إلغاء العقوبات عن إيران يفتح بابا لانتصار فارسى جديد على أمريكا فى حرب «الفستق» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:47 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إلغاء العقوبات عن إيران يفتح بابا لانتصار فارسى جديد على أمريكا فى حرب «الفستق»

وكالات:
نشر في: الخميس 21 يناير 2016 - 12:28 م | آخر تحديث: الخميس 21 يناير 2016 - 12:28 م

يبدو أن إلغاء العقوبات الاقتصادية على إيران بعد الاتفاق النووى الأمريكى، لن يكون الفوز الفارسى الوحيد على أمريكا، فتشير التوقعات إلى إن هذا الأمر سيدعم صادرات الفستق الإيرانى، وقد يدفعها إلى احتلال الصدارة من جديد، بعد أن أخذت واشنطن موقعها بفعل الحظر.

تقع إيران فى المركز الأول (إلى جانب الولايات المتحدة) فى زراعة الفستق، وإزالة العقوبات ستفتح أمامها أسواق أوروبا والولايات المتحدة.

قبل نحو نصف عام، بالتوازى مع التقدم فى المحادثات بين إيران والدول الغربية للتوقيع على الاتّفاق النووى، نشر موقع «بلومبرج» الاقتصادى الأمريكى أنّ إزالة العقوبات عن إيران ستضرّ بشكل أساسى بمزارعى ولاية كاليفورنيا فى الولايات المتحدة، والذين استغلوا مقاطعة إيران من أجل زيادة أرباحهم من تصدير الفستق بثلاثة أضعاف خلال العقد الماضى.

وفى العالم كله، ارتفعت أسعار الفستق بنحو 40% فى السنوات الخمس الأخيرة. وفقا لبعض التقارير، فإن الفستق الأمريكى ألذّ مذاقا من الفستق الإيرانى.

وقبل بضع سنوات اتضح بشكل مفاجئ أن أحد المستهلكين المخلصين للفستق الإيرانى هو تحديدا إسرائيل، العدو الإيرانى اللدود. وكشفت سلطة الضرائب الإسرائيلية عام 2009 عن أن نحو 90% من استيراد الفستق من تركيا إلى إسرائيل مصدره من إيران.

زيادة إنتاج الفستق الإيرانى

وتوقعت إيران أن يصل حجم إنتاج الفستق فى العام الإيرانى الذى ينتهى فى مارس القادم إلى 248 ألف طن وذلك مقابل 230 ألف طن خلال العام الماضى.

وتزرع إيران 390 ألف هكتار من أراضى البلاد بالفستق، وتعد محافظة كرمان من أكبر مساحات وأشارت مصادر لوكالة فارس إلى ازدياد حجم انتاج الفستق فى البلاد على الرغم من ظاهرة الجفاف التى تضرب البلاد، وأوضحت أن زراعة الفستق فى سمنانو خراسان رضوى وطهران قد زاد من إنتاج الفستق فى إيران.

ولفتت إلى تصدير 182 ألف طن من الفستق خلال العام الماضى إلى خارج البلاد و«أن صادرات الفستق الإيرانى ستشهد نموا نظرا لارتفاع انتاجه فى العام الجارى».

وأشارت إلى أن إيران تصدر الفستق، الذى يتمتع بالمرتبة الاولى عالميا من حيث الجودة والكمية، وتصدر إلى 170 بلدا فى العالم و«أن عائدات ايران من محاصيل البستنة تبلغ 2.8 مليار دولار بحيث يبلغ حجم صادرات الفستق منها 1.6 مليار دولار». حسب أحد المصادر.

وقبل عامين كان موقع العربية نت قد نشر تقريرا عن حرب الفستق بين إيران وأمريكا، قال فيه إنه لعل أكثر ما تشتهر به إيران بجانب امتلاكها النفط، هو زراعتها لـ«الفستق والزعفران» وصناعتها للسجاد بشكل خاص.

ويتفاخر الإيرانيون بأن تلك الأنواع من الزراعة والصناعة لا يمكن لأحد منافستهم فيها، بيد أن الشركات الأمريكية لها رأى آخر فى المنتج الأول «الفستق» وترى أن المنتج الأمريكى أفضل بكثير.

فقد ظل هذا الصراع قائما منذ أكثر من 3 عقود، واشتعلت الحرب «الفستقية» بين البلدين.

ويقول التقرير إن «الأمريكيين ربحوا المعركة العام الماضى، بعد أن أزاحوا إيران من مكانها كأول منتج عالمى للفستق، وها هم يربحون المعركة هذا العام أيضا، بعد أن أنتجت الولايات المتحدة 250 ألف طن، مقابل 200 ألف طن لإيران، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية».

الأمريكيون يتفوقون

ونجح الأمريكيون فى تجاوز الإيرانيين فى عام 2008، بعد أن تسبب حظر تصدير المنتجات الإيرانية فى تكبد الزراعة الإيرانية خسائر كبيرة، لكن هذه المرة لم يكن الانتصار لمصلحة الأمريكيين بسبب العقوبات الدولية، وإنما بسبب تراجع العملة الإيرانية (التومان).

يعتبر الفستق عنصرا أساسيا فى الاقتصاد الإيرانى ومصدر دخل لهم، ذلك أنه ثالث مصدر للعملة الصعبة بعد البترول والسجاد، وتصدر إيران 70% من إنتاجها، مما يسمح لها بجنى 1.5 مليار دولار سنويا، نظير هذا الإنتاج الذى يعمل فيه مئات الآلاف من الإيرانيين.

بدأت حرب الفستق بين البلدين فى نهاية عام 1970، فبعد سقوط نظام الشاه، حظرت الولايات المتحدة صادرات الفستق الإيرانية بين عامى 1979، و1981 لكن المشكلة التى واجهت الحكومة الأمريكية آنذاك هى ارتفاع استهلاك الأمريكيين للفستق، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار لزراعته على أراضيها فى كل من كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو، حيث الجو المناسب لتطور شجيرة الفستق.

فستق أمريكا أصله إيرانى

ومن سخرية القدر أن بذور الفستق التى زرعت فى هذه الولايات الأمريكية هى بذور أصلية إيرانية، استقدمها عالم النبات الأمريكى ويليم وايتهاوس فى ثلاثينات القرن الماضى. حين هرّب 10 كيلوجرامات من أفضل البذور، وهكذا أصبحت الولايات المتحدة منتجة لفستق كرمان، الذى يعتبر أرقى أنواع الفستق فى ايران.

اتسم هذا الإنتاج بسرعة، بطابع سياسى، ذلك أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى زعزعة استقرار الرئيس الإيرانى السابق هاشمى رفسنجانى بين عامى 1989 و1997، ومعروف أن رفسنجانى بنى ثروة ضخمة من تجارة الفستق.

لقد كانت 3 عقود كافية للأمريكيين، لتجاوز الإنتاج الإيرانى، بفضل لوبى الفستق القوى، الذى تمكن من فرض حظر جديد بين عامى 1987 و2000، ثم فى 2010، على صادرات إيران من الفستق، مما سمح للولايات المتحدة بتصدير 65% من إنتاجها.

خسرت صادرت إيران نصيبا كبيرا من السوق العالمية، بسبب الفستق الأمريكى، بدءا من السوق الأمريكية. ثم توالت الضربات بسبب العقوبات الدولية، حيث توقفت العديد من الدول الغربية عن استيراد الفستق الإيرانى، مفضلة استيراد الفستق الكاليفورنى.

وإيران تواجه أيضا فى أوروبا منافسة يونانية شرسة، ذلك أن الفستق اليونانى شبيه بالفستق التركى المعروف بطعمه الجيد هو الآخر، وهو ما سمح برواجه خلال الفترة الأخيرة. وتسعى إيران إلى تسويق إنتاجها من الفستق نحو الأسواق الناشئة كالصين وروسيا والهند، فيما تصدر جزءا معتبرا للشرق الأوسط.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك