فى ذكرى ميلادها الثمانين.. فيلمان وكتاب يكشفان السحر الدائم لرومى شنايدر - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى ذكرى ميلادها الثمانين.. فيلمان وكتاب يكشفان السحر الدائم لرومى شنايدر

خالد محمود:
نشر في: الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 9:10 ص | آخر تحديث: الجمعة 21 سبتمبر 2018 - 9:10 ص

• «3 أيام فى كيبورن» يكشف الشعور بالذنب الجماعى تجاه نجمة أسعدت الجميع إلا نفسها


بعد غد تحل ذكرى ميلادها الثمانون.. ومازال سحر النجمة الكبيرة الراحلة رومى شنايدر يأسر جمهورها ومعجبيها وأيضا من عاصر مشوارها من السينمائيين والنقاد.. ذلك المشوار الذى لم يدم طويلا لكن كان له بريقة وتأثيره وجدله أيضا والذى ازداد بقصة رحيلها التى تركت تساؤلات كبيرة، حيث ظل المصير المأساوى لهذه النجمة راسخا فى الأذهان خصوصا وفاتها فى سن الثالثة والأربعين فى باريس ليل 29 مايو 1982 إثر إفراطها فى تناول الحبوب المنومة والكحول بعد عشرة أشهر على وفاة ابنها دافيد فى سن الرابعة عشرة.
الشغف بالنجمة الكبيرة يجىء مع ذكرى الميلاد بصدور فيلم وثائقى وآخر سينمائى روائى بعنوان «3 أيام فى كيبورن» إخراج إميلى عاطف، والذى يذكرنا بإحدى لحظات حياتها وأكثرها إحباطا فى عام 1981، عبر سرد المقابلة الصحفية الأخيرة فى حياتها، حيث تقضى النجمة ثلاثة أيام مع صديقتها هيلد فريتسش فى منتجع بريتون الصحى الصغير فى كيبورن بالسواحل الفرنسية للاستمتاع بقليل من الراحة قبل مشروعها السينمائى القادم، وعلى الرغم من تجاربها السلبية مع الصحافة الألمانية، فإنها توافق على مقابلة مع مراسل مجلة «ستيرن» مايكل جورجز، والمصور روبرت ليبيك، لمدة ثلاثة أيام بين الصحفى والفنانة الاستثنائية.
يطرح الفيلم جزءا من سيرة ذاتية لرومى تنتهى بانتحارها عام 1982 عن عمر 43 عاما، وتشكل المقابلة والصور بالأبيض والاسود أساسا لهذا الفيلم الذى يلتقط الأجواء الخاصة لهذه الأيام فى حياة بطلته، التى تفاعلت فيها مع الشرب والسجائر والرقص حتى مع المعجبين، وكان من أعظم المشاهد عندما ذهبت للسهرة والعشاء فى أحد المطاعم، وحضر إليها رجل عجوز يدعى شاعر الصيادين، معجب يسألها بخفة دم: مدام سيسى؟ ــ وهو اسم الشخصية التى حققت لها أول نجاح عالمى وجسدت خلالها دور امبراطورة النمسا ــ تفاعلت شنايدر مع العجوز وسمعت أشعاره ورقصت معه، كما لو كانت تريد أن تهرب إلى السعادة.
صور روبرت ليبيك لرومى شنايدر التى جسدتها الممثلة (مارى بومر) فى هذا اللقاء تلتقط وتسجل طبيعة هذه الممثلة المتناقضة، بحزنها وآلامها، فى الفيلم الذى يكشف الجو الخاص لروح شنايدر بهذه الأيام الثلاثة، فى حين نرى هيلد يائسة لحماية صديقتها من نفسها، والتى بدأت تتأثر من أسئلة الصحفى الساخرة عن أمها وأبيها وأطفالها، وبدت صادقة للغاية فى إجابتها والتى كشفت عن صور متعددة الأوجه للممثلة، ومرحلة حياتها المهنية، ويبدو أنها قد كسرت شيئا بداخلها.
فى كل لقطة تتصاعد الأحاسيس والمواقف دراميا، فدائما هناك غرفة جيدة المظهر يقام بها الحوار، ومشهد بحر تقف رومى على قارعته، ومن المشاهد الأخرى العظيمة فى الأداء عندما تعبت رومى، وطلبت من المصور أن ينام بجوارها لتشعر بدفء حضنه من الوحدة، ثم تطلب منه أن يصورها وهى على فراشها مبتسمة، وكأنها تواجه الألم النفسى بذلك.
المخرجة اميلى عاطف توجه هذا الشعور بالذنب الجماعى تجاه نجمة أسعدت الجميع إلا نفسها، حيث عاشت حياة خاصة مضطربة، مع بريق نجومية بأعمال كبيرة قدمتها مع مخرجين كبار منهم اوسون وليز، وفيسكونتى وكلود شابرول، وايف مونتان.
ولم تتوقف عنها الشائعات، بل نالت جزءا كبيرا منها فى الفيلم تكشف رومى للصحفى عن أحداث حقيقية تلح عليها للبوح بها مثل تأثرها من انتحار زوجها الأول، الممثل الألمانى المخرج هارى ماين، وانفصالها حديثا عن الرجل الثانى فى حياتها دانيال باسينى، وقالت إنها تقاتل من أجل حضانة ابنها ديفيد البالغ من العمر 14 عاما، كما تعانى من مشاكل صحية، منها ربما سرطان بالكلى، وتعبها من الاعتماد على حبوب منع الحمل، وعدم النوم، وأنها استعانت بصديقتها هيلد لتقديم الدعم المعنوى.
وخلال الحوار الصحفى نشعر بمدى علاقتها الطيبة مع المصور، بينما الصحفى يبدو شخصية صدامية، فهو لديه أسئلة تطفليه وذكية وتلاعب بالصيغة، وهو ما جعل شنايدر شخصية منقلبة المزاج فى لحظة، بينما تصاب بالاكتئاب مع مكالمة من ابنها لم تستطع أن ترد عليه.
النجمة الفرنسية من أصل ألمانى شكلت دوما حلما كبيرا لعشاقها من الجمهور، صاحبة الوجه المشرق والموهبة الطاغية والتى اشتهرت فى سن السابعة عشرة بفضل فيلم «سيسى»، الذى جسدت فيه دور الأميرة اليزابيت على جزأين وحققت شهرة مدوية جعل والت ديزنى تحوله لمسلسل وتطلق عليها لقب «أجمل صبية فى العالم» ثم تبعته بمسيرة ضمت أكثر من 60 فيلما مع مخرجين كبار من أمثال كلود سوتيه ولوكينو فيسكونتى وأندريه جوافسكى. ومن بين هذه الأفلام هناك أيضا الفيلم الايطالى «بيكاتشو»، والفرنسى «المحاكمة، والانجليزى «المنتصرون « والامريكى «الكاردينال و”أون إيستوار سامبل» اللذين نالت عنهما جائزة سيزار السينمائية الفرنسية.
ويرى برنار باسكويتو الذى وضع كتابا بعنوان «لا درنيير فى دو رومى شنايدر» فى الماضى، أن سحر رومى شنايدر يكمن فى جمالها ونور موهبتها المشع كممثلة فضلا عن حياتها الخاصة بقصة الحب الشهيرة التى جمعتها بالممثل الان ديلون أو وفاة ابنها المأساوية التى لا تزال تثير التعاطف».
ويؤكد أن البريق المحيط بها لم يخفت وأن حكايتها تجعل منها هدفا لحب الجمهور، مضيفا: «كانت تملك كل شىء لكنها أصيبت بشتى أنواع المآسى طوال حياتها».
وتقول أليس شفارتزر التى كتبت سيرة رومى شنايدر: «كانت شغوفة جدا بمهنتها. وكانت شغوفة بالحب أيضا وكانت منقسمة بين الاثنين».
وأضافت: «كانت تمثل كل دور كما لو أنه حياتها الفعلية. كانت تعطى كل ما لديها وكان هذا مصدر عذاب».
وخلال المقابلة قالت الممثلة إن والدتها التى كانت قريبة من النازيين أقامت علاقة مع هتلر. وتحدثت كذلك عن علاقتها بآلان ديلون.
وختمت شفارتزر بالقول إن رومى شنايدر «لطالما عانت من الصورة الخاطئة التى تعكسها أو الأحكام المسبقة. كانت تريد أن ينظر إليها وأن يتم الإصغاء إليها».
وقدم باتريك جودى فيلما وثائقيا بثته محطة «ار تى» الفرنسية ــ الألمانيةعلى جزأين، واستند خلاله إلى تسجيلات خاصة باعترافات رومى شنايدر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك