شهدت شمال سيناء اجراءات أمنية متسارعة، مع انطلاق عمليات مواجهة العناصر الارهابية بكامل انحاء المحافظة، وتمثلت بخطوات استباقية شملت قصف بمروحيات الأباتشى لأهداف فى مناطق صحراوية جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، وأكد السكان سماع قصف شديدة وانفجارات تهز البيوت صادرة من المناطق الجنوبية.
وتحركت أرتال من المدرعات والدبابات وقوات الانتشار السريع التابعة للقوات المسلحة، وقوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، نحو اتجاهات عدة بالشيخ زويد وشرق العريش وجنوبها ومحيط رفح، بغطاء جوى من عدة مروحيات من طراز أباتشى، كما شاركت عربات الكشف عن المفرقعات ورصد الاتصالات، وساد حذر أهلى كبير تلك المناطق، فيما اتجه البعض لشراء المستلزمات الضرورية تحسبا لتداعيات العمليات الأمنية الموسعة.
وفى سياق متصل، فجرت عناصر مسلحة منزلا لمواطن فى قرية المهدية جنوب مدينة رفح، وأكد مصدر محلى أن مجموعة من عناصر تنظيم انصار بيت المقدس فخخت منزل مواطن يدعى «ع ح م»، بعد طرد أفراد العائلة من السيدات والأطفال، منتصف ليل أمس الأول، بدعوى تعاونه مع القوات المسلحة فى ملاحقة العناصر التكفيرية.
من جانبه قرر اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، تأجيل الدراسة فى كافة المدارس بمختلف المراحل التعليمية بمركزى رفح والشيخ زويد، بسبب الظروف الأمنية الحالية، لموعد آخر سيتم تحديده فيما بعد، خاصة بعد اكتشاف عبوة ناسفة قرب مجمع مدارس بوسط العريش، وتمكنت قوات الأمن من إبطال مفعولها.
وأوضح أن اللجان المشكلة من المحافظة تواصل عملها فى استقبال طلبات المواطنين بمنطقة رفح العازلة وصرف التعويضات اللازمة، وأعلن صرف التعويضات المالية حتى الأربعاء المقبل لـ243 أسرة، بإجمالى 80 مليون جنيه، مشيرا إلى إزالة 733 منزلا فى منطقة الشريط الحدودى من إجمالى 802 منزل.
وفى مستشفيات شمال سيناء رفعت حالة الطوارئ لأقصى درجاتها، وتم التنبيه على الأطباء بالتواجد ومنع الإجازات فى أقسام الاستقبال والطوارئ، من جهتهم أطلق نشطاء مبادرة باسم «أهالينا فى سيناء» لتخفيف آثار الحرب على الارهاب، ووزعوا مجموعة من المساعدات على المواطنين النازحين من بعض قرى جنوب الشيخ زويد بسبب العمليات الأمنية.
وفى جنوب سيناء، أعلنت مصادر أمنية حالة الاستنفار القصوى فى مدن المحافظة من طابا وحتى رأس سدر، حيث تمت زيادة أفراد الأمن بالكمائن، ونشر دوريات بشكل مكثف على الطرق السريعة الرابطة بين محافظتى شمال وجنوب سيناء.
وأوضح المصدر أن مديرية الأمن ضاعفت الدوريات فى مدن طابا ورأس سدر، وتم نشر قوات مشتركة مع الجيش الثالث الميدانى فى مناطق المالحة وسدر حيطان وطابا، لمنع تسلل عناصر تخريبية، مشيرا إلى وجود مراقبة محكمة للدروب الجبلية بالتعاون مع البدو الذين اعلنوا أنهم لن يسمحوا بدخول الإرهاب.
وأضاف: «هناك معلومات شبه مؤكدة بأن الجيش والشرطة سيداهمان عددا من القرى فى شمال سيناء للقضاء على بؤر ارهابية جديدة، ويجوز تسلل هذه العناصر إلى الجنوب عبر الوديان والدروب الحبلية»، مشيرا إلى رصد انتشار كثيف لقوات الجيش فى مناطق وسط وجنوب شبه الجزيرة.
فى سياق متصل قال اللواء حاتم امين، مدير الأمن، إن هناك خطة امنية محكمة لتأمين المواطنين والسياح والمنشآت الحيوية، وأن المديرية تؤمن البر والبحر، وهناك وحدات تدخل سريع لمواجهة أى طوارئ، موضحا تقسيم المحافظة لعدة قطاعات أمنية.
من جانبه أكد المحافظ اللواء خالد فودة أن المحافظة تشهد حالة من الاستنفار، وهناك دوريات مستمرة من قبل قوات الشرطة ترافقها القوات المسلحة لتمشيط وتأمين العديد من المناطق، وأضاف: «تم تركيب جهازين للكشف بالأشعة فى مدخل شرم الشيخ عند كمين رأس محمد، أحدهما لسيارات النقل، والآخر للسيارات الملاكى لضبط أى متفجرات أو مخدرات، إضافة إلى تركيب 165 كاميرا مراقبة بتكلفة 150 مليون جنيه».