لم أكن أعلم عن أكلة " الحلزون" المغربية الشهية التي يأكلها المغاربة منذ قديم الأزل أي شيء قبل أن ازور الرباط .

فالبربوش بالمغربي ، أو الحلزون باللغة العربية ذلك الحيوان البري الموجود على الأشجار في المغرب يعد بطل هذه الأكلة المغربية .

ولا تحتاج وانت تتجول في أحد الأسواق الشعبية في المغرب إلى من يدلك على محل أو عربة لبيع الحلزون ، فالرائحة الزكية للأعشاب تقودك إليها بسهولة.

وفي منطقة باب الحد بالرباط حالفني الحظ أن أجد عربة تتوسطها طنجرة أو حلة كبيرة يتصاعد منها البخار، وحوله مجموعة من الأشخاص يتلذذون بشرابها الحار وبحيوان الحلزون مستعينين بإبر خشبية لالتقاطها من داخل قواقعها، والعربة تشبه إلى حد كبير عربات بيع الفول في مصر.

ولما سألت صاحب العربة الحاج عبد الرحيم إذا كان هو من يقوم بصيد الحلزون .. أكد أنه لا يوجد وقت لذلك، فكلٌّ في تخصصه، فهو يشتريها حيّة ولا يجوز طهي الميّت منها، مشيرا إلى أن صيدها يكون من الغابات المنتشرة في المغرب، حيث أن الأكلة تعتمد على الحلزون البري وليس البحري /كما كنت أظن في البداية/.

وعن طريقة طهيها يقول الحاج عبد الرحيم ، وهو رجل طيب يبيع الحلزون وشرابه "صحنان مجوّفان" بعشرة دراهم (الدولار بحوالي 9 دراهم) ، " يتم تسخين الماء جيدا ونضع الحلزون الحي في الماء المغلي مباشرة حتى لا يتعذب ، وتبقى الحلة الضخمة على النار طوال فترة العمل لأنها من الأكلات التي لابد وأن تؤكل ساخنة ".

ويشير عم عبد الرحيم إلى أنه يعمل هذه المهنة منذ 27 عاما في شارع محمد الخامس في المدينة بمنطقة باب الحد بالرباط منذ السابعة صباحا يوميا وحتى العاشرة مساء وهو متزوج وعنده أولاد استطاع أن يعلمهم وأن يعملوا في مناصب جيدة بفضل هذه المهنة التي يحبها .

ويقول محمد القاسم أحد الواقفين أمام عربة عم عبد الرحيم إنه يحب هذه الأكلة وأنها منتشرة في كافة الأحياء المغربية خصوصا في الشتاء .. وتؤكد حديثه فاطمة ، التي كانت تنظر إليى بدهشة وأنا أقوم بالتصوير ، وتضيف "إن شراب الحلزون مفيد جدا لمرضى الزكام، ونزلات البرد، وتأخر الإنجاب، ويعد دواء لأمراض المعدة والأمعاء".

ثم يأخذ منها طرف الحديث مرة أخرى عم عبد الرحيم قائلا : " نعم إنها مفيدة جدا خصوصا لأن مرقتها تضم أعشابا مختلفة وحارة وهو ما يجعل شوربة الحلزون ذات قيمة غذائية عالية لأنها خالية من الدهون أيضا " .

ويرى عبد الله – وهو طالب جامعي كان يأكل طبقه الثاني منها – أن طريقة طهي الحلزون تحتاج الى خبرة ، وهذا ما يجعله يأتي لطلبها، لأن والدته لا تجيد طهيها، فالأسهل شراؤها جاهزة.

وأكد السيد شريف – وهو صاحب متجر لبيع الملابس – أن المغرب يقوم بتصدير الحلزون إلى دول أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وأسبانيا ، وهم يقومون بإزالة قوقعته وبيعه مخللا ومعلبا .