فى إحدى زوايا معهد جوتة بوسط العاصمة، وعبر خلفية بيضاء تظهر أشكال لعرائس الماريونيت جسدت شخصيات السيرة الهلالية مرتدية الجلابيب وحاملة العصى الملتصقة بأيديها، وهى المشاهد التى استوحاها يوسف المغاورى الفنان التشكيلى لنحت العرائس لإحياء التراث الصعيدى خلال المهرجان الدولى لشبكة العرائس فى الشرق الأوسط بمناسبة اليوم العالمى لها.
داخل الساحة الرئيسية بمعهد جوتة ووسط أجواء احتفالية، أقيم معرض فنى متعدد الأشكال للعرائس التى دأب على صناعتها وعرضها للجمهور عدد من طلبة وخريجى كلية الفنون الجميلة وغيرهم ممن أرادوا التعبير عن حبهم لمسرح العرائس منذ نعومة أظافرهم فى اليوم العالمى للعرائس، بتقديم مجموعة متنوعة من الأشكال الأسطورية والمرحة لعرائس أرادوا بها أن تكون أبطالا لأعمالهم فى هذا الحدث الكبير.
«لم أكن يوما فنانا تشكيليا أو خريجا لكلية الفنون الجميلة لكى أقدم على هذا العمل فقط كانت لدى الرغبة فى استحضار روح «الليلة الكبيرة» الأب الروحى لمسرح العرائس والعلامة المهمة فى تراثنا الفنى الأصيل».. هكذا بدأ المخرج محمد فوزى حواره عن تنظيمه للمهرجان الدولى لشبكة العرائس فى الشرق الأوسط بمناسبة اليوم العالمى للعرائس.
وكشف محمد فوزى، المخرج المنظم للمهرجان، كواليس الإعداد لهذا الحدث الفريد من نوعه فى الشرق الأوسط لعرائس الماريونيت، قائلا: «الفكرة بدأت برغبتى فى تقديم حدث أو مونديال عالمى لعرائس الماريونيت على غرار كأس العالم لكرة القدم واستخدمت شبكات التواصل الاجتماعى للترويج للأمر عبر الإنترنت وبالفعل تفاعل معنا أكثر من 17 فرقة حول العالم المتخصصة فى صناعة العرائس وتشكيلها وعرضوا علينا ظهور أعمالهم فى المعرض للجمهور أو عبر الإنترنت وساعدنى فى ذلك خبرات تراكمية من خلال مشاركتى فى مهرجان الصين للعرائس وحصولى على جائزة أفضل عمل جماعى».
شيرين محروس ــ إحدى القائمات على مسرح العرائس بكنائس مار مينا بشبرا ــ تروى تفاصيل التواصل مع القائمين على مهرجان شبكة العرائس، فتقول: «كنا نقدم عرضا أسبوعيا للأطفال على مسرح كنائس مارمينا بحى شبرا العريق كنوع من الترفيه لصغار السن لتنمية مهاراتهم الإبداعية وتقوية رغبتهم فى حب الحياة ومن خلال مجموعة العرائس التى قمنا بتشكيلها وعرضها اتصالا من منظمة تحرير لاونج ومحمد فوزى مخرج المهرجان لعرض أعمالنا وأعربنا عن كامل ترحيبنا لإحياء ذكرى مسرح العرائس والذى كاد أن يندثر فى الوقت الراهن».
«القرصان والدكتور والدجال والجد والحزار».. هى مجموعة العرائس التى عرضتها ريهام نشأت، المشرفة فى كلية الفنون الجميلة قسم النحت شعبة العرائس، على طاولة المعرض معربة عن سعادتها البالغة بالوجود فى عرض فنى بمثل هذا الحدث.