قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إنه كان يربي الأرانب ولديه خبرة كبيرة في التعامل معها ولابد أن نعمق فكرة الحركة بركة للعمل الحر، مضيفا بأنه يمتلك قطعة أرض على الطريق الصحراوى يتم زراعتها لتوفير احتياجات أسرته.

وأضاف "نصار"، خلال احتفالية تسليم الدفعة الثانية من بطاريات الأرانب لخريجى كلية الزراعة في الجامعة، أنه عندما كان فى فرنسا كانت تمنح فرنسا المواطن 2000 متر تتم زراعتهم لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضروات والمزروعات اللازمة لاحتياجات المنزل.

وتابع: "الأساتذة الجامعيين فى فرنسا وعمداء الكليات كانوا يؤدون عملهم الجامعى في الصباح ويعملون مزارعين بالأرض الخاصة بهم فترة ما بعد العمل"، مؤكدا أن مثل هذا الفعل يخفف العبء عن كاهل الدول ويوفر الاحتياجات اللازمة للأسرة.

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن مصر لن تتقدم إلا باقتناع كامل من جانب أبنائها بكونها بلدا زراعيا فى المقام الأول، وأنه ليس المطلوب فكرة الدعم المادي، وإنما الأهم هو تغيير فكر الشباب وتوجيهه للعمل الحر، موضحا أن مشروع تسليم بطاريات الأرانب لخريجي كلية الزراعة بالجامعة يمثل إنجازا كبير ليس فقط في حجم الاستفادة منه ولكن فى تغيير عقول الناس وأفكارها.

ولفت إلي أن من يحصل على بطارية من الخرجين لديه أصدقاء وجيران وأخوات يرونه وبهذا يتم تغيير ثقافة العمل والتفكير، قائلا: "الوظيفة الحكومية إذا وجدت فلم تعد تكفي حياة كريمة لأحد"، مستدركا: " الذى ينتظر الوظيفة الحكومية كالطالب الذى يدخل الامتحان وفى جيبه البرشامة وهي الورقة التى يغش منه"، وتابع: هذا الطالب إذا فكر فى الحل سيحل امتحانه ببساطة ولكنه يضيع الوقت فى البحث عن وسيلة للغش وهذا ما يفعله الكثير هذه الأيام فى انتظار الوظيفة الحكومية، موجها حديثة ضاحكا لخريجي الكلية: " المرة اللى فاتت سلمناكم البطاريات من غير أرانب اليوم نسلمها لكم تسليم مفتاح".

وأوضح نصار أنه لابد من تغيير تفكيرنا وهذا هو العلم الذى ينتفع به اليوم، وهذا المشروع يعد نقطة فى بحر إنما هذه النقطة يمكن بعد ذلك أن تصبح بحرا، وتواصل الكلية مع الذين يحصلون على البطاريات لدفعهم للنجاح تجربة لابد من دعمها، مشيرا إلي أن بهذه التجارب والأفكار نشترى شبابنا وينشغلون بعمل صالح ويخففون الضغط عن الحكومة، وهذا النموذج جيد ولابد أن يكون فى كل مكان والكلية والجامعة خادمة لمجتمعها، واليوم أصبحت كلية الزراعة وحدة منتجة تتسابق أقسامها لخدمة مجتمعها.

وقال الدكتور عادل دسوقى مدير مشروع تنمية مهارات الطلاب والخريجين والتأهيل لسوق العمل الحر بكلية الزراعة إن سعر الأرنب المدبوح يترواح من 45 – 50 جنيه، مشيرا إلي أن الكلية فى غضون 10 أيام ستوفر لحوم الأرانب بـ 36 جنيها فقط للكيلو، بمنافذ الكلية، وتابع: الكلية وفرت 3 طن لحوم أرانب سيتم ضخها فى منافذ الكلية لكل من يريد الشراء، مؤكدا أن الكلية لا تهدف للكسب ولكن هدفها بناء الخريج وتوصيله لمرحلة النجاح.

وأوضح دسوقى أن عدد الطلاب المستفيدين من الدفعة الثانية لبطاريات الأرانب بالكلية 50 طالب، والكلية ملتزمة بتوفير الرعاية الفنية والتسويقية لكل البطاريات التى يتسلمها الطلاب والخريجين، مؤكدا أن 80 طالب استفادوا من بطاريات الأرانب بالدفعة الأولى وهذه الأرانب أنجبت للطلاب بمعدل 35 أرنب للبطارية الواحدة.
ولفت دسوقى النظر إلي أن العلف أكبر مشكلة تواجه مشاريع الأرانب، وتم توفير العلف من كلية الزراعة، مطالبا الخريجين الذين تسلموا الأرانب أن يتعاملون مع علف الكلية ولا يعتمدون على العلف الخارجى لما به من شوائب، موضحا أن الشركة العالمية للإنتاج الحيوانى هى المصنعة للبطاريات، وأن هناك 70 طالب إلى الآن حجزوا ورقيا للمشاركة فى المرحلة الثالثة لبطاريات الأرانب.