حكايات القصور.. الحلقة السادسة: الملك فاروق في رمضان.. وأسطورة إدمانه الخمر! - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة السادسة: الملك فاروق في رمضان.. وأسطورة إدمانه الخمر!

كتب- حسام شورى
نشر في: الثلاثاء 22 مايو 2018 - 12:18 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 مايو 2018 - 12:19 م

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور»، بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة السادسة:
--------------------
كان الملك فاروق لا يجد مشكلة في صيام رمضان، فهو كان في الأوقات العادية يندر من أن يتغدى قبل الساعة الرابعة أو الخامسة، فلم يكن من الصعب عليه أن ينتظر إلى غروب الشمس في شهر رمضان ليفطر، ومع ذلك كان إذا عطش في خلال رمضان روى ظمأه بما ألف شربه من سوائل كالعصائر!!

بينما كان «فاروق»، يساهم بمظاهره وتصرفاته العلنية في ترويج الشائعات التي تُنشر عنه، ولا يقيم لها وزنا، ولا يقدر لها عاقبة، وكان يخصص جانبا من الوقت الذي يمضيه مع بعض خليلاته غير المسلمات لحضهن على اتخاذ الإسلام دينا لهن!

وكانت اثنتان منهن نزلتا على رغبة الملك فاعتنقتا الإسلام، أو تظاهرتا بذلك أمامه، وفرض على إحداهان أن تصوم شهر رمضان، وأراد -وكان الوقت صيفا- أن تقيم تلك الخليلة في الإسكندرية لتكون على مقربة منه في أثناء وجوده فيها، فاستأجر لها جانبا من «فيلا» صغيرة كانت ملحقة بفندق «سمربالاس» بالرمل، وقال «فاروق» لخدمه وأتباعه: «لابد لسفرجية الفندق أن يحترومها احتراما خاصا؛ لانها تصوم رمضان».

وكان «فاروق»، يثير من خلال تصرفاته في الأماكن العامة ما يبعث الناس على الاعتقاد بأنه يشرب الخمر، بل أنه يفرط في الشراب حتى السكر، والحقيقة أنه لم يكن يشرب، ومن ثم لم يكن يسكر!

ولم يكره «فاروق» الخمر لفضيلة ما، أو لحرص على مظهر أو خوف من انتقاد، وإنما بسبب أنه لم يكن يحب الخمر، ولا يجد لذة في احتسائها، ولم يأنس شرابه، وحتى في مناسبات الأعياد العامة أو الخاصة، كان لا يساير الحاضرين في شرب الشمبانيا، حتى لو كان العيد عيده وشرب الجميع نخبه، كان عند شرب النخب يدني الكأس من شفتيه متظاهرًا بأنه يرتشف منها، ثم يعيدها إلى مكانها بدون أن يذوق منها نقطة واحدة.

وكان يترك لجلسائه حرية تامة ليشربوا ما يريدونه، وكل ما كانوا يفعلونه، المسؤلون عن التجهيزات، في حفلاته هو أنهم كانوا يختارون مكانا منعزلا للمائدة التي يضعون عليها الزجاجات والكئوس، ولم يكن هذا التدبير سوى إجراء «شكلي»؛ لأنه كان يرى الكئوس الملونة في أيدي الشاربين والشاربات، بل كان يرى المائدة نفسا عندنا يقترب منها ليذوق بعض «المزات» وبيده كأس من عصير البرتقال، ولكن الويل لمن كان يبدر منه أقل إشارة أو حركة أو كلمة تدل على أنه أصيب بنشوة بعد الشرب، وإذا شعر الملك بذلك يتهمه حالا بالسكر ويوجه إليه من قارص الكلام ما هو كفيل بالتنغيص عليه طول السهرة.

وكان الملك يحب عصائر الفواكه الطازجة، وكان أحبها إليه أكثرها حلاوة، حتى إن العصير الذي كانوا يعدونه له في القصر كانت حلاوته تفوق حلاوة العصير الاعتيادي 100%، ولم يكن يشرب في أثناء أكله شيئا سواه، ولا يذوق الماء إلا قليلًا.

وسألته سيدة أجنبية ذات مرة: «لماذا لا تشرب الخمر؟» فكان رده على الحاضرات جميعا: «إن الناس يشربون عادة إما لينسوا أو ليمرحوا، وأنا ليس عندي شيء أريد أن أنساه، أما من حيث المرح فإني استطيع أن أمرح بدون أن أشرب».

- المصدر: كريم ثابت، «ملك النهاية- فاروق كما عرفته»، دار الشروق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك