ذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أمس، أن الشرطة ووكالات المخابرات البريطانية حددت هوية عدد من المشتبه بهم فى تسميم الجاسوس الروسى المزدوج السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا فى مدينة سالزبورى البريطانية مطلع الشهر الماضى.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أن التحقيق الجنائى الذى من المتوقع أن يستغرق بضعة أشهر أخرى قد حقق اختراقا كبيرا فى التوصل إلى اشخاص رئيسين فى عملية الهجوم بعنصر يستهدف الأعصاب.
وقالت الصحيفة إن «السلطات البريطانية تعتقد أن عملية تسميم سكريبال نفذتها فرقة اغتيال مدعومة من الكرملين، فى منزله بمقاطعة ويلتشير»، مشيرة إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب فى سكوتلاند يارد تعد حاليا قضية ضد أشخاص يعتقد أنهم باتوا الآن داخل الأراضى الروسية.
وذكرت الصحيفة أن أسماء المشتبه بهم تم تحديدها بفضل دراسة المعلومات حول الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، وتدقيق حجم كبير من تسجيلات الفيديو من كاميرات المراقبة فى سالزبورى والكاميرات التى تحدد لوحات أرقام السيارات.
ونقلت «تليجراف» عن المحققين قولهم إنهم يتوقعون أن يواجهوا صعوبات كبيرة فى توجيه الاتهامات الرسمية إلى المشتبه بهم بسبب العلاقات المتوترة بين لندن وموسكو.
ورفض ممثل سكوتلاند يارد التعليق على التقرير، مشيرا إلى أن الشرطة «لا تناقش خطط التحقيق».
من جانبه، قال ديفيد فيديسيتى، المحقق السابق فى شرطة العاصمة لندن إن «جمع الأدلة التى تثبت أن تلك الفرقة حاولت قتل سكريبال سيكون صعبا للغاية، موضحا أنه «قد تكون هناك أدلة ظرفية تظهر أن بعض الروس كانوا فى رحلات معينة وكانوا متواجدين فى سالزبورى فى ذلك الوقت، لكن ذلك لا يثبت بالضرورة أنهم قاموا بالهجوم».
وكان العقيد الروسى السابق سيرجى سكريبال، الذى كان عميلا للمخابرات البريطانية، وابنته يوليا، نقلا فى 4 مارس الماضى إلى مستشفى فى سالزبورى. واتهمت السلطات البريطانية روسيا بالتورط فى تسميم سكريبال وابنته، بغاز الأعصاب «نوفيتشوك» فى صورته السائلة، وهو الأمر الذى تنفيه موسكو.
فى المقابل، اتهم الكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا لدى بريطانيا، أمس، السلطات البريطانية بحقن سكريبال بغاز الأعصاب، مشيرا إلى أن الأخير طور فى مختبر الأبحاث العسكرية فى بورتون داون، على بعد عشرة أميال من سالزبورى، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.