يحيى خليل يحتفل باليوبيل الذهبي لموسيقى «الجاز» في مصر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد 50 سنة موسيقى حول العالم فنان الجاز ينتظر انطلاق رحلته إلى الأقاليم..

يحيى خليل يحتفل باليوبيل الذهبي لموسيقى «الجاز» في مصر

الموسيقار يحيى خليل
الموسيقار يحيى خليل
كتب ــ حاتم جمال الدين:
نشر في: السبت 20 ديسمبر 2014 - 8:05 م | آخر تحديث: السبت 20 ديسمبر 2014 - 8:05 م

بحفلين متتاليين بدار الأوبرا المصرية اختتم الموسيقار يحيى خليل موسمه الفني لعام 2014 يومي الخميس والجمعة الماضيين، وهو الموسم الذي يمثل اليوبيل الذهبي لرائد موسيقى الجاز في مصر، والذي بدأ في تقديم حفلاته منذ عام 1964، بينما كان في سن مبكرة من عمره، ليؤسس أول فرقة مصرية لموسيقى الجاز باسم «رباعي القاهرة للجاز»، والتي سدت فراغ مغادرة كثير من الفنانين الأجانب الذين كانوا يقدمون الموسيقى الغربية بعد حرب 56، وفتحت الطريق أمام انتشار فرق للموسيقى الغربية التي انطلقت في منتصف الستينيات، ومنها «بلاك كوتس» التي أنشأها الراحل إسماعيل الحكيم، نجل الأديب توفيق الحكيم في عام 67، ثم فرقتي «بتي شاه» التي كونها وجدي فرانسيس سنة 68، و«الكاتس» التي أسسها الفنان عزت أبو عوف، ظهرت من خلال تلك الفرق أسماء منها الموسيقار عمر خيرت وهاني شنودة وصبحي بدير والأخوان حسن ومودي الإمام، والراحل طلعت زين وآخرون.

حاول يحيى خليل أن يقدم في حفله برنامج خاص يعبر من خلاله عن خلاصة تجربته الموسيقية، والتي تشكلت عبر رحلة استمرت نصف قرن، وأثمرت عن مؤلفات موسيقية لا تخطئها أذن، والتي جمعت فيها بين روح الموسيقى المصرية وأسلوب عزف موسيقى الجاز، التي يضفي قدرًا كبيرًا من الطاقة والجاذبية على العروض الموسيقية التي يقدمها في جولات فنية طاف بها العديد من دول أوروبا وأمريكا، ومن خلال هذا المزج وضع يحيى خليل بصمته الخاصة في عالم الموسيقى، وقدم موسيقى مصرية بلغة عالمية، يعتمد عليها في تقديم صورة عن الثقافة المصرية برحلاته الخارجية.

وتحت عنوان «ميدلي أم كلثوم» عزف خليل في الحفل جانبًا من تجربته في إعادة توزيع أعمال راسخة في الموسيقى المصرية الشرقية، ومنها «أمل حياتي» من ألحان محمد عبد الوهاب، و«القلب يعشق كل جميل» لرياض السنباطي، كما حرص على تقديم مجموعة من مؤلفاته الخاصة ومنها «دنيا»، و«الأمل»، و«من غير عنوان»، و«أميرة»، و«كريشندو»، وغيرها من الأعمال التي تمثل مزاجه الخاص ورؤيته للموسيقى، التي تبعث البهجة في نفوس جمهوره، فوفق رؤيته الخاصة للموسيقى، والتي يجب أن يكون هدفها الأساسي هو إمتاع الناس، وخلق حالة تدفعهم لحب الحياة والبحث عن الجمال فيها.

وفي الحفل أيضًا حرص الفنان الكبير على عرض بعض نماذج من أعمال غربية، تمثل حلقات وصل بين ثقافات العالم، ومنها مقطوعة بعنوان «أوتشي توشورني»، والتي تعد إحدى إسهامات فناني الجاز الروس في التعبير عن أنفسهم في عالم الجاز، حيث خرج هذا اللحن من التراث الروسي ليتم تقديمه بأسلوب عزف موسيقى الجاز، وينتشر في العالم كله، ولكن لم يقف الأمر عند تقديم العرض بإضافاته الروسية والأمريكية، ولكن حرص خليل على منحه بصمة مصرية خاصة تجعله متناغمًا مع شخصيته ورؤيته الفنية.

وتضمن الحفل أيضًا أغنيتين من ألحانه الخاصة عبر من خلالها عن رؤيته لاندماج المغني مع الفرقة الموسيقية، بشكل يجعل من مضمون العمل البطل الأساسي، بعيدًا عن أمراض النجومية التي تصيب كثيرًا من المطربين، وكانت الأغنية الأولى بعنوان «فيه ناس بتشوفها بالألوان» من رباعيات صلاح جاهين، وقدمها الفنان محمد عادل، والثانية «يعيش أهل بلدي» كلمات أحمد فؤاد نجم، وقدمها الفنان وائل الفشني، وبنفس المنطق شارك المغني الأمريكي آدم ميلر في تقديم أربعة من أشهر أغاني الجاز العالمية باللغة الإنجليزية.

وكعادته حرص عازف موسيقى الجاز الأول في مصر على تقديم «الشو» الخاص به، والذي ينتظره جمهوره في نهاية كل حفل، وهي فقرة العزف المنفرد على آلة الدرامز، والتي يستعرض فيها مهارات اكتسبها خلال رحلة عمرها خمسين سنة، كما يختبر فيها قدرته على تصدير طاقة إيجابية لمنصة المشاهدين، ورصد استجابة القاعة التي يشاركه جمهورها العزف بالتصفيق وضرب الأرض بالأقدام، تحت وطأة الإحساس بأنهم على وشك الإقلاع ومغادرة الأرض لعنان السماء، وعندما يشعر بهذه الحالة المتأججة يعطي الإشارة بإسدال الستار ليترك جمهوره في حالة خاصة بين السماء والأرض في انتظار حفله القادم.

ورغم تربع يحيى خليل على قمة هذا اللون الموسيقي الذي يقدمه، فإنه ما زال يحمل كثيرًا من الأحلام، ورغم مئات الحفلات التي قدمها حول العالم شرقًا وغربًا وشمالا وجنوبًا، ما زال ينتظر انطلاق مشروعه إلى الداخل بسلسلة حفلات تجوب محافظات مصر في رحلة فنية خاصة تدعو لثقافة الجمال وحب الحياة، وبعث روح التفاؤل في النفوس.

وفي تصريح خاص لـ«الشروق» أكد فنان الجاز المصري أن هذا المشروع يمثل بالنسبة له حلمًا رغم بساطة الفكرة، وقال: إن إقامة مثل هذه الحفلات في أقاليم مصر تحتاج إلى جهة رسمية ترعاها، وتتكفل بالتنظيم والتأمين وغيرها من الأمور المهمة، التي تضمن نجاح هذه الحفلات وتحقيق أهدافها في مواجهة قوى التخلف، والأفكار الهدامة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك