بعد دعوة سعوديات لارتداء العباءة المقلوبة.. «الشروق» ترصد «الملابس» كوسيلة للاحتجاج - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد دعوة سعوديات لارتداء العباءة المقلوبة.. «الشروق» ترصد «الملابس» كوسيلة للاحتجاج

دينا صالح
نشر في: الأربعاء 21 نوفمبر 2018 - 6:50 م | آخر تحديث: الأربعاء 21 نوفمبر 2018 - 6:50 م

مما لا شك فيه أن الصور المرئية والتجربة البصرية، تعد أكثر العناصر فاعيلية، مقارنة بالتأثير اللفظي؛ لفرض سلوك معين أو توصيل فكرة أو احتجاج من فرد أو جماعة، علاوة على الوصول السريع والواسع لأكبر عدد ممكن من الأفراد فى المجتمعات.

قبل يومين أطلقت مجموعة من الفتيات السعوديات، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان #العباءة_المقلوبة، داعين فيها إلى ارتداء العباءات بالمقلوب، ونشر الصور على مواقع التواصل، كتعبير رافض لما أسموه "الزي الإجباري".

وتستعرض "الشروق" فى التقرير التالي، بعض الاحتجاجات والتظاهرات التى اعتمدت على الملابس باختلاف أشكالها وألوانها؛ لتوصيل فكرة أو الاعتراض على أخرى على مر العصور..

- التنورة القصيرة فى ستينيات القرن الماضي

في صيف 1967 طرد صاحب مقهى أوديون بمدينة زيورخ السويسرية امرأة شابة من مقهاه، بسبب ارتداءها لتنورة قصيرة؛ لتخرج بعد أيام قليلة من الواقعة، مجموعة من الأشخاص محتجين، حاملين لافتات تطالب بقوة، قبول التنانير القصيرة.

ويتحول بعد ذلك أنصار التنانير القصيرة، إلى ثوار متمثلين في شباب حزب العمل، ويكون لهم دورًا كبيرًا فى الأحداث السياسية فى تاريخ اليسار الجديد بسويسرا، فى الفترة ما بين 1964 و1969، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفى واقعة شبيهه، شهدت لندن عام 1966، عدة مظاهرات مصغرة، تؤيد التنانير القصيرة، حينما أراد بيت الأزياء كريستيان ديور سحب التنانير القصيرة من العرض.

- الملابس الحمراء فى جامعة البحرين

في عام 2012، ارتدى مجموعة من طلاب جامعة البحرين، ملابس حمراء احتجاجًا على إلغاء قرار فصل 38 طالب وطالبة وعودتهم للجامعة، على خلفية مسيرة للاحتجاجات السياسية شهدتها جامعة البحرين آنذاك، أدت إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطلاب المؤيدة للمسيرة وآخرين ضدها.

كما ارتدى الطلاب الملابس الحمراء، والتى كانت تحمل اسم "ريد يو أو بي" تعبيرًا أيضًا عن رفضهم لبعض المشاكل الخاصة بهم فى الجامعة، كنقص الشعب الدراسية وقلة الأساتذة والمحاضرين.

- الأسود والأبيض.. ملوك ألوان الاحتجاجات

ارتدت سيدات ملابس بيضاء؛ للاحتجاج على سجن أقاربهن المنشقين عن النظام في جمهورية كوبا بأمريكا الشمالية.

وكونت تلك السيدات عام 2003، من زوجات وقريبات المساجين حركة معارضة باسم "سيدات في ثياب بيضاء"، يرتدين الملابس البيضاء كل يوم أحد أثناء حضورهن القداس الإلهى، ثم يسرن في مسيرة صامتة مشياً على الأقدام في الشوارع، وقمن باختيار اللون الأبيض لأنه رمز السلام، وقد حصلت تلك الحركة على جائزة سخاروف لحرية الفكر في عام 2005.

 

نكمل مع اللون الأبيض، عندما نظمت مجموعة من السيدات الإيرانيات عام 2017، حملة احتجاجية على الإنترنت ضد القانون الذي يجبر المرأة على ارتداء الحجاب.

حيث نشر المحتجات، صور ومقاطع فيديو لأنفسهن وهن يرتدين أغطية رأس بيضاء، أو قطعا بيضاء من الملابس، رمزا للاحتجاج مصحوبة بهشتاج #الأربعاء_الأبيض.

صاحبة فكرة الاحتجاج بارتداء الملابس البيضاء، هي مؤسسة موقع "حريتي المسلوبة"، معصومة مسيح علي نجاد، وهى حركة على الإنترنت معارضة للزي المفروض فى إيران، حيث تجبر السيدات طبقا للقانون فى إيران على تغطية الرأس وارتداء العباءات الطويلة وعدم استخدام مساحيق التجميل، بعد أن كن يرتدين السيدات الإيرانيات التنانير القصيرة والبلوزات ذات نصف الكم، قبل الثورة الإيرانية 1979.

نتحول إلى اللون الأسود، عندما ارتدى عدد من نجمات هوليوود، في حفل توزيع جوائز جلدون جلوب فى يناير 2018، الملابس السوداء، احتجاجًا على فضائح التحرش الجنسى، التي طالت عدداً من منتجي ومخرجي هولييون ضد نجمات وممثلات مغمورات.

وانضم أيضًا بعض الفنانين الرجال، منهم داونى جونسون، وتوم هاديلستون، لهذه الاحتجاج بارتداء البدل السوداء تعبيرًا عن رفضهم للتحرش الجنسى بزميلاتهم.

 

وفى أحدث استخدام للون الأسود للاحتجاج، أطلقت مجموعة من النساء السعوديات هاشتاج باسم #العباءة_المقلوبة، احتجاجا على "إجبارهن" على ارتداء العباءة التقليدية باللون الأسود.

وتعد هذه الحملة هي الثانية من نوعها، إذ انطلقت فى شهر أغسطس الماضي، حملة مشابهة باسم "احرقي النقاب"، والتي تصدرت حينها قائمة الأكثر تداولًا على موقع التدوين "تويتر"، حيث اعتبرت بأنها حدثًا غير مسبوقًا في السعودية نظرًا للطبيعة المحافظة للمجتمع هناك.

 

 

- الملابس رسالة احتجاج ضد «ترامب»

لم يمر أيام قليلة على تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منصبه عام 2017، حتى خرجت آلاف السيدات فى العاصمة واشنطن وغيرها، شاركتهم فيها سيدات أخريات فى العديد من عواصم العالم منها لندن ونيروبى وسيدنى، فى مسيرات يرتدين قبعات باللون الوردي احتجاجًا على تصريحات ترامب المستمرة خلال حملته الانتخابية ضد المرأة والمهاجرين، وأصحاب البشرة الملونة، وأصحاب الديانات الأخرى، وذوي الاحتياجات الخاصة.

ورفعت المتظاهرات اللاتى استجبن لدعوات من مختلف المنظمات النسائية الأمريكية شعارات ضد ترامب "النساء لن يتراجعن".

وقد لاقت تلك الحملة اهتمامًا ملحوظًا فى أمريكا، حيث لبت الكثير من الفتيات دعوة مؤسسي الحملة وهى منظمة "مسيرة النساء"، اللواتى شاركن فى حياكة القبعات الوردية لتوفيرها بأقصى سرعة لمواجهة برودة الطقس فى شهر يناير بأمريكا.

 

 

فى واقعة احتجاج أخرى ضد تصريحات ترامب، بحظر المسافرين من بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، عرضت مجموعة من مصممات الأزياء الإندونيسيات فى أسبوع نيويورك للأزياء الكثير من الملابس ذات الطابع الإسلامي.

احتل الحجاب والعباءات مركز الصدارة في أسبوع نيويورك للأزياء، تعبيرًا عن رغبتهم فى تغيير نظرة الغرب لهذا النوع من اللباس، وأن السيدات المسلمات بإمكانهن أن يكن على قدر كبير من الجمال والأناقة مع الحجاب "بحسب تعبيرهم".

وقدمت مصصمة أخرى، من ضمن خمسة مصممين إندونيسيين، مجموعة أنيقة من الأزياء الإندونيسية الملونة التي تغطي النساء من الرأس إلى القدمين، من بينها تنانير كاملة وسراويل واسعة وسترات فضفاضة، وأخرى كتبت على تصاميم أزيائها بعض العبارات، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والجنة، بالإضافة إلى عبارة "كل الألوان مهمة"، فى تحدى لتصريحات ترامب المسيئة بطريقة مبتكرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك