وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس ترامب سافر إلى السعودية، يحدوه الأمل فى اعادة ترتيب السياسة والدبلوماسية فى الشرق الأوسط، من خلال إعادة التأكيد بقوة على الدعم الأمريكى للدول الإسلامية السنية وإسرائيل ضد الحكومة الشيعية فى إيران.

وأضافت الصحيفة فى تقرير لها، أن الهدف من أول زيارة خارجية لترامب منذ أن أصبح رئيسا ــ وسط الفضائح والفوضى التى تجتاح إدارته حاليا ــ أن يظهر رفضا قاطعا لرؤية سلفه باراك أوباما للمنطقة، حيث سعى الأخير إلى التوصل إلى مصالحة مع إيران كما تفاوض على اتفاق يهدف إلى إبعادها عن تطوير أسلحة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أسابيع من العواصف السياسية التى اجتاحت البيت الأبيض، استطاع ترامب أن يحافظ بصرامة على عدم الخروج عن النص وضبط النفس على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، كما تفاخر موظفوه بالصفقات التجارية التى تم توقيعها، وأظهرت الصور للمواطنين الأمريكيين أن رئيسهم يقود المسرح العالمى.
وقالت الصحيفة إنه طوال يومه الأول كأكبر سفير لأمريكا فى الخارج، ركز ترامب على الصور ومصافحة مضيفيه، وتجنب الحديث عن الاضطرابات الداخلية. كما أعلن عن صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار تقريبا مع المملكة كدليل على تجديد التزام الولايات المتحدة بأمن منطقة الخليج.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الحزمة تشمل أسلحة دقيقة كان أوباما قد منعها بسبب مخاوف من أنها سوف تستخدم لقتل المدنيين فى الحرب فى اليمن، فضلا عن نظام مضاد للقذائف.
وتحت عنوان «مسئولون سعوديون يرون فى زيارة ترامب إعادة لتدشين النظام فى الشرق الأوسط»، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن «عددا من كبار المسئولين السعوديين يرون أن زيارة ترامب، التى تضمنت توقيع صفقة سلاح بقيمة 110 مليارات دولار، أسهمت فى توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض وإنهاء أى توتر بينهما».
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الاتفاقات بين البلدين التى تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات كانت قد وقعت بالفعل قبل أن تحط طائرة ترامب فى مطار الرياض، كما أن عددا آخر من الاتفاقات قد وُقع بعد ساعات قليلة من وصوله».
ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز فى البيت الأبيض (لم تسمه) قوله إن «ترامب ووزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون وقعا الاتفاقات مع المملكة بما فيها اتفاقات عسكرية لدعم السعودية ومنطقة الخليج قاطبة فى مواجهة التهديدات الإيرانية».
بدورها، علقت صحيفة «إندبندنت» البريطانية على الزيارة قائلة: «إن السياسة الخارجية لترامب ظهرت حاليا بشكل تقليدى تماما؛ فزيارته الحالية تؤكد التحالفات التقليدية مع السعودية وإسرائيل».
وأضافت الصحيفة أن «ضربته الجوية ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد الشهر الماضى كانت مجرد استعراض تقليدى للقوة تجاه ممثل روسيا، وذلك على الرغم من كل الضجة حول التقارب المزعوم للرئيس الأمريكى مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين».
وتابعت: «لا يعنى ذلك بالضرورة أن السياسة الخارجية الأمريكية ستكون متسقة، ولكن ليس هناك حتى الآن فجوة كبيرة مع ما قامت به واشنطن من قبل».