هنا مقاهي وسط القاهرة التى كانت تعتبرا مركزا للحراك الثورى لثورتى 25 يناير و30 يونيو، فمقاهيها التى كانت تشبه مقارا لقيادة الثورة، لم يكن الأمس يمثل لها أو لروادها أي شئ يتعلق بمحاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي في قضية "الاتحادية".
مجموعة المقاهي المنتشرة في منطقة البورصة على سبيل المثال، خلت مقاعدها بصورة شبه تامة، وتواجد عدد قليل من الأشخاص على مقهى البستان، لم يهتم غالبيتهم لمتابعة وقائع الجلسة الرئيس الأسبق محمد مرسى على التلفاز، باستثناء مجموعة قليلة كانت تتجادل حول الحكم المرتقب.
ظهر مرسى فى قفص الاتهام لأول مرة في 4 نوفمبر 2013، كان وقتها محل اهتمام للمواطنين، وكانت مقاهى وسط القاهرة مكتظة ولا مكان لقدم، فالمارة كانوا يتساءلون: "هو ظهر ولا لسه؟"، ولكن مرت الأيام وتوالت الأحداث لنصل إلى النطق بالحكم، فنجد مشهدا مغايرا، فلا اهتمام شعبي.
الرجل الأربعينى نادر الشنوانى، كان يتوقع أن يصدر الحكم على الرئيس الأسبق محمد مرسى بالإعدام، بعد عاماً كاملاً في الحكم كاد يتسبب فى "حرب أهلية بين المصريين"، بحسب وصفه، أما الشاب العشرينى عبد الله آغا، الطالب بمعهد العبور، اعتبر عزوف الشباب عن المتابعة والمشاركة فى القضايا والمحاكمات، لإحساسهم بخيبة الأمل بعد ضياع حقوق الشهداء.
في المقابل، أحكمت قوات الشرطة سيطرتها على الشوارع المحيطة بمقاهى وسط البلد، قبيل النطق فى الحكم ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، تحسباً لاندلاع أي أعمال عنف أو شغب، بعد دعوات جماعة الإخوان بحراك ثوري شامل.