كشف مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية الدكتور طارق العوضي، عن مخطوطة عربية نادرة تمثل لوحة خطيَّة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم؛ وفقًا لرواية الإمام علي بن ابي طالب، بخط الشيخ «عبدالعزيز الرفاعي»، ومؤرخة لسنة 1338هجرية، 1920ميلادية.

وقال «العوضي»، في تصريحات صحفية لـ«الشروق»، إن المخطوطة تعتبر تراث حقبة طويلة من الزمن امتدت لأكثر من 14 قرنًا، وتظافر على تأليفها واستنساخها الآلاف من العلماء والأدباء والخطاطين، مضيفًا أن الموجود منها اليوم لا يقل عن 4 ملايين مخطوط عربي، انتشرت في مختلف بقاع العالم.

وقالت نيڤين رشدي رئيس وحدة النشر بالمتحف، في وصف المخطوط، إنه يُتوج بشريط أفقي في يمين القارئ يضم «الصمدية»، والآية 144 من سورة آل عمران على يسار القارئ: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبـْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلـِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكـِرِينَ»، تتوسطهما «جامة» كتبت بخط الثلث المرآتي، وهي كتابة فارسية الأصل عُرفت باسـم «آينة چي»، بينما خُصِّص الجزء الأوسط من اللوحة - الذي تعلوه البسملة - لنص وصف الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأوضحت «رشدي»، أن النص يقول «إنه عن عليّ كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم، قال لم يكن بالطويل المُمغط، ولا بالقصير المُتَردد، وكان رَبعة من القوم، بعيد ما بين المنكبين، ولم يكن بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، كان أزهر اللون أحسن الجسم، ولم يكن بالجِعَد القَطَط ولا بالسبط، كان جَعَدا رجلًا، ولم يكن بالمُطهم ولا بالمكلثم، كان أسيل الخد، وفي وجهه تدوير، وكان أبيض مشرَّب، وكان أدعج العينيين، وأشكلهما أهدب الأشفار، جليل المشاش والكَتِد، أجرد ذو مَسرُبة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت؛ التفت معًا، لم يكن برد الحديث كسردكم ولكن كان يتكلم بكلام فضل يفهمه من سمعه، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرًا، وأصدقهم لهجةً، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وسلم».

كما أشارت إلى أنه يحيط بالوصف السابق، أسماء الرسول، وكُتبت بخط الثُلث مكوِّنة إطار بيضاوي الشكل يكتنفه من الجوانب الأربعة أسماء الملائكة (جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل، وعزرائيل).

وأسفل الوصف، الآية 107 من سورة الأنبياء «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».

وتأتي بعد ذلك أسماء الله الحسنى، وقد كتبت بخط الثلث في داخل إطارين يفصلهما إطار ثالث كتبت فيه أسماء العشرة المبشرون بالجنة في جامات دائرية.

وفي جوانب اللوحة الأربعة، خُطَّت أسماء الخلفاء الراشدون الأربعة (أبو بكر، عمر، عثمان، وعليّ.