بعد إعلان الهند قطع المياه عن باكستان.. تعرف على جذور النزاع بين البلدين - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:37 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إعلان الهند قطع المياه عن باكستان.. تعرف على جذور النزاع بين البلدين

منال الوراقي
نشر في: الجمعة 22 فبراير 2019 - 7:13 م | آخر تحديث: الجمعة 22 فبراير 2019 - 7:13 م

أعلنت الهند قرارها بوقف مياه روافد نهر السند من التدفق إلى باكستان، في خطوة تصعيدية في تاريخ النزاع والتوتر في العلاقات بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، بسبب النزاعات حول المياه والحدود، والعداء المستمر بين هذين البلدين، منذ أربيعنيات القرن الماضي، حيث شهدتا عدة حروب، بخلاف المناوشات وتبادل إطلاق النار المستمر إلى الآن بين قوات البلدين، على الرغم من اتفاقات التهدئة.

وتستعرض «الشروق» في التقرير التالي محطات من الصراع المستمر بين البلدين حول المياه والحدود، والمخاوف من تصاعدها...

- نزاعات حول المياه

بموجب «معاهدة السند للمياه» بين البلدين، والتي تعود لعام 1960، تتحكم باكستان في ثلاثة أنهار غربية هي «السند وتشيناب وجيهلم» التي تعبر باكستان من الجانب الهندي، وتملك الهند حقوق استغلال ثلاثة أنهار شرقية هي «بياس ورافي وستليج»، وتنازع الطرفان منذ ذلك الحين حول المياه ودخلا في محادثات ومخالفات على مدار عقود لحل القضايا المتعلقة بذلك.

- الهند تحمل باكستان المسؤلية
قررت الهند، أمس الخميس، وقف تدفق مياة نهر السند، الذي يعتمد عليه عشرات الملايين من الباكستانيين، إلى باكستان، فكتب نيتين جادكاري وزير الموارد المائية الاتحادي في الهند عبر موقع تويتر: "قررت حكومتنا وقف حصتنا من المياه التي كانت تتدفق إلى باكستان. سنحول المياه من الأنهار الشرقية، ونمد بها شعبنا في جامو وكشمير والبنجاب".

وذلك بعد أيام من وقوع تفجير انتحاري في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، وأسفر عن مقتل ٤١ من أفراد القوات شبه العسكرية، وحملت الهند جماعة إسلامية متشددة تتمركز في باكستان مسؤولية تنفيذ الانفجار، فيما نفى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أي علاقة لبلاده بالتفجير.

كيف سيوثر ذلك على باكستان؟

تعتبر معاهدة مياه السند، صفقة هامة جدًا لباكستان، حيث تمكنها من بسط سيطرتها على ثلاثة أنهار غربية كبيرة، ما يعادل 80% من إجمالي مياه الحوض بأكمله، وسيترتب على إلغائها سيطرة الهند المباشرة على تلك الأنهار النابعة أساسًا من أراضيها، إلا أن ذلك سيستغرق من الهند سنوات طويلة في بناء السدود والخزانات، والبنية التحتية لتوليد وتخزين كميات كافية من المياه، ومنع تدفقها إلى مصباتها في باكستان.

- إقليم كشمير
من سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، تحدث مناوشات بين البلدين على فترات متقطعة؛ حيث يرى كل منهما في إقليم كشمير حقا له، وتبرر الهند ذلك بأنها في حال انفصال الإقليم عنها قد تصبح مهددة بمطالب محتملة في ولايات أخرى بالانفصال، وبالنسبة لباكستان فإن «كشمير» موقع استراتيجي لأسباب عدة، أحدها كونه منبع 3 أنهار تجري في أراضيها، لهذا كانت حروب الطرفين في سبيل ضمه خيارًا قريبًا دائمًا، لذلك شهدت الهند وباكستان ثلاثة حروب شاملة حول تلك المنطقة الإستراتيجية المهمة.

- تقسيم كشمير
اندلعت الحرب الهندية الباكستانية الأولى، والتي استمرت عام و4 أشهر، عام ١٩٤٨، وانتهت بتقسيم كشمير بينهما، لتبلغ المساحة الهندية فيه ٤٨٪؜ معروف باسم "جامو وكشمير"، والمساحة الباكستانية ٣٥٪؜ المعروفة باسم "آزاد كشمير"، والـ ١٧٪؜ المتبقية خاضعة للصين.

- الهند تلغي التقسيم
توتر الموقف بين الهند وباكستان بصورة خطيرة بعد اضطرابات طائفية بين المسلمين والهندوس في كشمير، ثم وصلت الأزمة إلى حافة الحرب بعدما أعلنت الهند إغلاق باب التسوية السياسية وإلغاء الوضع الخاص بكشمير، مما ساعد في شن الحرب الثانية عام ١٩٦٥، التي توقفت بتوقيع الدولتين على اتفاقية (طشقند)، بقرار من مجلس الأمن.

- قيام بنجلاديش
رغم توقف القتال بعد اتفاقية (طشقند) فإن مشكلة كشمير التي فجرت الحرب بينهما للمرة الثانية لم تحل، الأمر الذي مهد الطريق أمام الحرب الثالثة عام ١٩٧١، والتي عرفت بحرب الأسبوعين أو الحرب الخاطفة التي وضعت أوزارها بانتصار الهند، حيث أدت إلى فصل باكستان الشرقية عن الغربية وقيام جمهورية بنجلاديش، والتي يعتبرها بعض الخبراء العسكريين أهم وأخطر الحروب المندلعة بين الدولتين.

هل ستندلع حرب رابعة؟
إذا لم تجد المشكلة حول الحدود والمياه المتمثلة في إقليم كشمير، والتي كانت سببا في تفجير كل الحروب والمناوشات والخلافات التي اندلعت بين الهند وباكستان حلا، فإن احتمالات وقوع حرب أخرى رابعة بينهما أمر ليس مستبعدا، وإن كان ما سيميزه هذه المرة هو أن العالم سيتابعه وهو يحبس أنفاسه خوفا من لجوء إحداهما أو كلتيهما إلى السلاح النووي وهو ما سيعني كارثة بيئية وبشرية في أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، حسب رأي المحللين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك