أثار التقرير الذي نشرته "الشروق" عن رفع جهات سيادية تقريرًا مطولًا للرئيس عبد الفتاح السيسي عن ارتفاع حالة الغضب بين القوى الشبابية وحلفاء ثورة 30 يونيو، جدلًا واسعًا بين القوى السياسية ونشطاء التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبروه رصدًا دقيقًا لتحركات الكتلة الحرجة.
وكان التقرير تضمن علم الرئيس بأن هناك غضة فى حلق الشباب الذين شاركوا في 30 يونيو، بعدما فوجئوا بالزج بهم داخل السجون دون أي تهم واضحة، في ظل استمرار العمل بقانون التظاهر واعتقال الآلاف بموجبه منذ إقراره في نوفمير من العام الفائت.
وفي تعليق منها على التقرير، حذرت حركة شباب 6 أبريل من عودة نظام مبارك في ثوب القبضة الأمنية ما أدى إلى تأجيج الاحتجاجات قبيل ثورة 25 يناير.
وتسود حالة من الاحتقان بين شباب الثورة للإصرار على استمرار اعتقال رموز ثورية منهم أحمد دومة وأحمد ماهر منسق 6 أبريل ومحمد عادل القيادى بالحركة ، خلف السجون حتى الآن بتهمة التظاهر بدون تصريح، رغم مشاركتهم فى ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
"السيسي بخلفيته المخابراتية وقدرته المعلوماتية لابد أن يكون قادرًا على معرفة تقرير حقيقي".. كانت هذه كلمات أحمد البحيري، عضو الهيئة العليا بحزب التيار الشعبي تحت التأسيس، مؤكدًا أن الرئيس مازالت أمامه فرصة لرأب الصدع بين الدولة والشباب إلا أنها تحتاج لفترة لإزالة الريبة والشكوك من نفوس الشباب.
وأضاف "البحيري": "الأزمة تتصاعد وعلى الرئيس أن يحتوي أزمة الشباب في الأحزاب والاحتقان الطلابي في الحرم الجامعي نتيجة العنف الأمني وتضييق قرارات اللائحة الطلابية، وكذلك دحض هواجس تأميم العمل السياسي، نأمل أن يتحقق ذلك قبل أن تتحول الفجوة إلى صدام".
ويتفق طارق الخولي، مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة، مع رأي البحيري حول زيادة وتيرة الغضب من القوى الثورية والسياسة التي شاركوا فى ثورة 30 يونيو، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم يقبعون خلف السجون والبعض الآخر يختلف على خارطة الطريق ويرون أنه عودة "لحكم العسكر".
وأوضح الخولى في تصريحاته لـ"الشروق" أن الرئيس السيسى يريد "صناعة دولة القانون"، الأمر الذي يجعل هناك صعوبة، لأن هناك معسكرًا سيتحدث عن تدخل السيسى في القضاء، مطالبًا السيسي بتكذيب شائعات بعض الإعلاميين الذين ينتهجون الانتقاد لثورة يناير وشبابها، والتأكيد على أن 25 يناير ثورة شعبية كما ينص الدستور.
وطالب الخولى السيسى والقوى الثورية والسياسة الموجود على الساحة بالتدخل حتى لا تزيد وتيرة العنف والغضب وحل المشكلة حتى نستطيع بناء وطن جديد بعد ثورتي يناير ويونيو.