آخر ما كان يتوقعه الرئيس الأمريكى الجديد، فى اليوم التالى لتنصيبه أن يضطر للاستماع للقرآن الكريم، بعد ساعات قليلة من توعده للمسلمين بالملاحقة خلال حفل التنصيب.
فخلال القداس الذى حضره ترامب ونائبه مايك بنس وعائلتيهما فى الكاتدرائية الوطنية فى العاصمة واشنطن أمس السبت، قرأ المدير التنفيذى لتجمع المسلمين فى دالاس، الإمام محمد ماجد آيتين من القرآن الكريم، ويبدو أن اختيار الآيتين كان متأثرا إلى حد كبير بوجود الرئيس الذى كان عداؤه للمسلمين والمهاجرين بشكلٍ عام، جزءا أصيلا من برنامجه الانتخابى.
وتلا الإمام ماجد، وهو شخصية معروفة فى واشنطن، على مسامع ترامب، بالعربية قول الله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» (الحجرات/13).
وفى موضع آخر من المراسم، التى حضرها 26 شخصية يمثلون ديانات مختلفة، قرأ ماجد قوله تعالى: «ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين» (الروم/22).
وترجم الإمام ماجد، الذى لقيت مشاركته فى هذه الفاعلية انتقادا كبيرا فى أوساط المسلمين فى الولايات المتحدة، الآيتين إلى اللغة الإنجليزية فور تلاوتهما باللغة بالعربية.
ورأى بعض المحليين فى قراءة هاتين الآيتين تحديدا رسالة سياسية أراد ماجد تمريرها إلى الرئيس الجديد، وسط تصريحاته السابقة ضد المسلمين وعدم شعورهم بالثقة فى ترامب الذى دعا إلى منعهم من دخول أمريكا وإنشاء سجل أمنى خاص بهم.
ويُعد حضور الرئيس الجديد لقداس السبت فى الكاتدرائية الوطنية فى اليوم التالى من تنصيبه، أحد المراسم التقليدية المتبعة منذ تنصيب جورج واشنطن عام 1789، أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.