«الشروق» ترصد أول يوم لـ«عسكرى الدرك» بالزمالك - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» ترصد أول يوم لـ«عسكرى الدرك» بالزمالك

هل يعيد عسكرى الدرك الانضباط إلى الشارع - تصوير: على هزاع
هل يعيد عسكرى الدرك الانضباط إلى الشارع - تصوير: على هزاع
كتب ــ عاطف محمود:
نشر في: الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 12:18 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 يوليه 2014 - 12:18 م

«15 درك» مكونة من أمين شرطة ومجندين ينتشرون بالشوارع على مدار اليوم... ومسدس وعصا حديدية وكلابش أسلحة «العسكرى»

ضبط المسجلين وحماية المنشآت والممتلكات أولويات «الدرك».. والتعاون مع جمعيات ومنظمات لرصد التحرش فى العيد

مجند : تلقينا تدريبات على الاشتباك والاقتحام وفض الشغب ولا نخشى الموت ونتمنى الشهادة

«ها.. مين هناك؟».. بهذه الجملة الشهيرة ذاع صيت عسكرى «الدرك» فى اوائل القرن الماضى وأدى دورا مهما خلال هذه الفترة فى الحفاظ على الأمن بالشارع المصرى وتجسدت شخصيته فى العديد من الأفلام لكنه اختفى فى الخمسينييات ليعود مرة أخرى إلى الشارع فى أواخر السبعينيات إبان تولى اللواء النبوى إسماعيل حقيبة وزارة الداخلية قبل توقف العمل به مجددا.

وفى أكتوبر من العام قبل الماضى قرر اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق، عودة نظام «الدرك» بمنطقة الدقى كتجربة مبدئية قبل تعميمها على كافة أنحاء الجمهورية، إلا أنها سرعان ما باءت بالفشل بمجرد إقالته وتعيين اللواء محمد إبراهيم الذى أمر برفض نزول عسكرى «الدرك» إلى الشارع فى ظل تدهور الحالة الأمنية التى أعقبت ثورة 25 يناير، ولكن مدير أمن القاهرة اللواء على الدمرداش أعلن الأسبوع الماضى البدء فى إعادة تطبيقه مرة أخرى بمنطقة الزمالك كمرحلة أولى قبل تعميمه على باقى أرجاء العاصمة.

«الشروق» رصدت أول يوم لانتشار «عسكرى الدرك» بشوارع الزمالك حيت تم تقسيم المنطقة إلى 15 مربعا أمنيا يتولى حماية كل مربع منها «الدرك» كل 8 ساعات أمين شرطة مسلح ومجندين اثنين مزدوين بعصا «دونق» وكلبش مترجلين داخل نطاق الدرك لحماية ساكنى المنقطة والمنشآت المهمة والمحال التجارية وضبط العناصر الإجرامية وتلقى البلاغات والاستغاثات من المواطنين. ورصد التحرش بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الحقوقية خلال العيد.

وعلى ناصية شارع «الجبلاية» ومع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة صباحا وقف أمين شرطة مسلح بمسدس مرتديا زيا مدنيا وفى يده جهاز لاسلكى وبصحبته مجندان يرتديان قميصا رماديا مدونا عليه عبارة «شرطة الدركات» وبنطلون أسود وكاب أسود مثبت بوسط جسده عصا «دونك» وكلابش حديدى معلنين بداية أول يوم عمل لـ«عسكرى الدرك» بالمنطقة ليترجلوا سويا باتجاه مطلع كوبرى 6 أكتوبر لتفقد الحالة الأمنية. وظلوا يتلفتون يمنيا ويسارا بحثا عن أى عناصر إجرامية أو اجسام غربية بالشارع حتى مطلع كوبرى 6 أكتوبر ليتمركزوا عند مطلع الكوبرى لدقائق ثم عاودوا سيرهم باتجاه شارع محمود مختار، وفى تلك الأثناء يمرون بمحيط المنشآت المهمة داخل المنطقة المكلفين بحمايتها ويستمرون فى هذه اليقظة لحين انتهاء «النبطشية» فى الثالثة عصرا لتتولى قوة أخرى بنفس التكوين والمهام متابعة الحالة الأمنية داخل الدرك حتى الحادية عشرة مساء.

يقول وائل عطية أمين شرطة من قوة الدرك إن المنطقة المكلف بتأمينها برفقة مجندين اثنين تبدأ بشارع الجبلاية حتى مطلع كوبرى 6 أكتوبر مرورا بشارع محمود مختار من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا، مشيرا إلى أنه أثناء مرورهم بتلك الشوراع يقومون بتمشيط المنطقة بالكامل ورصد الحالة الأمنية بها وتلقى البلاغات من المواطنين.

وحول تسليح قوة الدرك أوضح أنه مسلح بمسدس عيار 9 م للتعامل مع المشتبه بهم والعناصر الإجرامية حال محاولتهم الهرب بالإضافة إلى وجود جهاز لاسلكى لإبلاغ شرطة النجدة بأية بلاغات من المواطنين أو إخطار قوة الدرك التى تليه بهروب المشتبه به لمساعدته فى القبض عليه، بينما يقتصر تسليح عسكرى الدرك على عصا «دونك» حديدية وكلابش لكل واحد منهم.

ويشير عطية إلى انه فى حالة مشاهدة أحد العناصر الإجرامية يحمل سلاحا ناريا يتم التنبيه عليه بالوقوف وإن لم يمتثل للتعليمات واستكمل السير فى محاولة منه للهرب يتم إطلاق عيار نارى فى الهواء لإخافته وحثه على الوقوف فإن استكمل السير يطلق عليه عيار نارى فى القدم اما إذا بادله المتهم بإطلاق النار فيقوم العسكرى هو الآخر بإطلاق النار.

وأضاف يوسف السيد 21 عاما عسكرى درك: «تلقينا تدريبات على كيفية الاشتباك والاقتحام وفض الشغب قبل النزول إلى الشارع». مشيرا إلى أن 120 مجندا من الحاصلين على مؤهلات متوسطة تلقوا تدربيات داخل معسكر الجبل الأحمر بالقاهرة طيلة الشهرين الماضين على طرق الاشتباك والاقتحام وفض التظاهرات وأعمال الشغب.

وأشار السيد إلى أنهم يمشطون الشوارع الرئيسية والفرعية داخل نطاق الدرك لبث الطمأنينة بين قاطنى المنطقة ومنع الجريمة قبل وقوعها.

وعلى مقربة منه يقف عوض حسان عبدالحكيم 22 عاما مجند شعر بحالة من الفرح والسعادة للترحيب الشديد من ساكنى المنطقة لهم فى أول أيام تطبيق تجربة عسكرى الدرك، وقبل ذلك زيارة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لمعسكر الجبل الأحمر الاسبوع الماضى الأمر الذى أعطاهم الثقة قبل نزولهم إلى الشارع. وطالبهم بضرورة الحفاظ على الأمن وحماية المنشآت والممتلكات.

وحول احتمال استهدافهم من قبل جماعات إرهابية قال عبدالحكيم: «مش خايفين ولو موتنا هنكون شهداء»، معربا عن عدم خوفه سواء من الاستهداف من جماعات إرهابية أو التعدى من المسجلين الخطر.

وأكد أنهم تلقوا تدريبات متطورة تجلعهم قادرين على صد أى تعد أو هجوم مسلح.

انقسم أهالى منقطة الزمالك بين مؤيد ومعارض للتجربة فمنهم من يرى أنها فكرة جيدة ستساعد على بث الطمأنينة بين سكان الحى الهادئ والحفاظ على ممتلكاتهم ومحالهم التجارية وآخرين يرون أنها عديمة الجدوى ولن تأتى بجديد خاصة فى ظل الاستنفار الأمنى المعتاد بالمنقطة التى تضم عددا كبيرا من المنشآت والمبانى المهمة.

قال ربيع فرغلى 48 عاما موظف من قاطنى الزمالك: «دلوقتى أقدر أطمن على أولادى لو رجعوا البيت متأخر»، مشيرا إلى أن عودة تطبيق تجربة عسكرى الدرك مرة أخرى فكرة ممتازة ستجنى ثمارها خلال الفترة القليلة القادمة والمتمثلة فى الحفاظ على الأمن بالشارع وحماية المنشآت والمحال التجارية. وأشار فرغلى إلى ضروة أن يكون عسكرى الدرك تلقى تدرييات مكثفة قبل أن يباشر مهام عمله، فضلا عن ضرروة تسليحه بأسلحة حديثة للدفاع عنه نفسه أثناء القبض على العناصر الإجرامية أو مثيرى الشغب وحماية الأهالى. مطالبا وزير الداخلية بسرعة تعميم الفكرة على باقى محافظات الجمهورية، للحد من أعمال البلطجة والعنف المنتشرة بالشارع فى الآونة الأخيرة.

وعلى النقيض يرى أسامة صلاح 40 عاما، صاحب محل أحذية أن تطبيق تجربة عسكرى الدرك بالمنطقة عديمة الجدوى، خاصة فى ظل الاستنفار الأمنى المعتاد بالمنقطة كونها تضم عددا كبيرا من المنشآت المهمة والسفارات قائلا: «الزمالك مؤمنة طوال 24 ساعة مش عسكرى الدرك هو اللى هيحمينا». مشيرا إلى أنه كان يجب على الأجهزة الأمنية البدء فى تطبيقها أولا بالمناطق الشعبية مثل بولاق أبوالعلا والخليفة والسيدة زينب وغيرها من المناطق التى تعانى الأمرين من سطو البلطجية وانتشار المواد المخدرة وعلميات السرقة.

وبحسب اللواء على الدمرداش، مدير أمن القاهرة، فإن نشر دوريات عسكرى الدرك بمنطقة الزمالك سيكون على مدار اليوم للحفاظ على الأمن بالشوارع الرئيسية والفرعية وحماية المنشآت المهمة والحيوية تنفيذا لقرارات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ، مشيرا إلى انه سيتم تعميم انتشار دوريات عسكرى الدرك بجيع أنحاء العاصمة خلال الفترة القادمة وتحديدا بعد نجاحها فى أداء دورها الأمنى المرجو منها.

وأشار مدير أمن القاهرة لـ«الشروق» إلى خضوع عسكرى الدرك لأحدث التدربيات خلال الفترة الماضية داخل معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر، مشددا على أنه يقوم بنفسه بمتابعة التجربة المستحدثة وتقييم بدايتها ومدى ملاءمتها للاحتياجات الأمنية. مناشدًا أهالى الزمالك بمساندة الأمن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك