الطفل الوحيد.. بطل الأسرة الذى يواجه صدمات المجتمع - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطفل الوحيد.. بطل الأسرة الذى يواجه صدمات المجتمع


نشر في: الجمعة 22 يوليه 2016 - 1:59 م | آخر تحديث: الجمعة 22 يوليه 2016 - 1:59 م

ينظر المجتمع للطفل الوحيد نظرة اتهام.. فهو فى نظرهم الطفل الأنانى المدلل الذى يستحوذ على مشاعر ابويه كلية.. ولا يبالون بما يعانيه هذا الطفل من الاحساس بالوحدة وعدم القدرة على مواجهة أحلام الوالدين فيه.

ولكن هل الطفل الوحيد طفل انانى بالضرورة.. غير ناضج اجتماعيا بسبب تدخل الابوين الزائد فى تفاصيل حياته.. هل هو كائن متقوقع على نفسه كما يصفه البعض؟

ربما فى بعض الحالات يكون الامر صحيحا ولكن فى حالات اخرى يكون هذا الطفل ضحية ظروفه..

الطفل الوحيد عادة ما يحاط بالحماية الفائقة والاحساس بالخوف الزائد عليه لأن الاحساس الابوى لا يوزع على غيره بل يكون كل التركيز عليه فقط.. يقول د. فارنيكا مارك استاذ علم نفس الاطفال بفرنسا ان الطفل الوحيد هو بطل اسرته وعندما يكبر قليلا يصطدم بالمجتمع ويعانى من عدم القدرة على مواجهة حياته وحده.. كما ان الحماية الزائدة للأبوين قد تجعله محط سيطرتهما الدائمة والنتيجة اما شخص مهزوز بلا شخصية أو شخص عنيد مغامر.

حياة الطفل الوحيد

الطفل الوحيد عادة ما يحاط بوالديه فى كل امور حياته.. يصطحبانه فى كل التحركات.. متابعة زائدة فى المدرسة.. ملازمة فى النادى واثناء اللعب مع اقرانه.. لا يتحمل الأبوان فكرة احتكاكه بغيره.. يعيش عادة حالة من الملل بسبب افتقاده لإخوة فى سن مقاربة من سنه يتقاسمون معه لعبه وافكاره.. يعانى من الملل والاحساس بالحزن مما يجعله ينضج اسرع من غيره من الاطفال.. يمارس عادة ألعابا عقلية اكثر منها رياضية لاعتماده على ابويه فى معظم الاحيان لمشاركته اللعب.. ينال وحده كل شحنات الحب والقلق والمخاوف والغضب الصادرة من الابوين وعادة ما يكون رد فعله الاكتفاء بنفسه والاحساس بأنه ملك اسرته فينغلق على ذاته ويكتفى بالكبار حوله.. أو التفتح الزائد على المجتمع وزيادة عدد الاصدقاء بصورة مبالغ فيها لتعويض الاحساس بالوحدة.

العلاقة مع الأم

بالرغم من ان علاقة الطفل الوحيد بأبويه تكون اوثق من علاقة الاطفال الآخرين الا ان علاقته بأمه تأخذ طابعا خاصا.. علاقة حصرية لا مثيل لها خاصة اذا كان يعيش مع ام منفصلة عن والده.. فى مثل تلك الحالة تعامل الام ابنها على وجه الخصوص بأنه الحب الاوحد وتقدم له كل ما يتمناه لاعتقادها بأن هذا ما سوف يجعله مرتبطا بها لا يستطيع مفارقة حضنها.. فيبدأ الطفل باحتكار امه لنفسه ولا يسمح لها بأن تكون لها حياة منفصلة عنه. والطفل الذى ينشأ وحيدا فى كنف امه عادة ما يتعرض للفشل فى حياته الزوجية على وجه الخصوص فلن يجد ابدا امرأة تقدم له ما تقدمه امه. اما اذا كانت ابنة فتبدأ فى تقليد امها فى كل امور حياتها وتصبح الام هى مرآتها وتتصرف من وحى رغبات الام وعند البلوغ يحدث التنافس والصراع بينهما لرغبة الابنة فى تأكيد شخصيتها واثبات ذاتها مما يسبب توتر العلاقة بينهما.

مشكلات الطفل الوحيد كيف تتعاملين معها؟

كيف يتعلم المشاركة؟

اذا كان طفلك يذهب للحضانة فسوف يساعد ذلك فى تنمية مهاراته الاجتماعية ولكن عليك مواصلة الأمر بعد عودته إلى البيت.. يجب ان يتعلم الطفل كيف يقدم التنازلات من اجل الآخرين وهو حال الطفل الذى ينشأ بين اخوة اخرين.. فى الحضانة يتقاسم اللعب مع زملائه لإحساسه بأنها لعب مشتركة توفرها الحضانة ولكن فى البيت مملكته الخاصة ولعبه تقتصر ملكيتها عليه وحده لذلك يجب ان يتعلم كيف يتشاركها مع غيره عن طيب خاطر. قبل سن السنتين ونصف لا تنزعجى اذا رفض المشاركة أو اذا وجد صعوبة فى الأمر فهذا وضع طبيعى لوجود غريزة حب التملك الزائدة لدى الصغار فى تلك السن ولكن ما بين سن الثالثة والرابعة يجب ان يتعلم كيفية المشاركة. على الام دعوة الاطفال ممن هم فى مثل سنه سواء من الزملاء أو افراد الاسرة حتى يندمج معهم ويفضل ان يكونوا اصغر سنا قليلا حتى يعتاد تقديم لعبه لهم.

كيف يكون مستقلا؟

بعض الآباء يقومون بالكثير من المهام بدلا من الطفل الوحيد كنوع من التدليل أو الاحساس بالمسئولية الزائدة تجاهه فى اللاشعور مما يضر بشخصيته فى المستقبل. اتركى طفلك يفعل الاشياء البسيطة بنفسه مع تشجيعه على القيام بها وتخلصى من خوفك الزائد عليه حتى لا ينشأ متواكلا عليك فى كل شىء. علميه كيف يرتب لعبه بنفسه ويقوم برص ملابسه فى دولابه مع الحرص على عدم المبالغة فى حمايته فالطفل يحتاج التعرض لبعض المخاطر البسيطة حتى يتعلم كيفية مواجهتها.. لا تتدخلى فى علاقته بأصدقائه حتى يستطيع ان يكون الرجل أو الفتاة التى تحلمين بها فى النهاية.

كيف لا يكون محبطا؟

تجنبى التحفيز الزائد والمبالغ فيه لطفلك الوحيد.. ان يكون لديك طفل واحد فهذا معناه ان يكون لديك وقت كافٍ للاهتمام به دون غيره.. لا تحاولى ان تجعلى منه طفلا مثاليا فى كل شىء.. ينبغى ان يكون متفوقا رياضيا ودراسيا وعلميا حتى تشعرين بالفخر، نعم هذا ما تعتقدين ولكن فى النهاية يجب ان تدركى ان لكل طفل قدراته التى حباه الله بها والتى قد تختلف تماما عن احلامك فيه فلا داعى لاحباطه وزيادة احساسه بأنه يخيب آمالك. ضغطك على طفلك لتحقيق طموحاتك يجعله خجولا قلقا وكثيرا ما يصاب بالاكتئاب.
لا تصرى على ممارسة ابنك لالعاب بعينها اتركيه يختار ما بين اللعب الحر الذى يساعده على تنمية قدراته الخاصة وأن يتعلم كيف يتخذ القرارات بدون ضغط أو الالعاب الجماعية التى تمكنه من مشاركة غيره تحقيق الهدف.

• دليلك لتربية الطفل الوحيد

ــ الانفتاح بالعائلة على الخارج هى النقطة الاهم. لابد من ان توفرى للطفل جوا اجتماعيا سليما مع اقران فى مثل سنه من افراد العائلة أو اصدقاء المدرسة أو النادى.
ــ الاهتمام بإلحاق الطفل بالمعسكرات الصيفية والالعاب الرياضية الجماعية حتى يمكنه الاندماج مع غيره مع مراعاة رغبة الطفل وطبيعته فى المقام الاول. فبعض الاطفال يملن للقراءة والالعاب الذهنية اكثر من الرياضة فلا داعى لإجباره على عكس ذلك.
ــ اسألى نفسك دائما هل تمنحين نفسك وقتا لراحتك وسعادتك؟ لابد ان يكون للأم حياة خاصة ولا داعى للتضحية حتى لا ينشأ الطفل انانيا.
ــ فى حالة الانفصال عن الاب لا تنكرى دوره لمشاركتك فى تربية الابن أو البنت فلا داعى لأن يشعر الابناء بأنهم حالات خاصة أو احتكار الام له.
ــ مشاركة الاجداد فى التربية لا ضرر منها بشرط عدم تدخلهم فى التربية أو كسر النظام الذى تضعينه فى تعاملك مع طفلك الوحيد.
ــ اذا سألك طفلك لماذا هو وحيد فيجب ان تكونى مستعدة للإجابة بصورة تسمح لعقله باستيعاب الامر. لا تقولى له لأنى اريد ان يكون حبى لك وحدك أو لأنى لا استطيع ان ادبر امورى المادية لطفلين حتى لا يشعر بأنه عبء عليك.
ــ وضع الحدود الحازمة حتى يشعر بالامان والنظام.. وحتى يدرك المنتظر منه بوضوح. تحديد المطلوب ووضع القواعد تجعل الطفل يتخلص من انانيته ويكون اكثر التزاما بالقواعد.
ــ لا تشعرى بالذنب تجاهه لعدم تمكنك أو رغبتك فى انجاب اخ أو اخت له حتى لا يؤثر ذلك على علاقتك به وحتى لا يشعر بأنك السبب فى وحدته.
ــ لا تلبى كل رغباته حتى لا يصبح انانيا وحتى يتعلم قيمة الحصول على ما يريد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك