، بالإضافة للقرار الشجاع بالحرب الذى اتخذه الرئيس السادات، بغض النظر عن عجز السياسة عن تحقيق ما حققه السلاح.

وقال هيكل إنه لا خلاف على أن إسرائيل أُبلغت، لأن تقارير وزير الخارجية المصرى فى نيويورك تؤكد أن هنرى كيسنجر أيقظه وأيقظ نيسكون، وقال إن مصر وسوريا ستبدآن عمليتان منسقتان على جبهتين والقوات المصرية سوف تعبر قناة السويس، وذلك وفق مصادر لا ترقى للشك، وأن تل أبيب طلبت من واشنطن إيقاف الحرب، فأبلغ كيسنجر ذلك للدكتور الزيات وللرئيس السادات وإسماعيل حافظ، حيث أُبلغ جميعهم «بوسعكم أن تبدأوا حربا لكن النتائج ستكون وخيمة»، وأمريكا أخذت على نفسها تعهدات بأنها ستحاول إيقاف ذلك مع تعليمات لإسرائيل بألا تبدأ ضربة استباقية، لأنها إن فعلت فستقلب العالم العربى كله، مشددا على أن أداء الجيش المصرى وقتها «لا تشوبه شائبة».

وعن دعوته للرئيس عبدالفتاح السيسى بالثورة على نظامه قال هيكل: الرئيس السيسى عزيز علىّ جدا بشكل خاص، وأرى حجم إخلاصه وحجم التحديات التى تواجهه. هذا الرجل، بما يواجهه، يستحق أن يقف كل الناس خلفه، لكن أريد أن أقول إن الدولة هى التنظيم الشامل للمجتمع بكل قواه، قوى سياسية معارضة ونظام وأجهزة تنفيذية وبرلمان، وحكومة وكل شىء، لكن أجهزة الدولة، وهى مؤسسة الحكم، تتغير بمن ينتخبه الناس.

وأضاف الكاتب الكبير: النظام القديم ما زال يعمل فى جهاز الدولة، كما كان وقت مبارك والإخوان، لكن التوجيه يختلف برؤى وبرامج وسياسات اجتماعية وخارجية مختلفة. والرئيس السيسى مطالب بإنشاء نظامه، المتفق مع سياساته، برؤى وتصورات جديدة، مع استمرار مؤسسات الدولة كما هى، فمن نفذ سياسات عبدالناصر فى الحرب هو نفسه من نفذ سياسات السادات فى السلام.

وزاد هيكل: النظام القديم موجود، ويجب فرض التوجيه السياسى عليه، فالنظام مستمر بمؤسساته، لكن كل رئيس يتم انتخابه يأتى بتوجيهاته ورجاله ومن يمثل فكره، أما الضجة التى ثارت، فهذا شىء طبيعى أتقبله، جزء منه له علاقة بـ«الطبلة خانات» التى أقيمت، وأنا شهدت سبعة انتقالات للسلطة، منذ الملك فاروق وحتى الآن، وكل انتقال للسلطة، يصاحبه الصراع على الرئيس من كل القوى التى تحاول الاقتراب منه لكى تؤثر فى قراره، سواء من الحكم أو من خارجه، فكل جهاز يحاول ذلك، سواء بالترغيب أو التخويف أو الضغط، كل جهاز يحاول أن يحتل مساحة كبيرة من صنع القرار، وهذا طبيعى فى كل مكان فى الدنيا من قوى تريد أن تؤكد دورها فى المستقبل، سواء أحزاب أو جماعات ضغط ومصالح، وهناك شىء ننساه دوما، وهو أنه لا يمكن أن تقوم معارضة إلا إذا مثلت بديلا، وكل ما نراه الآن ليس معارضة، فالمعارضة الحقيقية تعتقد أن القائم الآن غير حقيقى، وأن لديها ما تقدمه، وجماعة الإخوان، هى الشىء الوحيد الذى يمكن نعته بالمعارضة، وهى تدعى على أقل تقدير أنها تقدم بديلا، وهناك آخرون لديهم طموح فى التأثير، لكنهم لا يملكون الوسائل الذاتية لذلك.

وتابع هيكل مخاطبا لميس الحديدى: خذى مثالا؛ من قصة السيدة ميشيل دن، من أجل أن تعرفى أن السيسى لم يصنع نظامه، وأنا أريده أن يقوم بذلك، فلا يعقل أن يقوم أحد أجهزة الدولة بدعوة الباحثة الأمريكية، وهو جهاز مشمول برعاية أجهزة الدولة وهو يدعوها ونحن نعرف أن لها موقفا مناهضا جدا لما حدث فى 30 يونيو وترى أنه انقلاب ثم يدعوها على نفقته لترى الصورة وتقتنع بالواقع، ثم يمنعها جهاز أمنى فى المطار، فنجد ضجة مثارة فى الولايات المتحدة.

هذه الواقعة تعنى أن هناك مشكلة فى الحكم بالمؤسسات والوزارات، جهاز الحكم لايزال يتصرف بالتوجيهات القديمة، ولم تدخل إليه توجيهات نظام جديد، فهو لا يأخذ التوجيهات من صحف ولا خطب لكن يأخذها من قرارات وتعليمات جلية وواضحة.

وردا على سؤال بشأن وجود صراع حول الرئيس، قال هيكل: هذا يحدث فى كل مكان، فعندما يأتى أى رئيس فى أمريكا، يوجد مثل هذا الصراع، وهنا فى مصر، المشكلة ليست بمعنى لوبى، لكن لديك فلول أى بقايا قوى، وأنا أعتقد أن الرئيس السيسى لابد أن يعمل «بيالا»، وهى وجبة إسبانية قائمة على بقايا الأكلات، هناك بقايا صالحة وأخرى عفنة، السيسى لن يستطيع أن يخترع سياسة من أول وجديد ولا أن يستورد عناصر جديدة من الخارج، عليه أن يختار وأن يفرز وأن يأخذ من كل العناصر، فالثورة هى تغيير رئيسى، ولابد أن يتسق النظام مع ما حدث من ثورة.

وزاد هيكل: أتصور أنه على الرئيس السيسى، كضرورة له قبل أى أحد، وفى الظروف التى نمر بها، أن ينشئ هو الجهاز الذى يستطيع أن يلبى مطالبه وهو الجهاز السياسى الذى يوجه الدولة.

وقال ردا على سؤال بشأن وجود من يحاول إفشال السيسى: طبيعة الظروف الموجودة فى مصر الآن لا ترضى عنها قوى كثيرة جدا فى العالم وفى الاقليم وفى مصر لأنهم يرون أن السيسى قد ينتقل إلى المستقبل، عبر جسر عبور فهم يريدون لهذا البلد أن يعوم ولا يغرق، ولا أن ينتقل، فالقوى الخارجية لا تريد لنا العبور.

وأضاف: أعتقد أن الأمريكان كان لديهم مخطط وسواء قصد أم لم يقصد، فقد أفشل مخططهم بإزاحة الإخوان، وهو مخطط أكبر بكثير جدا من مصر، فالدول الكبرى لديها مشروعات حتى وإن تغيرت الأمور لن تتخلى عنها، فالمشروعات تستمر كاستراتيجيات، وإذا تلقت صدمة تمتصها ثم تواصل، اليوم أعتقد أن الامريكان يقبلون على مضض الرئيس السيسى ويقبلونه كأمر واقع، ورغم وجود التيارات الارهابية فى المنطقة وما حدث فى باكستان قد يجعلهم يعيدون النظر، لكن هناك قوى أخرى موجودة فى الداخل تحاول احتلال مساحات وتتصور أنها ممكنة.

وتحدث هيكل عما سماه بنظرية الاختراق والتطويق، قائلا: هذه النظرية تقول إن كل صراع فى الدنيا يبدأ بخطوط محددة لأطراف متقابلة وأنت تجس كل الخطوط من خلال كل طرف يجس الآخر لاكتشاف نقاط الضعف الموجودة فى كل طرف فإذا وجدها يخترق ويطوق ويحاصر وهذه نظرية استخدمها هتلر واستخدمها الحلفاء، فى هذه اللحظة هناك قوى فى الداخل والخارج فى الاقليم تختبر الخطوط المصرية وتبحث عن نقاط الضعف فيها، تستطيع أن تخترق منها وتطوق وتفرض ما تشاء، هذا ما يجعلنى أقول إنه فى بعض المراحل الدقيقة من حياة الأمم هناك أفراد يلعبون دور أكبر مما نتصور وذات مرة كنت أتحدث مع الخمينى وكنت أدرس باستمرار أن البطل هو روح التاريخ وهذه مدارس كثيرة، فقال لى الخمينى: الحقيقة أن الشهيد هو روح التاريخ، ونحن عشنا مرحلة لا بطل فيها ولا شهيد ثم دخلنا فى هذه المرحلة، وأتحدث عن الثلاثين سنة العجاف، كان هناك ضحايا لكن لا بطل ولا شهيد، يمكن يكون هناك أبطال وشهداء فى صمت فى فترات الجمود والرسوخ، ونحن نحتاج مقاتلا وأرى أن الظروف وضعت هذا الرجل فى هذا المكان ولا نحتمل أن يفشل.

وعن الوضع فى الإقليم قال هيكل: إذا نظرت إلى الخريطة وجدت فى الداخل العربى، العراق فى مشكلة وسوريا فى مشكلة وفلسطين فى مشكلة وغزة فى مشكلة وسيناء فى مشكلة والسودان فى مشكلة وليبيا فى مشكلة واثيوبيا فيها مشكلة واليمن به مشكلة وعمان بها مشاكل وهى دولة مستقرة جدا لكنها على وشك أن تواجه مشكلة وراثة، والصومال بها مشكلة ايضا، فى شمال هذه المنطقة هناك حزام يسمى سقف العالم العربى وهو تركيا وإيران الاخيرة نحن أخذنا موقفا منها وتركيا أخذت موقفا معنا ولسنا نحن، إيران كانت تريد أن تقيم معنا علاقات وأن تعود ولم نقبل وتركيا ذهبنا إليها لكنها أخذت موقفا ضدنا وأتذكر بيت شعر: «جننا بليلى وهى جنت بغيرنا.. وأخرى بنا مجنونة لا نريدها»، كنا نريد الأتراك لكنهم اشتبكوا معنا، فهذه دول إسلامية وهى الجسر بينك وبين أوروبا الشرقية كلها، وكلاهما فى منتهى الاهمية بالنسبة لك ووسط هذا الخراب فى الوطن العربى، الاهتمام العالمى يتجه صوب الشمال فنحن نترك للوراء بمشاكلنا وقضايانا وخلافاتنا ومركز الاهتمام والثقل كان البحر الابيض ثم قناة السويس ثم ذهب صوب آسيا.

وزاد الكاتب الكبير: بالنظر إلى الداخل، ونحن نقول ان هذه المرحلة بها صراعات ووسط هذه الخريطة المزعجة خارجيا وإقليميا والقلقلة فى الداخل لدى رجل يقف وسط كل هذا فى بلد لازال واقفا على قدميه تذكرى أن كل ما حولك يسقط وما تبقى هو بلد يقف على قدميه هو مصر ورجل موجود مسئول فى هذه المرحلة لكى يبنى نظامه ويعبر إلى المستقبل من الممكن أن يكون بجواره السعودية لظروف والامارات لظروف وممكن الجزائر لظروف ويمد اهتمامه لبعض ما يمكن فى العراق وسوريا وبالدرجة الاولى موقعه فى مصر وسط كل هذا أنا أعتقد أن الوضع متعب ومزعج وجزء من وقوفى أو وقوف غيرى واقول وأنا خجل من هذا وأنا فى باريس أحد أكبر الاساتذة يقول أن الظروف فى مصر لا تترك للناس فيها إلا شيئين إما الثورة او الهجرة وأنا واحد من الناس مع الاسف ظروف كثيرة جدا قد تغرينى أن أغادر البلد وظللت موجودا حتى سجنت، هذا البلد يقاتل معركة مصير وأنا اعتقد أن مصير الامة فى هذه اللحظة ومصير البلد نفسها ومصائر ومقادير كثيرة تتقرر الان وإذا لم نعِ سنفقد أشياء كثيرة جدا، وعلى الرئيس أن يؤسس نظامه فورا.

وعن السياسة الخارجية قال هيكل: عليه أن ينظر بشكل جديد إلى سياسته الخارجية لا أستطيع أن اسير الامور كما كانت ماضية. علينا أن ننظر للخيارات المتاحة ماذا يمكن أن نقدم لليبيا وأن نتوقى ما يأتى منها؟ أنت محتاجة لسياسة نشيطة ومستنيرة ومختلفة فيما يتعلق بليبيا والتى ارتكبنا بحقها أخطاء كثيرة لن أتحدث عنها، وعودة إلى أول شىء يفعله هو دراسة من أول وجديد فى مواقف متغيرة فى هذه الخريطة ولا بد أن تأتى وعندما اقول بناء نظام، عليك بناء النظام وأن تفرز وأن تستدعى كل ما يمكن فى مصر من عناصر صالحة للتعاون لتكوين خليط جديد لنظام مستجد على الساحة يرى مواقف جديدة لكى تستطيع المواجهة.

وأضاف ردا على سؤال بشأن قدرة مصر على التأثير فى سوريا: مرات كثيرة ننسى أن المنظور فى قوى الدول ليس هو القضية، الكامن فى قوى الدول هو الأهم، فهذا البلد له دور تاريخى والادوار التاريخية والمعانى الرمزية لا ترى بسهولة فهى تحس ولا ترى لو نظرنا إلى شخص فنحن نرى ملامحه وشكله واكون صورة لكنى لا أنظر مطلقا على ما فى داخله، هذا البلد له إمكانيات وأرصدة تاريخية لدى سوريا والعراق.

وأكمل الكاتب الكبير: لا يوجد شىء ينفى آخر، الأولوية الأولى أن يبنى السيسى نظامه، والأولوية الثانية أن يحدد رؤيته، والثالثة أن يحدد ما يستطيع وما لا يستطيع، وأن يضع جدول أعماله، وتحديد الأولويات والإمكانيات المصرية كبيرة جدا، لا يوجد دولة تقول لدى هدف واحد، لو أخذنا مثالا أنت كإعلامية أنت نجمة بارزة وزوجة وأم وتمارسين كل الادوار، هذه النظرة الاحادية للإنسان وللقوى سواء من الفرد او الدولة أو الامة هناك كثير كامن وأنت تستطعين لكن عليه أن يبنى نظامه أولا.

وزاد هيكل: مصر تستطيع التأثير فى سوريا والعراق، نحن نتحدث عن رؤية أنا أعرف أن هناك قيودا كثيرة جدا من الامريكان ومن بعض حلفائك وهم مهمون فى هذه اللحظة وفى كل لحظة مهما اتفقت أو اختلفت معهم لكنهم مهمون، ولابد أن يتم مراعاتهم، نحن نتحدث عن رؤية استراتيجية للمنطقة، ستقولين كيف نرى العالم من وجهة نظرك وكيف ترين الاقليم وبناء الاقليم وعلاقتك بالعصر والمستقبل، وهذا هو جوهر الشرعية، وأريد أن أقول لك إن الشرعية صحيح أنها القبول الطوعى لكنها أفق بحاله يبدأ من نقطة قبول كيف وصلت ثم أداء مرضى أو غير مرضى. وهناك شىء مهم فى الشرعية وهى الطمأنينة نحو المستقبل أن أرى ما سأفعله وما سوف يجيء، هل معقول أن أمامى رجلا واحدا وأرى مستقبلا مربوطا برجل واحد، ثم ما الشرعية بمقدار ما لها أصل وأساس وما لها من اداء وهدف واتجاه لها ايضا عنصر مهم، وهو الثقة فى يوم قادم وأعود واقول بناء نظامه، يا ريته يبنى حزب.

وتابع هيكل ردا على سؤال بشأن تأسيس الرئيس لحزب: هذا موضوع متعلق بتصوره، ماذا سيحدث إذا انتهى من ولايته بعد أربع سنوات؟ القضية قضية أن الأوطان دائمة ليست معلقة برجل واحد ولا حتى بنظام واحد، إذن أنا أعتقد أن أمامنا إما بناء حزب أو جبهة وطنية أو تحالف لكن الافكار السياسية لابد أن تكون فاعلة فى الحاضر وقادرة على المستقبل ومنظمة هنا وهناك، إذا لم يكن بوسعه بناء حزب يكون هناك تحالف يسانده وأنا لماذا أتحدث عن رؤية؟ هذه الفترة وحتى تنشأ قوى سياسية أن يكون هناك بوصلة تشير لى على الاتجاهات الصحيحة والنوايا.

وردا على سؤال بشأن قطر، قال هيكل: أنا عاصرت محاولة ثلاث دول هى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل غزو مصر فى يوم من الايام. وفى فترة كنا نقول إننا فى صراع مع أمريكا، الآن عندما اقول مصالحة مع قطر وأصبحت خطرا علينا فهذا استهانة بتاريخ مصر، يا جماعة رفقًا بالقوارير، المشكلة مع قطر هى ضعف إعلامى لدينا، فى يوم من الايام الرئيس عبدالناصر وقف فى دمشق يتحدث عن رئيس وزراء العراق ويقول اخرج يا مرجان، ثانى يوم سقطت الوزارة، والأهرام كان يبيع فى أى بلد عربى أكثر من جرائده المحلية، أنت فقدت قوتك الناعمة.

وتابع الكاتب الكبير: ذهبت ذات يوم للمشير طنطاوى أحدثه عن الجزيرة مباشر مصر، ولم يكن ينبغى أن يكون هناك ما يسمى جزيرة مباشر مصر، وقلت للمشير إن كل بلد له ثلاث سيادات: سيادة على أرضه، وسيادة على فضائه، وسيادة على المياه البحرية، والآن هناك سيادة فضائية، والآن ما يحدث هو اختراق لسيادة مصر الفضائية، ولم يفعل أحد شىء. أريد أن اقول إن ضعفك ليس حجة معك بل ضدك، المشكلة الكبرى هى ما أصاب القوى الناعمة فى هذا البلد والدور المصرى من خسارة، الشيخ حمد نفسه قال لى ذات مرة لو أن مصر فى مكانها لما تجرأ أحد منا أن يفتح فمه، ألسنا خجولين ونحن نقول إن أحدا يعبث.. أنا لا ألوم أن كل طرف يتخيل أن مصالحه تجعله يقوم بهذا، الامريكان مثلا يفعلون كل شىء. إذا تدخّل أحد فى شأنك ونجح فهذه كارثة، فى الماضى كانوا يشكون من تدخلك فى شئون الآخرين، العيب فينا نحن وليس فى الآخرين. أنا أعتقد أن فكرة المصالحة فكرة مهينة ايضا، المصالحة إما أن تكونى قادرة او غير قادرة، فى العالم كل له سياسات تلائم مصالحه، ومصالح الدول لا تعرف المجاملات حيث يحمى مصالحه بقوته وليس باستجداء الآخرين وليس بالمصالحات. أنا اتحدث فى المطلق، الضعف ليس عذرا لغياب القوة إذا لم تكن تقدرين فلا تشتكى حكاية أن قطر تهددنى هذا كلام بالنسبة لى كلام لا يمكن قبوله وأعتقد أن المشكلة مصرية وليست قطرية. والله العظيم أشعر أن التاريخ المصرى كله يستهان به بالحديث عن أن قطر خطر.. أنا أحترم الناس كلها ولكن عندما يقول أحد إن قطر ممكن أن تهدد مصر يجب أن نخبئ وجوهنا خجلا.

وزاد هيكل: ما يصنع مهابة الدول وما يصنع حدود الاحترام فى العالم أن تكونى قادرة سواء بقواك الصلبة فى وقت القوة أو بالقوة الناعمة فى أوقات الانتقال أو بقواك التاريخية، لكن نحن نتكلم عن صيحة ليست مكانها.. الصيحة الحقيقية هى أن هذا البلد يجب أن ينهض.. هى أن هذا البلد يجب أن يقوم وأن يستعيد مكانته ودوره وأن يتأمل فى أحواله ويعلم كيف يفرض احترامه، الاحترام ليس مسألة طوعية وأيضا المهابة تؤكدها ممارسات وحقائق وليس فقط السلاح، بالأغنية كنا نهد نظما.. أنا أشعر مرات بهوان.

وقال الكاتب الكبير: رأيت أمير قطر السابق ثلاث مرات، وكان بيننا خلافات بلاد حدود وكان هناك شهود مرة تحدثت فى باريس عن دوره فى سوريا، وتحدثت بمنتهى الصراحة لدرجة أننى قلت سمو الأمير أنت لا تستطيع أن تحارب معركة قوة صلبة بقوة ناعمة. ومرة أخرى تقابلنا فى جنوب فرنسا وفى حضور الشيخ حمد بن ثامر وهو رئيس مجلس إدارة الجزيرة، ولم أترك شيئا حول الجزيرة ولم أقله. ومرة ثالثة فى لندن وفى حضور رئيس ديوانه ومساعده الخاص الشيخ عبدالرحمن ال ثانى وسعد الرميحى وكنت فى منتهى الصراحة، هى صراحة رجل يملك أن يقول لا ويغضب وهذا هو الفارق بين رجل بوسعه أن يتكلم بما يريد وبين دولة ينبغى أن تتحدث بلغة القدرة، إذا لم تكن لها قوة. يهمنى قوة مصر، وقت حرب قناة السويس كانت هناك تسع إذاعات موجهة للشعب المصرى ليل نهار ومع ذلك الشعب لم يصغ لأحد منها.

وتطرق الحوار إلى المقارنة بين السيسى والرئيس الأمريكى إيزنهاور، وقال هيكل: هناك تشابه كبير بين الرئيس السيسى وبين جنرال آخر سبقه إلى السلطة فى الولايات المتحدة الامريكية وهو ايزنهاور عام 1952، جاء بانتخابات وحكم مدتين حتى1961 وقاد جيوش الحلفاء ضد هتلر، هناك تشابه فى الملامح، أتت أمريكا بإيزنهاور بعدما خرجت من حرب وهى القوة الكبرى وهى المنتصر عسكريا وتصورت أنها تواجه مشكلتين الاولى العودة لحياة طبيعية بعد الحرب لمرحلة سلام ثم التمييز العنصرى، وقد اكتشفوا أن السود فى أمريكا يشكلون 12 ـ 14% من جملة السكان لكن ضحاياهم فى الحرب تشكل نحو 38 ـ 42% من القتلى والضحايا، ويشعر السود أنه ضُحى بهم لإنقاذ حياة البيض وهى مشكلة تواجه أمريكا والاقتصاد أيضا، ووجدوا أن الرئيس ترومان وهو رئيس به مواصفات جيدة فى كثير من الجوانب إلا أنه خرج بالولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية إلى حرب كوريا وسوف يواجه الصين ثم يتورط فى الحرب الاهلية فى إيران واليونان، ثم لم تحقق أمريكا الحلم ثم لحقت روسيا بهم فى السلاح النووى ثم الحرب الكورية باتت تكلفهم أكثر مما توقعوا، وبالتالى أرادوا أن يأتوا بأحد معترف به دخل فى تجربة حرب وهم يعرفونه، وقادها بطريقة مختلفة ليس كقائد فى ميدان قتال بل كقائد سياسى للحلفاء، فله مواصفات سياسية توافقية، وأن يروض وحوش، وقد عمل مع جنرالات وروضهم، فأنت كنت تريدين رجلا يستطيع أن ينقلها لوضع طبيعى وأن يعوض بعض القوة وأن يوقف بعض النزيف وان يوقف خطرا عقائديا على الولايات المتحدة وهى المكارثية وأن يواجه الروس.

وزاد هيكل: كانت المكارثية عبارة عن إرهاب فكرى كاد أن يقضى على كل شىء فى الولايات المتحدة الامريكية وكل فكرة فجاء إيزنهاور وبالتالى الرئيس السيسى به مواصفات كثيرة من ذلك أيضا الظروف الاقتصادية والمالية وتحدى الحلفاء وتحدى السلاح والتحدى العقائدى المخيف وتحدى أصعب من الارهاب وهى المكارثية.

وتابع هيكل: المكارثية موجودة عندنا ليس فقط عند الاخوان بأمانة، لدينا نوع من التخوين والتكفير عندما نشاهد الاعلام وكل الشتائم الموجود فى الصحف من كل القوى على بعضها هى نوع من المكارثية فالمكارثية هى أن تخيفى فكرا بمنطق الابتزاز والتشهير فى النهاية.

وعن التشابه بين إيزنهاور والسيسى، أضاف هيكل: بحثنا عن رئيس يستطيع ان يكون قويا حيث إنه قادم من المؤسسة العسكرية وهو قادم من ثورتين أو كان طرفا فى ثورتين واحدة ابلغها أن الجيش لن يقف أمام الشعب فى كل الوسائل والثانية وقف ليصحح مصيبة حصلت فى البلد ووقف وكان الوجه المقبول والشخصية التوافقية متوافرة فيه.

وزاد: نحن نناقش شخصا ياخد ويدى وهو يريد أن يتعلم فهو يدرك أنه أمام مسئوليات لم يكن مستعدا لها ويدرك أنه أمام مصائر هو مسئول عنها وأظن فى المرات التى قابلته، أنا أعرف الرجل واشعر بمسئوليته فهو أمام مخاطر كبيرة بالعودة للخريطة وأمام ظروف شديدة التعقيد فى مصر ايضا هو لم يبن نظامه فأنت أمام مشكلة.

وتابع هيكل: المهام التى دعا إليها السيسى قريبة مع ذات المهام التى دعا إليها إيزنهاور، مع اختلاف الظروف هناك تشابه فى بعض النواحى واختلاف فى أخرى لأن إيزنهاور وجد حزبه وراءه ونظامه خلفه ووجد تنظيم الدولة كله مستعدا لتقبل توجيهاته بسياسات جديدة ورأى عام مقتنع ويراه أمامه رغم أنه كان جنرال لا يتقن الخطابة وكان يهوى لعب الجولف وعندما حسب له عدد المرات التى لعب فيها جولف وجدوها 400 مرة خلال فترة رئاسته فأنت أمام رئيس وجوده ووجود مؤسسة رئاسة معه والحزب الجمهورى وراءه، ضعى فى اعتبارك أن جهاز الحكم يتلقى تعليماته وتوجيهاته من نظام السياسة عندما نتكلم عنه فهو الذى يقرر لأنه منتخب إرادة الشعب فموقف إيزنهاور أفضل ولديه دولة قائمة وفاعلة وكان وسط خريطة ليست معقدة لكن بها مشاكل لكن الرئيس الان موجود فى خريطة تقريبا مستحيلة وعليه أن يجد سبيلا بأن يبنى نظامه وأن يفرز القوى وينشئ تحالفه وأن يضع خططه وتصوراته للمستقبل وأن يستعمل قوة مصر التاريخية بأكثر من إمكانياتها البادية على السطح.

وردا على سؤال بشأن نقطة البداية فى بناء السيسى لنظامه، قال هيكل: اعتقد أننا عندما نأخذ إيزونهاور وتجربة الرئيس السيسى، أجد أن اى رئيس يكلف بمعركة وميادين قتال فعليه أول شىء يهتم به هو مركز القيادة وهى رئاسته بمعنى أننى أعتقد أن مؤسسة الرئاسة فى مثل هذه الظروف الموجودة الان هى بمثابة الجهاز العصبى، ومهمته أولا أن يكون قادرا على إعطاء التوجيه للدولة كلها خاصة فى ظرف لا يوجد فيه أحزاب وفى ظرف أزمات وخريطة معقدة كلها، لابد أن يكون الجهاز العصبى للدولة فى مستوى التحديات التى تواجهها الدولة وكل قائد عسكرى لابد أن يحدد أرض معركته ونوع العدو الذى يواجهه، وحجم القوة التى يواجهها والمطالب التى يواجهها ثم يقوم بأمرين أولها تحديد الجهاز العصبى له وثانى الأمور أنه لا يمكن لرجل أن يقوم بهذا بمفرده.

وزاد هيكل: الحفاظ على شعبية السيسى مهم جدا وسأتحدث هنا عن شىء آخر خارج الموضوع ونحن نتحدث عن الملكة فيكتوريا كنا نعلم أنها امرأة متحفظة وفى منتهى الصرامة أخيرا عرفنا وفتحت أوراقها وبعض الأوراق التى أتيحت لى وجدت محادثة غريبة جدا فى مذكراتها عن لقاء لها مع رئيس وزرائها الذى سألها وقال إن شاء الله تكونى بصحة جيدة وفى سعادة قالت أنا لست سعيدة ولست على ما يرام فسألها لماذا فقالت إن ثمة هجوم كبير على زوجها ألبرت حتى أخطائى تنسب له فقال هذا جيد جدا فقالت من أجل ماذا؟ أنا أقوم بقرارات وهو يظلم فيها ويسموه البرنس الألمانى فقال مصلحة الدولة أن توجه السهام لشخص آخر ففى الوضع الحالى بلا مؤسسة كل السهام توجه للرئيس السيسى.

وواصل الأستاذ حديثه، قائلا: حرام أنا لا أريد أن نخترع شيئا، وأنا سمحت لنفسى أن أقول له ذات مرة هذا الكلام، نحتاج للتنظيم الموجود فى البيت الأبيض نتحدث عن التنظيم الذى خدم ايزنهاور فى البيت الأبيض والذى وضعه شيرمان أدمز وهو رئيس أركان البيت الأبيض وهو مدنى وكان حاكما لاحدى الولايات وعضو فى مجلس الشيوخ واختارته المؤسسة وهو لم يكن يريد لانهم أردوا إنقاذ أمريكا حيث قام بوضع نظام للبيت الأبيض، فى المهام الموجودة أمام الولايات المتحدة وهى تخوض حربا عالمية أمام العالم كله والبيت الأبيض فى عز الديمقراطية وفى عز المؤسسات والصحافة وكل ما نريد أن نقوله كان البيت الأبيض هو المركز العصبى للقرار لابد من تنظيمه ووقت البيت الأبيض لم نكن نعرف تفاصيل هذا التنظيم لكن من حسن الحظ أن هذه الوثائق أذيعت اخيرا البيت الأبيض دخلته عناصر كثيرة جدا وقال فى عهد كلينتون البيت الأبيض اعتاد أن يقص الحكايات واصبحت عصافير الليل كلها موجودة حول كلينتون فلابد من إعادة الانضباط للبيت الأبيض، فجاء بكل الاحياء من رؤساء الاركان الاحياء فى البيت الأبيض وسألوهم ووضع نظام أن أمريكا فى مرحلة هبوط للقوة حتى لا ترتد فى الارض ولابد أن يدار بذكاء وإدارة الهبوط اصعب من إدارة الصعود وعلى اية حال وضعوا نظام فى البيت الأبيض نتيجة كل المشاورات التى تمت مع السابقين.

وعن النظام الذى وُضع فى البيت الأبيض، تابع هيكل: رقم واحد وهو هدف كان موجودا من كسينجر ان الرئيس لا يمكن له أن يفاجأ بحدث وأنه لابد أن يكون على علم بما يجرى فى العالم وفى بلده ثانيا أن الرئيس إذا فوجئ لابد أن يكون لديه بدائل والبدائل لابد أن تكون موجودة فى التصرفات والرجال وكل شىء كيف يعملون اصبح هناك أمرين أحدهما مساعد مسئول عن الشئون الداخلية ومستشار للأمن القومى الاول دوره يبدأ عمله السابعة صباحا باجتماعه مع كل المستشارين الموجودين فى البيت الأبيض وليس القادمين من الخارج ماذا جد بالامس وما هو المنتظر اليوم واحتمال التوقعات والمفاجآت حتى لو حادث إرهابى وهو نوع من التصور المسبق والاجتماع لمدة نصف ساعة وفى ذات الوقت يجتمع مستشار الامن القومى وعدد المجتمعين فيه 40 واحدا وواحدة ونفس عدد السابق ثم يدخل الطرفان فى الثامنة صباحا للرئيس بعد انتهاء اجتماعاتهم أحدهما يعطيه التصور فيما يتعلق فى الداخل وآخر يعطيه تصورا فيما يخص الامن القومى.

وأوضح هيكل: كل يوم يستدعى أحيانا رئيس سى اى إيه أو وزير الاقتصاد أو يستدعى كل من يرى أنه فى هذا اليوم عليه مهام محددة ومن ثم يتحدد جدول أعمال الرئيس حيث يلتقى برئيس السى اى إيه كل يوم ويعطيه تصورا للتطورات الامنية ثم يرى الرئيس ويعطى توجيهاته فيما يتعلق على ضوء سياساته وسياسات حزبه ويعطى توجيهاته للداخل أو مستشار الامن القومى لإبلاغه للوزراء حيث إنه لا يوجد مجلس وزراء والرئيس هو المسئول لكن هؤلاء المستشارين هم المعنيون بإبلاغ الوزارات المعنية بالتطورات الموجودة فالسياسات مثل مجارى المياه وينبغى أن تكون القرارات متدفقة عليها باستمرار من الجهاز العصبى للدولة للدولة على ضوء التفويض الممنوح للرئيس من الناخبين على ضوء الكونجرس الذى سيعتمد أو لا يعتمد وعلى ضوء الرأى العام وما تعكسه الصحافة والمستشار الصحفى تابع للاستشارية قيمة الاجتماعات أنها تفرض على اجهزة الدولة المختلفة من خلال مركز القيادة.

وعن المنتفعين قال هيكل: شعرت من الرئيس السيسى مباشرة تخوفه، فهو يريد عناصر كفؤة وعناصر نزيهة كيف يمكن أن نأتى بعناصر نزيهة بدون تجربة إذ لابد من المخاطرة رقم واحد أن تكون أبواب الرئاسة مفتوحة فاذا كانت الاجهزة تعمل وتعطيه الخيارات فأمامه ما يجريه من مقابلات وما يرسمه من توجهات نتيجة لما يصل إليه وإحساسه بشعبه وناسه وطلبات حزبه وتأثير تجربته وثقافته هناك مدخلات كثيرة جدا أنا مسلم أن هناك تجريفا فى الخيارات والناس، لكن إذا قبلت هذا فقد وقفت دون عمل وعليك أن تجربى وسأقول شيئا، وأعطيك نموذج عزيز صدقى لم يكن أحد يعرفه لكن عبدالناصر جازف وشاهد أستاذ فى مجلس الإنتاج القومى الذى أسس بعد الثورة عمدا كان الجهاز الحكومى غير قادر فأسس المجلس القومى للإنتاج وآخر للخدمات فأخذ حسين فهمى باشا الذى كان وزيرا للمالية فى العهد الملكى رئيس لمجلس الإنتاج والدكتور فؤاد جلال رئيس مجلس الخدمات الذى دخل فى مشروع الخدمات المجمعة وأحيلت له كل الاموال المصادرة من اسرة محمد على وبدا يقوم بالوحدات المجمعة فى الريف بدأ اختيار ناس من كان يعرف عزيز صدقى ومن كان يعرف محمود يونس وأنا أعتقد أن أكبر مخاطرة أخذها عبدالناصر هو اختيار يونس لإدارة قناة السويس بعد التأميم ويومها كان الكل مرعوب من أول النظام فى قيادته جمال عبدالناصر إلى الجميع لأنه محمود يونس تم اختياره فى زيارة لمصنع بترول فى مسطرد وكان مسئولا عن البترول وسمعه ورآه ثم اختاراه وراهنه على مجهول لأن إدارة قناة السويس تختلف فملكات الناس تحت الاختبار تتجلى.

وزاد هيكل: ينبغى أن يقلق لأن ظروف التردى سيئة لكن البديل إذا لم تفتحى الابواب لن يقدم شىء، وقال ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت أبواب الرئاسة مغلقة: لا اقول هذا وقد سألته مرة وقال إنى قلق من قلة الكفاءة والنزاهة إذا مكثت وقتا طويلا للاختيار فى المطلق فإنى أخشى من الانتظار الطويل والمشاكل لا تنتظر عليك بعض المجازفة الخيرة اختارى أفضل ما لديك وأعطى فرصة إذا ظللنا نخاف من كل الناس سوف لا نحقق شيئا أنا أتحدث وأنا خارج التجربة والسن غير صالح والثقافة غير صالح والمواريث والحمولات قد اقلق بعض أصدقائك شوف ناس جدد لا تقول لى إن 90 مليون ليس فيهم عناصر وأنا أرى ناس حتى فى السلك السياسى وأرى فى أماكن كثيرة أرى شبابا وأقول لماذا هؤلاء غير موجودين فى مصر؟، عليك وأنت فى بلد أن تفتحى لكى تعطى فرصة ولكى تختبرى الأوطان لا تصنع بالحذر فقط رغم أنه واجب لكن ليس هناك خيار.

أنا أعتقد أن كثيرا جدا من قوى فى الداخل واخرى فى الاقليم والخارج تحاول أن تسىء هو مكشوف للسهام، كل أجهزة الدولة لا تحمل عنه فى كارثة أنت موجود فيها فى حالة غياب للتوجيه عام فى حالة التردى الموجودة حاليا واجهزة مغلقة على بعضها وجهاز دولة حائر لا يعرف ما بين القديم والجديد ليس لديه الجديد الاستمرار هكذا سنقف مكانك من فضلك لن نستورد بشرا، اختارى وأعطى فرصة وجربى.

لا تقولى إن 90 مليونا أنا أعرف مستوى التعليم تدهور وأعرف أن إدارة الدولة وقعت واجهزة الدولة ترهلت فى حالة صعبة جدا وأنا أعذره من يقف أمامه كل هذا الترهل الذى لابد أن يعمل وكل اصحاب المصالح والاعلام هناك كلام يقال لا يليق ومخططات الخارج كنت تقولين الجزيرة وقطر كل هذه المحاولات الدسيسة والوقيعة بينه وبين البلد وبين من ىستطيع ان يحل مشاكلها هناك مشكلة كبيرة.

كل ما أتمناه أن يبنى نظامه او يثور على النظام الموروث وأن نفرق بين النظام وبين تنظيم الحكم هذا يحتاج إلى جزء من المغامرة الخيرة لا يوجد حل.

وردا على سؤال بشأن التحالفات، قال هيكل: أليس صحيحا أن للشباب من تحالفاته هل يمكن أن أرضى أن تكون علاقات الرئيس بالشباب تكون موجودة فى إطار الالتباسات الموجودة حاليا أليس صحيحا أليس المثقفون أليسوا من النظام أليس الاعلام به والاحزاب به ناس متشوقة إلى غد أفضل؟، وانا لا أحب هذه المصطلحات لأنها انتهت من كثرة الاستخدام وتحالف 30 يونيو. هذا هو تحالفه الأساسى وخمسة وعشرين يناير كل هذه القوى قولى لى وأنا رأيت هذه الثورة التى لم تحتاج لبوليس حيث لم يكن هناك حادثة تحرش واحدة ورأينا طبقة متوسطة كبيرة واقل وطبقة عاملة ومشهد من بشر نساء ورجال ثم المصائب حدثت فى وقت لاحق لان كل مقدس يبتذل حتى تعاملنا فى المقدسات ندخل الاساطير مثل النوم فى الجوامع لأننا نسىء فى استعمالها.

وردا على سؤال بشأن البرلمان والتحالف الذى يقوده الدكتور كمال الجنزورى، قال هيكل: أنا اقول أن ضرورات الشرعية المستقبلية تفرض شيئين رؤية صالحة للمستقبل وتحديد قوى يعتمد عليها لهذا المستقبل لا أعرف هذه متعلقة بالمرحلة الانتقالية وطبيعتها هل هو يريد تجهيز حزب؟، لا أرى هذا فى الافق، هل يريد أن يؤلف جبهة وطنية لكن الكتل البرلمانية سيكون فيها تعبيرات عن اشياء هو يعلمها وأخرى لا يعلمها، كيف نواجه هذا نعطى تعليمات للنواب فرادى لابد أن يكون قوى وتضاريس الجغرافيا كلها تضاريس؟.

الدكتور الجنزورى صديقى وأنا أحبه لكن أريد أن أقول شيئا إن كل من جاوز السبعين له دور استشارى فقط إذا أريد وأتمنى أن يكون العواجيز يمتنعون من بعيد وأنا أولهم ممكن نتحدث ويعجبنا ولا يعجبنا اشياء ونتذكر أيام الماضى لكن أريد صفوفا أكثر شبابا ونضارة وقوة واتصالا بالعصر ومزاج العصر ولن تتقدم هذه القوى إلا إذا قادها الرئيس بنفسه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك