مع التوقعات بانخفاضات جديدة فى اسعار النفط خلال الايام المقبلة، يرى محللون للسوق المصرية ان اداءها سيظل مرتبطا خلال الاسبوع المقبل ببورصات بلدان الخليج التى تكتسى باللون الاحمر مع تراجع اسعار النفط الذى يمثل مصدرا رئيسيا لايرادات بلدانها.
بالرغم من أن جلسة نهاية الاسبوع الماضى شهدت ارتفاعا ملحوظا للمؤشر بنسبة 3.39% ليغلق عند 8399.8 نقطة، بالتزامن مع صعود الاسواق العربية فى ظل استقرار نسبى لأسعار النفط، وهو ما قد يعطى افقا متفائلا لأداء السوق هذا الاسبوع، إلا أن محمد رضوان مدير المبيعات بشركة فاروس للأوراق المالية، يقول ان الصعود فى ختام تعاملات الأسبوع الماضى «حركة تصحيحية بسبب الهبوط الحاد فى أسعار الأسهم»، مؤكدا أنها ارتفاعات مؤقتة ستنتهى سريعا لتعاود الأسواق هبوطها مرة أخرى «إذا استمر انخفاض أسعار النفط» حسب قوله.
ويضيف رضوان ان نهاية العام المالى ـ للصناديق والشركات العالمية ـ بنهاية ديسمبر الحالى «عادة ما يقلل من وتيرة الاستثمار والتعاملات بالبورصة.. ولا تقوم الشركات والصناديق بضخ أموال جديدة فى البورصات حول العالم».
ونقلت وكالة رويترز الاخبارية امس عن كين هاسيجاوا، مدير مبيعات السلع الأولية فى نيو ايدج جابان، ان اسواق النفط شهدت اقبالا على الشراء فى الايام الاخيرة لكن لايزال هناك كثير من ضغوط البيع»، مضيفا: «لذا قد تواصل أسعار النفط هبوطها».
ويستقر خام برنت حاليا, حول 60 دولار للبرميل، قرب أدنى مستوياته فى خمس سنوات ونصف السنة مع عدم ظهور علامات تذكر تشير إلى انحسار وفرة معروض النفط العالمى، رغم إعلان شركات خفض استثماراتها فى أنشطة المنبع فى العام المقبل، وتتجه أسعار النفط لتكبد رابع خسائرها الأسبوعية على التوالى بعد أن قررت أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الشهر الماضى عدم خفض الإنتاج فى ظل هبوط الأسعار نحو 50% منذ يونيو.
«أسعار النفط ستظل عاملا أساسيا فى أداء بورصات الخليج، وبالتالى البورصة المصرية»، كما يقول أحمد فاروق مدير عام الشركة المصرية للوساطة المالية، الذى يتوقع أن يشهد أداء البورصة خلال الأسبوع الحالى «تقلبا بين الارتفاع والانخفاض».
الا ان رضوان يرى ان «ارتباطنا بأسواق الخليج سينتهى مع بداية العام الجديد»، مشيرا إلى ان انخفاض اسعار النفط يصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى، الذى يعد مستوردا صافيا للبترول، مما سيكون دافعا قويا لتحسن ادائه بالتزامن مع المشروعات الكبرى التى تعتزم الدولة القيام بها والتى من شأنها «جذب مستثمرين جدد لشراء أسهم بالبورصة المصرية ذات أفضل ثالث أداء فى بورصات العالم» ــ حسب قوله.