- مستشار اقتصادى: عدد السياح الوافدين منخفض بالفعل قبل تحطم الطائرة
قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن هناك مخاوف من أن يكون سقوط الطائرة الإيرباص المصرية الخميس الماضى سببه تفجير إرهابى، وتساءلت: هل سيكون ذلك ضربة قوية أخرى تهز السياحة المصرية؟
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها نشر أمس: سادت مخاوف من أن يكون للإرهاب يد فى سقوط الطائرة كضربة إلى قطاع السياحة فى مصر، الذى يكافح للتعافى من تفجير الطائرة الروسية فى أكتوبر الماضى.
وتابعت: تأثر قطاع السياحة، الذى كان مزدهرا فى وقت سابق، سلبا، بسبب الاضطرابات السياسية والإرهاب منذ ثورة 2011، ما أدى إلى الفتك بصناعة مهمة فى خلق فرص العمل وتوفير العملات الأجنبية فى الدولة التى تعتمد اعتمادا كبيرا على الواردات.
وكانت أعداد السياح الوافدين إلى مصر قد انهارت فى أعقاب كارثة طائرة «متروجيت»، عندما أوقفت روسيا، التى تُعد مصدرا رئيسيا للسياح، جميع رحلاتها من وإلى المطارات المصرية حتى تتأكد بأنه تم تنفيذ تحسينات على الإجراءات الأمنية.
وقالت الصحيفة إن السائحين الروس لم يعودوا إلى مصر حتى الآن ولم تعد شركات الرحلات البريطانية، التى كانت ثانى أكبر شركات توفر عروضا للعطلات فى «شرم الشيخ»، أشهر منتجع فى مصر.
ووفقا لأحدث أرقام رسمية متاحة، فقد انخفض عدد السياح الوافدين فى مارس الماضى بنسبة 47.2% مقارنة بشهر مارس من العام الماضى، حيث وصل عدد الزائرين 440.700 زائر، ليصبح بذلك الشهر الخامس على التوالى الذى تتراجع فيه السياحة.
وبسؤاله عن تأثير سقوط طائرة «إيرباص» المصرية على السياحة، أبدى هانى مدكور، الذى يدير موقع Icons الإلكترونى لحجوزات الفنادق، سخرية حزينة قائلا«إذا أطلقت الرصاص على جسد ميت فلن يشعر بأى ألم»، وفقا لما جاء بالصحيفة.
ويرى مدكور أنه لن يكون هناك أى تأثير لعدم وجود سياحة من الأصل، متسائلا«ألم ترى كيف أن الأقصر وأسوان مهجورتان؟».
وقال «جيسون توفى» الخبير الاقتصادى فى شركة «كابيتال إكونوميكس» للاستشارات ومقرها لندن لـ«الفاينانشال تايمز»: إن عدد السياح الوافدين منخفض بالفعل من قبل تحطم الطائرة، الذى وصفه بأنه الضربة القاضية المحتملة للقطاع.
وأوضح توفى أنهم توصلوا إلى تقديرات قبل الحادثة بأن عائدات السياحة سوف تنخفض 3.5 مليار دولار فى 2016، موضحا أن هذا الرقم قد يزداد الآن، ومشيرا إلى أن الضغط على الجنيه المصرى يتزايد الآن وسيحتاج البنك المركزى إلى تخفيض قيمته مجددا.
يشار إلى أنه، فى السنة المالية المنتهية فى يونيو 2015، توقفت عائدات السياحة عند 7.4 مليار دولار، مقارنة بذروتها والتى كانت 11.6 مليار دولار فى السنة المالية 2009ــ2010. ومع جفاف عائدات السياحة وتوقف الاستثمارات الأجنبية، تكافح الحكومة لدعم الجنيه المصرى، الذى ارتفع فى السوق السوداء، مثيرا شكاوى من المستوردين والمصنعين العاجزين عن تمويل المدخلات من الخارج.
إلى هذا قال ماجد صبحى المدير العام لـ«جافى» للرحلات، إن السياح المتبقين فى شرم الشيخ هم الأوكرانيون والمصريون.وأوضح صبحى أن الأسعار سيئة للغاية.