كشف الصحفى الأمريكى، جريج ميلر، فى كتابه الجديد المعنون "المبتدئ: ترامب وروسيا وتخريب الديمقراطية الأمريكية"، عن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعزيز المزاعم التأمرية لدى نظيره الأمريكى دونالد ترامب بشأن الدولة العميقة داخل المؤسسات الأمريكية والتى تعمل على ضد علاقتهما.
وذكر ميلر أن بوتين أخبر ترامب، خلال اتصالتهما الهاتفية، أنهما غير مسؤولين عن سوء الصداقة بينهما، إلا أنه انحى باللائمة على "دولة عميقة" تعمل ضدهما.
وأشار ميلر في كتابه إلى أن بوتين بدا وكأنه يعزز "المزاعم التآمريه" لدى ترامب، حيث تحدث الرئيس الأمريكي على مدار أكثر من عام عن وجود ما يسمى بـ "الدولة العميقة" داخل المجتمع المخابراتي الأمريكي، وأن كلا من المخابرات المركزية "سي.آي.إيه"، ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" ووزارة العدل تعمل بهدف تدمير إدارته بسبب وجود تحيز سياسي ضده.
ونقل الكتاب عن مسؤولين في البيت الأبيض (لم يسهم) القول إن الرئيس الروسي كان "يهمس بالتآمر" لترامب حول وجود قوى تعمل ضدهما، قائلا: "لسنا نحن (من يُلام)، ندرك ذلك. إنهم المرؤوسين الذين يحاربون ضد صداقتنا".
وتطرق الكتاب أيضا إلى تفاصيل واقعة أخرى تتضمن محاولات جون برينان، المدير السابق لوكالة "سي.آي.إيه"، إخبار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال يوليو 2016، أن مساعي روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية تأتي بتوجيهات مباشرة من بوتين.
وأضاف الكتاب أن برينان أمضى يومين منعزل في مكتبه يراجع المعلومات المخابراتية التي جمعها ما يسمى بـ"بيت روسيا" التابع لـ"سي.آي.إيه"، والتي تركزت على الكرملين، في الوقت الذي كان فيه المرشح الجمهوري آنذاك ترامب يشيد ببوتين، ويحث روسيا علانية على اختراق حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأشار ميلر إلى أن بوتين، ذو الخلفية المخابراتية العسكرية، عرف كيف يستغل "انعدام الثقة، والغرور" لدى شخص ما (ترامب)، ولذلك "استخدم الإشادة المتكررة بالرئيس الأمريكي، الذي سعى إلى إدخاله البيت الأبيض".
يشار إلى أن جريج ميلر هو أحد مراسلي "واشنطن بوست" الذين نالوا جائزة بوليتزر عام 2014 على تغطيتهم لقضية برامج المراقبة السرية الأمريكية التي كشف عنها إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية.