ومازالت الاكتشافات الأثرية بمنطقة المطرية، مستمرة، فقد نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة لجامعة عين شمس، اليوم الأربعاء، في الكشف عن كتلتين من الحجر الجيري بالجانب الشمالي من تماثيل رمسيس الثاني بمعبد رع بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، وكان منقوشًا عليهما نصوصًا تخص «أمنمانت»، وهو أحد أشهر المهندسين في عصر الملك رمسيس الثاني، وأيضًا أبو المهندس «باكنخنسو» والذي أشرف على بناء معبد الأقصر.

وفي هذا التقرير، نستعرض لكم أبرز المعلومات عن منطقة المطرية "أون" قديمًا، والتي كانت من أهم عواصم العالم القديم، كما أنها تزخر بالعديد من الآثار الفرعونية والتي لم تكتشف حتى الآن.

- «المطرية» من أقدم عواصم العالم القديم:

مدينة المطرية والتي كان يطلق عليها قديمًا مدينة "أون"، أو مدينة رب الشمس، وهي تعتبر من أقدم عواصم العالم القديم، كما تعد من أهم المناطق الأثرية، حيث تزخر بالعديد من الأثار الفرعونية التي لم تكتشف بعد، وقد أطلق عليها الأغريق اسم مدينة هيليوبوليس، وذلك حينما آتوا إلى مصر وهي تعني عندهم "مدينة الشمس".

وكان يتواجد بتلك المدينة، التي تمتد من أرض النعام بمنطقة المطرية في شرق القاهرة، الغابات التي كانت مقدسة عند الفراعنة، وكان ينمو فيها أشجار البلسم، والبخور، فضلاً عن تربية النّعام المقدس، ومازالت المنطقة حتى الآن تحمل اسم أرض النعام.

- مدينة "أون" مركزًا لعبادة الشمس:

كانت «أون» القديمة، مركزًا لعبادة الشمس، ولذلك كانت تسمى أيضًا بمدينة الشمس.

- مساحة مدينة "أون":

تبلغ مساحتها حوالي 26800 متر مربع، وتضم الكثير من المعابد الفرعونية.

- جامعة "أون" أول جامعة في التاريخ:

كان يوجد بهذه المدينة جامعة تسمى «أون»، ويقال إنها أول جامعة في التاريخ، فقد تأسست منذ حوالي 5000 سنة، وكانت في ذلك الوقت يأتيها طالبوا العلم من جميع أنحاء العالم، حيث كانت تعد الجامعة قلعة من قلاع المعرفة، خاصة فى علوم الهندسة والفلك والطب.

- أبرز من التحق بجامعة أون:

التحق بهذه الجامعة، أعظم الشخصيات العلمية منهم "إخناتون"، و"أفلاطون"، كما أن فيثاغورس عالم الرياضيات اليوناني، ظل لمدة 6 سنوات، يحاول أن يلتحق بهذه الجامعة إلا أنه كان دون المستوى، وكان "أمحوتب" من أشهر وأقدم المعلمين بهذه الجامعة.

- أهمية مدينة أون:

1- كان لها دورًا محوريًا ومؤثرًا في الحياة الروحية عند المصريين القدماء؛ لكونها المركز الرئيسى لعبادة الشمس.

2- تعتبر هي المنظم لأقدم ديانة خاصة بنشأة الكون، وكانت السبب في وجود أقدم تقويم شمسي.

- تشتهر المطرية بمسلة الملك "سنوسرت الأول":

واشتهرت المطرية بمسلة الملك "سنوسرت الأول"، الذي حكم مصر لمدة 45 عامًا، وهي التي مازالت صامدة إلى الآن في مكانها، كما أن الكتابة الهيروغليفية المنحوتة عليها مازالت محتفظة بنفس هيئتها بشكل عبقري،حيث تعد الأثر الوحيد المتبقي من معالم هذه المدينة.

- يطلق على المطرية مدينة "المسلات":

1- أطلق عليها هذا الاسم في العصر القديم، بسبب وجود مسلة سنوسرت الأول، التي بلغ طولها 20.4 ووزنها حوالي 121 طنًا.

2- كما أنه من مكتشفات منطقة المطرية مسلة في نيويورك، وأخرى في لندن، وأيضًا يوجد مسلة في المتحف المصري.

- كانت أون (المطرية حاليًا) مدينة سياسية:

كانت "أون" مدينة سياسية هامة في مصر القديمة، وهي أول مدينة يبنى فيها الشكل الهرمي، والذي عرفت به المسلات، وكانت مصدرًا للثقافة، فكان بها أول جامعة قاصدها الفيلسوف اليوناني أفلاطون لتلقي العلم بها.

- معبد أون بالمطرية من أكبر المعابد في مصر القديمة:

يعد معبد أون، من أكبر المعابد بمصر القديمة، حيث بلغ حجمه ضعف معبد الكرنك بمدينة الأقصر، وهو أشهر معبد للشمس في مصر القديمة، وقد تم نقل الكثير من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه إلى مدينة الإسكندرية وأوروبا.