الراجل اللى بيقطع الكهربا»: ربنا مش هيستجيب لدعوة الناس علىَّ.. أنا عبد المأمور - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الراجل اللى بيقطع الكهربا»: ربنا مش هيستجيب لدعوة الناس علىَّ.. أنا عبد المأمور

أزمة انقطاع الكهرباء
أزمة انقطاع الكهرباء
كتب ــ ياسر محمود:
نشر في: الخميس 21 أغسطس 2014 - 7:35 م | آخر تحديث: الخميس 21 أغسطس 2014 - 7:39 م

يا عادل... فاضل قد إيه؟

هانت يا حاج.. فاضل 12 دقيقة..

تمضى الاثنتا عشرة دقيقة بالكمال والتمام، وتنفجر البهجة فى نفوس الجالسين فى ظلام دامس ــ إلا من ضوء هزيل ــ مع عودة التيار الكهربى إلى المقهى والمنطقة من حولها، ليخرج عادل من غرفة التحكم وقد ابتلت ملابسه من العرق، وعلى وجهه إمارات الإرهاق، بعد ساعة كاملة قضاها حبيسا فى غرفته سيئة التهوية.

وعادل يعمل مسئولا عن إحدى غرف التحكم الفرعية فى منطقة المعادى الجديدة، وتنحصر مهام عمله فى تنفيذ الأوامر الصادرة إليه عبر جهاز اللاسلكى: «انا ما بقطعش الكهربا بمزاجى.. يقولولى اقطع أقطع.. وصل أوصل.. وكله متسجل بالدقيقة والثانية».. يسأله جاره صاحب المقهى: «هتقطع تانى»، فيجيب: «الله أعلم يا حاج.. والله ما بعرف إمتى هقطع وإمتى هوصل».

واعتاد عادل قبل «موجة انقطاع الكهرباء» المتكررة فى الأونة الأخيرة، أن يجلس بصحبة زميله أمام بوابة غرفة التحكم «أصل المكان فى الداخل حر جدا.. ومافيش مروحة ولا شباك»، إلا أنه خلال الأسبوع الماضى، لا يغادر الغرفة ولا يفتح بابها: «جاتنا تعليمات إن طول فترة قطع الكهربا نقفل على نفسنا الباب وما نخرجش»، ويبرر عادل ذلك: «الواحد ما يضمنش حد يهجم عليه، سواء إرهابى، أو من الأهالى الغضبانين».

ويقول عادل: «أنا عارف إن الناس بتدعى على الراجل اللى بيقطع الكهربا.. بس دعوتهم مش هتجوز.. أصل أنا عبد المأمور.. وكله متسجل بالورقة والقلم.. يعنى مش ممكن أجامل حتى المنطقة اللى أنا قاعد فيها وأرجع التيار بدرى شوية.. ولا أبدل منطقة بدل منطقة.. أروح فى داهية على طول».

وعلى مدى الساعة التى قضاها عادل «حبيسا فى الغرفة» كان يؤنس وحشته بـ«كشاف الموبايل.. أصل النور كان قاطع عليا أنا كمان.. وكان عندى كشاف شاريه بخمسين جنيه بس اتحرق.. ولسه ماجبتش غيره»، ويدعونى عادل للاقتراب من باب غرفة التحكم: «قرب كده وشوف الحرارة اللى خارجة من جوه.. نار جهنم بعيد عنك.. الأجهزة بتخرج صهد.. بس هعمل إيه، لا ينفع أفتح الباب ولا ينفع أخرج».

يصدر صوت عن جهاز اللاسلكى، فيشير عادل لنصمت: «استنى كده».. ينصت لصوت محدثه، ويدخل إلى داخل الغرفة لبرهة ــ دون السماح لنا بتجاوز بابها ــ ثم يعود: «معلش أصل ممنوع الدخول، دى منطقة محرمة»، ويبرر ذلك: «من كام يوم حاول مجموعة من الإرهابيين دخول شركة الكهربا فى كرداسة، وكانوا قاصدين غرفة التحكم لقطع النور عن 6 قرى.. ومن يومين اتهجم عدد من الأهالى علىّ وزمايلى فى صقر قريش.. واحنا عندنا تعليمات ما نفتحش لحد».

عادل الذى رفض ذكر اسمه كاملا ــ وطلب عدم تحديد موقعه «خوفا من المساءلة ــ لا يخفى ضيقه من تكرار انقطاع التيار، ويلتمس العذر للغاضبين: «والله أنا عارف إن الناس معذوره لما تدعى علينا.. أنا عندى فى البيت لما النور بيقطع بيدعوا: تتشك فى إيدك ياللى ضملتها.. بس هنعمل إيه، دى تعليمات وأنا عبد المأمور».

الظلام» يهدد الحكومة بالإقالة.. «مهلة الأحد» تُربك «الكهرباء».. و«النور»: الحل أو الرحيل

الظلام يصل منازل الوزراء.. والرئيس يطالب بقطع «النور» عن بيته



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك