أكدت السلطات الفرنسية، اليوم، مجددا أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران فى البحر المتوسط، وذلك بعد إقرارها بوجود دخان فى مقدمة الطائرة قبل سقوطها.
وقال وزير الخارجية الفرنسى، جان مارك أيرولت، إثر لقاء فى باريس مع أسر الضحايا، إنه «فى الوقت الحالى يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها»، وذلك بعد ساعات من إعلان هيئة سلامة الطيران الفرنسية، أن إنذارا آليا بوجود دخان صدر من الطائرة المصرية المنكوبة.
وقال متحدث باسم الهيئة، إن «مكتب التحقيقات والتحليل «يؤكد أن الطائرة أطلقت إنذارا آليا بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات»، لكنه أكد أن «الأمر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث، ما لم نعثر على الحطام والصندوقين الأسودين»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشار المتحدث الفرنسى إلى أن «أولوية التحقيق هى للعثور على الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة».
من جهته، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، صفوت مسلم، للوكالة الفرنسية، إن «الأسر تريد جثامين أبنائها والجيش يركز على ذلك فى الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الأولى الآن»، رافضا تأكيد أو نفى المعلومات حول صدور إنذار أوتوماتيكى.
وكانت تقارير إعلامية غربية، قد أفادت، أمس، بأن أدخنة كثيفة انبعثت من الطائرة المصرية وتحديدا من إحدى دورات المياه على متنها، وذلك قبيل اختفائها من على شاشات الرادار.
وذكرت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، أنها حصلت على البيانات من مصدر مصرى لم تحدد هويته، موضحة أن البيانات جاءت من نظام آلى على متن الطائرة يسمى نظام اتصالات المعالجة والتقارير بالطائرة «إيه سى إيه آر»، الذى يحمل بشكل تلقائى بيانات الرحلة إلى شركة الطيران المشغلة للطائرة. إلا أن مسئولا أمريكيا وصف التقرير فور صدوره بأنه شائعة غير مؤكدة، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
كما أفادت بيانات أوردها موقع «إيفييشن هيرالد» المتخصص فى متابعة حوادث الطائرات، برصد انبعاثات من الدخان الكثيف فى دورة مياه الطائرة وغرفة الأجهزة الإلكترونية قبيل انقطاع الاتصال بها وتحطمها فوق مياه البحر المتوسط.
وبث الموقع، حسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، 7 رسائل قال إنها وردت خلال آخر 3 دقائق قبل اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار، اثنان منها افادتا بوجود دخان فى دورة مياه وغرفة الإلكترونيات بالطائرة، والتى تضم معدات التحكم.
و3 رسائل تشير على ما يبدو لتضرر نوافذ الطائرة بفعل الحرارة، أما الرسالتين الأخريين يبدو أنهما تتعلقان بوجود مشاكل فى وحدة التحكم فى الطائرة، حيث قالت الرسالة الأخيرة، إن «غرفة القيادة خارج السيطرة وبعدها اختفت الطائرة من على شاشات الرادار».
بدورها، رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن تلك البيانات يمكن أن تكون مؤشرا على وجود مشكلة فى أنظمة التحكم فى الطائرة. ونقلت عن بوب مان، الخبير الأمريكى فى شئون الطيران، قوله إن «تلك البيانات تشير إلى عدد من الاحتمالات منها تفريغ متسارع لضغط (الطائرة) أو وجود دخان، أو فقدان تدريجى للسيطرة على أنظمة التحكم فى الطائرة».
إلى ذلك، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» عن فيليب بوم، الخبير فى شئون الطيران، إن «أجهزة الطائرة انطفأت وهو ما يشير إلى أن الأمر لم يكن متعلقا على سبيل المثال بعملية خطف أو بمشاجرة داخل قمرة قيادة الطائرة وأن الأمر يتعلق على الأرجح بحريق داخل الطائرة».
وأضاف بوم «لكننا لا نعرف إن كان سبب هذا الحريق ماس كهربائى أو قنبلة انفجرت أو حريق بسبب مشكلة تقنية».