السفير الهندي لـ«الشروق»: مصر «ركيزة» الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:56 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السفير الهندي لـ«الشروق»: مصر «ركيزة» الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة

حوار - أحمد عبد الحكيم
نشر في: الخميس 22 فبراير 2018 - 6:47 م | آخر تحديث: الخميس 22 فبراير 2018 - 6:47 م

• باتاتشاريا: الإصلاحات الاقتصادية في مصر زادت من مستويات الثقة الدولية في اقتصادها.. ومتفائل للغاية بالوضع الاقتصاد على المدى الطويل
• نقف بجانب مصر وشعبها في موجهة الإرهاب.. وزيارة الرئيس السيسي للهند في 2016 كانت تاريخية وناجحة للغاية.. وسعداء بما وصلت إليه الأوضاع في مصر
• حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 3.4 مليار دولار في 2016.. ونرغب في الوصول به الى 8 مليار دولار
• لدينا 50 شركة هندية تستثمر في مصر و400 أخرى تعمل في مجال التجارة.. وثلثي استثماراتنا متمركزة في منطقة قناة السويس
• مستعدون لمساعدة الحكومة في حل مشاكل «التوك توك» لخبرتنا في التعامل معه


أكد السفير الهندي في القاهرة، سانجاي باتاتشاريا، على عمق العلاقات الثنائية التي تربط بلاده بمصر، والضاربة بجذورها في عمق التاريخ ولا سيما منذ عهدي الزعيمين جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو.

 

وأوضح باتاتشاريا فى حوار مع "الشروق"، إن نيودلهي تعتبر مصر ركيزة الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة، مشيدا بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات الهندية لتصل للمرتبة العاشرة كأكبر مستثمر أجنبي في مصر.

 

وإلى نص الحوار:

• كيف تري التعاون بين مصر والهند؟

أعتقد أننا ننمر الآن بمرحلة متميزة للغاية من التعاون، ولا سيما على الجانب الاقتصادي، حيث شهدت السنوات الأخيرة، العديد من الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين، والتي تمثل إشارة لتطور التعاون بين البلدين، وهو ما عزز من شراكتنا القوية، ومكنها من مواجهة التحديات واستغلال الفرص المتاحة.

 

ويمكن القول أن هذه الشراكة القوية مستمدة من العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين في عهد كل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، في منتصف القرن الماضي.

 

• وكيف أثر الميراث التاريخي بين البلدين في عهد ناصر ونهرو في دعم التعاون والشراكة بين البلدين؟

 

لكل من بلدينا حضارة قديمة جدا، وهذا يجعلنا في مكانة متميزة للغاية بين الشعوب، حيث التعبير عن تطلعات شعوبنا والمساهمة الفعالة في إحلال السلام في جوارنا الإقليمي.

 

ولذلك عندما زار الرئيس السيسي الهند في 2016 والتقى رئيس الوزراء مودي، تطلع الزعيمان لتأطير علاقة جديدة للبلدين لا تهتم فقط بما هو قائم ولكن بما يمكن القيام به لمصلحة البلدين وشعبيهما.

 

وكما تم تعريفها، فإنها تقوم على 3 ركائز رئيسية هي تعزيز العلاقات السياسية والأمنية، وثانيها التعاون الاقتصادي والعلمي، وثالثها تعزيز التعاون في مجال الثقافة والتواصل بين شعوب البلدين.

 

• فيما يتعلق بزيارة السيسي إلى الهند في 2016، ماذا كانت أبرز نتائجها؟

 

تعد زيارة السيسي إلى الهند من وجهة نظر القيادة في بلدي، محطة هامة للغاية، وكانت زيارة تاريخية وناجحة للغاية، لأننا في الهند، نرى مصر كمصدر للنفوذ والاستقرار في المنطقة، بسبب نفوذها الحضاري وعدد سكانها وقدراتها الهائلة، ما جعل مصر ركيزة رئيسة للاستقرار في المنطقة ومساهم رئيسي في تحقيق السلام والتنمية. ولهذه الأسباب نحن نولي اهتمامات كبيرة لمصر.

 

• كيف ترى الأوضاع السياسية الحالية في مصر؟

 

شهدت مصر مرحلة هامة جدا خلال السنوات الأخيرة. حيث شاهدنا خارطة طريق أقرت في يوليو 2013 وتم تنفيذها والتي بمقتضاها تم تعديل الدستور وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية، ونحن سعداء بما تم وصول الأوضاع إليه في مصر، من تحقيق للاستقرار والتنمية في مصر. ومن ثم ستظل الهند داعمة قوية لمصر واستقرارها.

 

• وماذا عن الوضع الاقتصادي في مصر؟

 

بالتأكيد يختلف الوضع الاقتصادي في مصر الآن عما كان عليه قبل سنتين أو أكثر قليلا، فخلال عامي 2015 و2016، أقدمت الحكومة المصرية على إصلاحات هامة وضرورية للاقتصاد. وفي العام 2015 أقدمت الحكومة المصرية على مبادرات إصلاحية من أجل تقليص عجز الموازنة عبر تخفيض الدعم، في محاولة لتحقيق توازن في الميزان التجاري للدولة.

 

ثم في العام 2016، أطلقت الحكومة الإصلاح الهام في إصلاح اقتصادها، وذلك عبر تعويم سعر صرف العملة الرسمية، وهذ الخطوة تستحق تقديم التهنئة للحكومة المصرية على اتخاذها، وذلك لتأثيراتها الجادة على إصلاح وضع الاقتصاد المصري، حيث جلبت مستوى عالي من الثقة في الاقتصاد المصري.

 

وبجانب هذه الإصلاحات، رأينا أيضا إصلاحات تشريعية ضرورية من أجل تنظيم حركة الاقتصاد، وعلى رأسها قانون الاستثمار والقوانين الأخرى، ومن ثم باتت مصر الآن قادرة على اتخاذ سياسات اقتصادية مستقلة وقادرة على مواجهة التحديات. وهذ ما يجعلني متفائل جدا بوضع الاقتصاد المصري.

 

• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والهند؟

 

في العام 2012 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.5 مليار دولار، وبالرغم من تناقص هذا الرقم في السنوات الأربع التي تلت هذا العام، إلا أنه وصل في العام 2016 إلى 3.4 مليار دولار، ولكن أعتقد أنه في العام 2017 ستكون الإحصاءات النهائية لحجم التبادل التجاري، أفضل، حيث زادت النسبة بين البلدين في الربع الأول من العام 2017 بنسبة 15% ومن ثم سنرى ما ستظهره الأرقام النهائية، لكن أنا متفائل بعودة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل عام.

 

وخلال السنوات الأخيرة كنا نستهدف وصول التبادل التجاري بين البلدين إلى 8 مليار دولار، إلا أنه لعدد من الأسباب منها انخفاض أسعار المنتجات النفطية والتي تمثل 75% من حجم الصادرات المصرية إلى الهند، لم يتمكن التبادل التجاري بين البلدين الوصول لهذا الرقم.

 

والنقطة الهامة هنا التي أود الإشارة إليها هو أن الميزان التجاري بين مصر والهند متوازن جدا بعكس الميزان التجاري بين مصر والعديد من دول العالم.

 

• ولكن هل تعتقد أن هذه الأرقام مرضية للإمكانيات والقدرات الهندية والمصرية؟

 

كما هو معروف فإن تعزيز التعاون الاقتصادي له العديد من الأشكال، فيما يتعلق بالتبادل التجاري كما أشرت، لست راضيا عنه، وأتطلع لزيادة هذه الأرقام بنسب عالية بين البلدين. ولكن كما أشرت، فإن نسب التجارة بين البلدين بدأت في الارتفاع مجددا في العام 2017 ولكن العامل الآخر الهام في إطار التعاون الاقتصادي في العلاقات بين البلدين، هو ذلك المتعلق بالاستثمارات، وفي هذا الإطار أنا سعيد للغاية بالطريقة التي تمكنت منها الاستثمارات الهندية بوجود مكانة لها في السوق المصرية، وكذلك، بحجم الاستثمار الهندي في السوق المصري، وكما تعرفون لدينا 50 شركة هندية في السوق المصري، باستثمارات تقدر بـ3 مليار دولار. حيث تعمل الشركات الهندية في مجال التصنيع والتشييد.

 

وهناك ما يقرب من 450 شركة هندية مسجلة، ولكن هناك ما يقرب من 400 شركة منهم تعمل في مجال التجارة.

 

وتقوم الشركات الهندية بتوظيف ما يقرب من 35 ألف مصري. وإذا نظرنا إلى الفترة التي تلت زيارة الرئيس السيسي إلى الهند، فإن هناك 7 شركات هندية جديدة دخلت السوق المصرية.

 

ويأتي العامل الثالث فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي وهو تعزيز التعاون العلمي والابتكار والتعليم. كما أرى أن هناك فرص جيدة جدا لتعزيز التعاون في مجال المواصلات والنقل، وأرى أن الهند متحمسة جدا لتعزيز التعاون في هذا المجال، حيث تمتلك الهند واحدة من أكبر شبكات الطرق في العالم، ومهتمون بتحديث خطوط السكك الحديدية المصرية.

 

• إذا بماذا تنصح مجتمع الأعمال الهندي فيما يتعلق بالاستثمار في مصر، هل هناك تفضيل لبعض القطاعات المحددة للاستثمار في مصر؟

 

رؤيتي وتقيمي للاقتصاد والسوق المصري بشكل عام متفائلة للغاية على المدى الطويل، وذلك انطلاقا من القدرات والإمكانيات الهائلة التي يمتلكها السوق المصري، فهو سوق ضخم وكبير، وهناك إمكانيات تجارية واستثمارية كبيرة يمتلكها.

 

ولكن نود توضيح استفسار هام هنا يتعلق بالمستثمر، وما يبحث عنه عندما يأتي إلى مصر للاستثمار بشكل عام، يمكن القول أنه يتطلع إلى العمل في بيئة اقتصادية تتمتع بشفافية ومؤشرات قابلة للتنبؤ بشأنه، ولكن ما يأمل أن يمده الاقتصاد الذي يعمل به، هو الشفافية قابلية التنبؤ.

 

وأود الإشارة هنا، أنه في العام الماضي أتى من الهند 27 وفدا اقتصاديا كان من بينهم كبرى الشركات العاملة في السوق الهندية من أجل استكشاف السوق المصرية، وقابلوا العديد من المسؤولين المصرين، وكانت النقاشات مثمرة للغاية بشأن مستقبل وفرص الاستثمار في مصر.

 

• وهل هناك استثمارات هندية في منطقة قناة السويس؟

 

هناك حوالي ثلثي الاستثمارات الهندية متمركزة بالأساس في منطقة قناة السويس وحولها، في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والعين السخنة وغيرها، فنحن ندرك أهمية الاستثمار في هذه المنطقة.

 

• ماذا عن المساعدة الهندية في حل مشكلة «التوك توك» في مصر، وذلك بعد مطالبة برلمانية مصرية لتقديم الخبرة الهندية في هذا الشأن؟

 

كما تعلمون، فالشركات الصغيرة هي عصب الاقتصاد الهندي، ولتقليل التكلفة لديها، تعتمد في نقل بضائعها ومنتجاتها على «التوك توك» وذلك في مقابل ارتفاع أسعار وسائل النقل الأخرى من ثم كان ضروي علينا ترخيص سير «التوك توك» في الهند وتنظيم حركته.

 

وأعلم أن أغلب عمليات تصنيع التوك توك في مصر تتم بمساعدة شركة هندية، وأرى أن وسائل الأمان والتكنولوجيا المستخدمة فيه صناعته جيدة.

 

ولكن ما يتوجب فعله هو تنظيم منح رخص القيادة لقائدي هذه المركبة القادرين على التعامل معها، والأمر الثاني يتوجب خضوع التوك توك إلى سياق تنظيم حركة المرور. ففي الهند هناك 3 فئات لتنظيم المرور، الأولى للمركبات ذات العجلتين أو الثلاث، والثانية للمركبات ذات الأربع عجلات، والثالثة لمتعددي العجل.

 

ومن ثم سنكون سعداء للغاية لمشاركة التجربة الهندية في هذا الأمر مع مصر.

 

• وماذا عن التعاون العسكري بين البلدين؟

 

أعتقد أن وزير الدفاع المصري صدقي صبحي أجري زيارة مهمة للغاية إلى الهند مؤخرا، وعقد لقاءات لتعزيز العلاقات العسكرية إلى مستويات أعلى بين البلدين.

 

ونحن متفائلون بزيادة حجم التعاون والتنسيق بين البلدين في هذا الإطار. وسيفتخر شعبي البلدين بالعلاقات المتميزة فى هذا المجال قريبا.

 

• وماذا عن مساعدة الهند لمصر في مكافحة الإرهاب؟

 

نواجه الآن زيادة في عدد المتطرفين الذين يتبنون أفكارا متطرفة ويستخدمونها لمهاجمة الدولة وإرهاب المجتمعات، وهذه الظاهرة تهدد كل المجتمعات، وهي ظاهرة عانت منها الهند سنوات طويلة.

 

ومن ثم يعد مواجهة خطر الإرهاب موضوع حيوي على مستوى علاقتنا الثنائية مع مصر، وذلك من خلال الاتصالات والنقاشات المتواصلة بين البلدين. وتشكيل مجموعات عمل لمكافحة الظاهرة ومواجهة مصادر تمويل هذه الأفكار الإرهابية.

 

أما عن الأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر، فدوما نعبر عن دعمنا ووقفونا إلى جانب الحكومة والشعب المصري ضد هذه الظاهرة الإجرامية.

 

• ما رأيك في الانتشار الواسع للثقافة الهندية في مصر من أفلام وثقافة، ما هي جهودك لتعزيز نشرها؟

 

انا دائما أؤمن أن الشعب الهندي والمصري مثل الأشقاء، فبلدينا تبدوان كفرعين لنفس الشجرة. ولذا أود دائما أن أشارك أفضل ما في الثقافة الهندية مع أشقائي وأصدقائي المصريين ليس في شكلها التاريخي فقط، وأيضا أفضل ما طرأ على الثقافة الهندية في الوقت الراهن. حيث تعد الثقافة أحد جسور التواصل الهامة بين البلدين.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك