مراسل كندى: أسر تحت القصف بلا ملجأ.. جثث مكدسة فى المستشفيات.. وأحياء يبحثون عن أموات يمسك الشاب محمد (32 عاما) يد زوجته ويحاول حمْل طفليه الصغيرين المتشبثين به، هربا من الرصاص والقنابل الإسرائيلية، التى تحمل الموت إلى أهالى حى الشجاعية شرقى مدينة غزة. وفى محاولة يائسة للفرار من القصف يقول: «سنذهب إلى أهل زوجتى وسط مدينة غزة.. فإلى أى وجهة أخرى نستطيع الذهاب؟».
هذا المشهد هو واحد من آلاف المشاهد بعيشها سكان غزة يوميا منذ بدء العدوان على القطاع فى السابع من الشهر الجارى، لا سيما خلال قصف الشجاعية، فجر أمس الأول، الذى وصفه تقرير بموقع «ديلى بيست» الأمريكى بأنه «الأكثر دموية فى هذه الحرب»، حيث قتل أكثر من سبعين فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وكيار فى السن.
ورصد المراسل الكندى، جيسى روزنفيلد، فى هذا التقرير حركة آلاف المروَعين، الذين يجرون فى وجهات متعارضة جيئة وذهابا، حاملين ما استطاعوا من متاعهم وسط انفجارات وأزيز الطائرات بدون طيار فوق رؤوسهم وصفارات سيارات الإسعاف تولول باحثة عن جثث أو جرحى.
روزنفيلد مضى قائلا إنه «وسط استعراض إسرائيل قوتها العسكرية، وردّ الفصائل الفلسطينية، يقف المدنيون الغزيون بين أولئك وهؤلاء، حيارى، حيث لا ملجأ يفرون إليه». ولفت إلى اكتظاظ مدارس الأمم المتحدة ومكاتب منظمات الإغاثة بنحو 61 ألفا من المشردين الغزيين منذ اشتعال الحرب الحالية.
وتابع أن المؤسسات المدنية الوحيدة التى لاتزال عاملة فى غزة رغم ما تعانيه من نقص فى الموارد، هى المستشفيات المعبّقة برائحة الموت والدماء، والجثث المكفنة المكدسة فوق بعضها البعض، حيث يبحث الذين ما زالوا أحياء عن ذويهم الموتى.
واختتم الصحفى الكندى تقريره بأن «الغزيين يشعرون بأنهم وحدهم فى هذه الحرب، وليس أمامهم فى مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية المتطورة سوى الاعتماد على بعضهم البعض»، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.