بالفيديو والصور: «عم رجب».. رحلة عمر في صناعة الفخار بدأها صدفة واستمر عاشقا لفنها - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو والصور: «عم رجب».. رحلة عمر في صناعة الفخار بدأها صدفة واستمر عاشقا لفنها

«عم رجب».. رحلة عمر في صناعة الفخار بدأها صدفة واستمر عاشقا لفنها - تصوير: مي زيادي
«عم رجب».. رحلة عمر في صناعة الفخار بدأها صدفة واستمر عاشقا لفنها - تصوير: مي زيادي
مي زيادي
نشر في: الأحد 21 ديسمبر 2014 - 4:51 م | آخر تحديث: الأحد 21 ديسمبر 2014 - 4:51 م

يداه مازالت تحمل بقايا ألوان، وملابس متواضعة تبدو عليها علامات معاناة من أكل كسب العيش، وربما طريقه بدأ صدفة بغرض توفير بعض المال ليساعد نفسه بعد وفاة والده، إلا أنه لو كان لديه اختيار لاختار ما عليه الآن.. ساعات طويلة يمضيها رجب طه عبدالله الشهير بـ«عم رجب»، بين قطع من الخزف وألوان مبعثرة في أرجاء المكان وحجارة من طين تنتظر من يشكلها ويضيفي عليها الألوان.

في البدء كانت الصدفة

“أنا مكنتش أعرف أي حاجة عن الفخار، لكن اضطريت وأنا عندي 12 سنة بعد وفاة والدي أني أدور على شغل عشان أعرف أعيش، بالصدفة رحت اشتغلت في مصنع للخزفيات وفضلت فيه 16 سنة، وبقيت أحب الفخار لأنها صنعة فيها ذوق وفن”.. بتلك الكلمات حكى عم رجب عن بداية عمله بالفخار الذي كان “فتحة خير” عليه واستطاع من خلاله الاعتماد على نفسه حتى أن تزوج وأصبح له عائلة.

يقول عم رجب الذي يرى أن صناعة الفخار تعتمد على ذوق من يعمل بها واندماجه مع الشغلانة: “وجدت أن صناعة الفخار فيها ذوق وفن، مهنة فنية، بتجيب حتت طين وتشكلها وتعمل منها حاجة جميلة.. بحس أني عملت حاجة”.

قرية الفخارين

بعد أن ترك عم رجب المصنع الذي كان يعمل به 16 سنة، عمل بعدة أماكن منها الزقازيق ودمنهور ثم عاد ليعمل لسنوات طويلة في منطقة الفواخير والخزف بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة والتي كان يطلق عليها قديما “الجبل” وظل هناك حتى أن صدر قرار بتطوير المنطقة وتوقف العمل بالمنطقة لسبع سنوات (مدة التطوير).. عانى خلالها من يعملون بالفخار كثيرا وترك بعضهم الصناعة، وفقا لما قاله عم رجب. وقتها كان رجب “أرزقي على الله” كما رأى أن يصف نفسه، وظل يتنقل من مكان لآخر حتى أن استقر به الحال في قرية الفخارين التي تقع بشارع الفخارين خلف الكنيسة المعلقة بمنطقة مصر القديمة.

وقرية الفخارين المتواجدة منذ الخمسينات تم تطويرها منذ 10 سنوات بمنحة من الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع محافظة القاهرة، ومنذ أكثر من 10 سنوات وعم رجب مسئول عن متابعة العمل بورشة يمتلكها أبناء الحاج محمود عابدين الملقب بشيخ الفخارين.

الطينة أصلها أسوان

يقول عم رجب، إن أسوان هي المصدر الوحيد في مصر للطينة المستخدمة في صناعة الفخار، حيث يتم الحصول على الطينة من الجبال في أسوان، وتبدأ عملية تصنيع الفخار من خلال 3 مراحل هي “الطينة، الحريق، التلوين”، في البداية تكون الطينة عبارة عن حجارة يتم وضعها في “الدولاب” وهو عبارة عن إناء من الخشب يستخدم في تطرية الطينة لتصبح كالصلصال، وبعد ذلك يتم تشكيلها ثم توضع في الفرن المخصص لها ليتم حرقها، لمدة 4 ساعات، ثم توضع مرة أخرى لمدة 6 ساعات، وبعد ذلك تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التلوين، ويتم فيها استخدام الألوان الحرارية والتي تكون عبارة عن بودرة يتم خلطها بالماء.

الدولة مختفية

يقول عم رجب إن الدولة عليها أن تبادر بتنشيط صناعة الفخار، بإقامة أسواق تجارية، خاصة أن الطينة الأسواني مميزة وصحية، واتفق معه في الرأي محمد عابدين صاحب الورشة التي يعمل بها عم رجب.

أضاف عابدين” الدخل القومي في المغرب وتونس قائم على صناعة الفخار، عشان في دعم من الدولة، والمطلوب مش دعم مادي، دعم معنوي أي تسويق للمنتجات من خلال معارض وتكون مجانية حتى لا تكون قيمة ايجار المساحة الموفرة لعرض المنتجات مرتفعة السعر وعائق، بالاضافة إلى عمل معارض خارجية”.

عابدين الذي يرث صناعة الفخار عن والده والتي تعمل بها عائلته منذ الأربعينات، أكد أن “الطين الأسواني” هو أفضل أنواع الطين على مستوى العالم، بالإضافة إلى جودة الشغل اليدوي في مصر، إلا أن ما ينقصنا بحسب قوله هو تدخل الدولة لتنشيط صناعة الفخار بعد أن أصبحت تعاني خاصة مع تدهور حركة السياحة.

الفقراء منسيون

اختتم عم رجب حديثه بتوجيه لوم وعتاب للقائمين على الدولة، قائلا “أنا بكلم اخواتي اللي في البلد، اهتموا بالفقرا اللي محدش سائل فيهم”، وطالب التأمينات الاجتماعية بأن تفتش على الصنايعية للتأكد من أنهم مؤمن عليهم، مشيرا إلى أن الشارع لن يكون سبيلهم الوحيد لو قرر صاحب العمل الاستغناء عنهم.

 

الفرن الذي يتم بداخله وضع الفخار من اجل حرقه

 

 

 

 

 

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك