• المركزية الشديدة تؤدى إلى التخلف دائما بسبب الإدارة الفردية المطلقة
قال الدكتور صبرى الشبراوى، رائد التنمية البشرية وأستاذ علم الإدارة بالجامعة الأمريكية، إن ثقافة الإدارة فى المؤسسات المختلفة تعمل على خدمة المدير، حيث ترتكز عنده سلطة القرار، بموجب المركزية الشديدة، ما يدفع العاملين فى المؤسسة على تقديم كل فروض الطاعة للمدير وتنخفض بذلك فرص الحوار والديمقراطية فى إدارة المنظومة ككل، مشيرا إلى أن المركزية الشديدة دائما ما تؤدى إلى التخلف، بسبب الإدارة الفردية المطلقة، التى تحددها التشريعات الإدارية.
وأضاف الشبراوى خلال حديثه بالصالون الثقافى الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية، مساء أمس، القائمون على إدارة المؤسسات الإنتاجية فى مصر ثقافتهم محدودة، ووفرة الموارد الطبيعية والبشرية غير المستغلة خير دليل على عجزهم فى توظيف الامكانات التى نملكها، مضيفا: يعنى إيه يكون عندنا بحرين وبنستورد سمك، دا تفكير بعقلية فقر.
وتابع: مصر أقل الدول دعما للبحث العلمى والتكنولوجى، وهذا لا يساعد نهائيا على التقدم ومجاراة دول أخرى، نحن نقلد ولا نقدم منتجا متميزا، مشددا على ضرورة إدخال أفكار جديدة يحملها مديرون لهم عقلية متفتحة وعارفة بأصول الإدارة وعلومها.
ورفض الشبراوى إلقاء التأخر الذى تعانى منه مصر على شعبها، مؤكدا على أنه ضحى بالكثير من أجل التغيير والتقدم، ولا يجب أن نحمله تبعات فشل أنظمة أساءت اختيار القيادات، مضيفا: التأخر نتاج إدارة مؤسسية غير حكيمة، تعانى من نقص فى الرؤية والأفكار وتختار من هو أكثر ولاء وليس الأكثر كفاءة، والشعب المصرى بذل الكثير حتى ننهض ونتقدم ولا لوم عليه.
وأكد على ضرورة رفض الواقع السيئ إذا أردنا تقدما حقيقيا، وذلك حتى لا نقع فريسة للفساد المقنن، الذى يأتى بالصمت وقبول الواقع تحت مظلة الخوف، والرفض يجب أن يكون مصحوبا بحلول وأفكار ولزاما على القيادات أن يتركوا المساحات أمام الآراء، حتى لا تحول من رفض بالرأى إلى عنف جسدى أو لفظى، قائلا: لابد أن نرفض الإدارة المتخلفة إذا أردنا النجاح.