ساد اليوم الأحد هدوء حذر العاصمة اليمنية  عقب توقيع اتفاق «أمر واقع» لحل الأزمة بين الرئاسة وجماعة «أنصار الله»،  المعروفة بـ«الحوثيين»، الذين عززوا مواقعهم فى صنعاء، فيما دعا حزب  الإصلاح (إخوان مسلمون) أنصاره إلى «التزام المنازل.. وعدم الانجرار إلى  الصراع المذهبى».
وذكرت قناة «سكاى نيوز عربية» أن أمين عام  العاصمة صنعاء عبد القادر على هلال، قدم استقالته، بقوله: «أقدم استقالتى  من منصبى كأمين للعاصمة، وأرسلت الاستقالة رسميًا إلى رئيس الجمهورية،  فضميرى والقيم التى تربيت عليها لا تسمح لى الاستمرارية بتولى منصب لا أملك  فيه القرار والصلاحية». ورفضت جماعة الحوثى، مساء أمس الأحد، التوقيع على  ملحق أمنى لاتفاق حل الأزمة، ينص فى أحد بنوده على انسحاب المسلحين  الحوثيين من صنعاء.
وأفادت القناة، بأن اللواء بالجيش على محسن  الأحمر، المقرب من حزب الإصلاح، والذى دعم الثورة الشعبية التى أطاحت  بالرئيس السابق على عبد الله صالح، غادر عدن، ثانى كبرى مدن البلاد،  متوجهًا إلى جيبوتى، دون تفاصيل إضافية.
فيما ذكر موقع «روسيا اليوم» الإخباري، أن  الشرطة العسكرية بدأت فى تسلم «كل» المقار الحكومية التى كان يسيطر عليها  الحوثيون منذ أمس. ونقل الموقع الحكومى الروسى عن بيان عسكرى يمنى قوله، إن  هذا الإجراء جاء بناء على طلب جماعة الحوثى، وبما يكفل الحفاظ على كل  محتويات تلك المبانى، وضمان عدم تعرضها للعبث أو التلف أو النهب، مشيرًا  إلى إشراف وزير الدفاع محمد ناصر أحمد على هذه العملية.
وكان الحوثيون، وفيما يشبه الاجتياح  الإعصارى، سيطروا، مساء الأحد، على مبانى وزارة الدفاع ومجلس الوزراء  والإذاعة والتليفزيون والبنك المركزى ومقر القناتين السادسة والرابعة فى  العاصمة، وعدة مبانٍ حكومية أخرى، عقب اشتباكات مع قوات الجيش ومسلحين  قبليين (إسلاميين) موالين لها.
ورغم توقيع الاتفاق ومن أبرز بنوده تشكيل  حكومة جديدة، عزز الحوثيون قواتهم فى العاصمة، بحسب موقع قناة «العربية».  وأفادت وكالة الأناضول التركية، باستمرار نقاط التفتيش التابعة للحوثيين فى  عدة أحياء من صنعاء، لا سيما الشمالية منها، فى ظل غياب كامل لقوات الجيش  والشرطة.
وفى تطور سياسى، ربما يكشف عن تداعيات  مقبلة، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد الشامى، فى رسالة  نشرها الموقع الرسمى للحزب، إن اليمن تمر فى «لحظة فارقة»، داعيًا أنصار  الحزب إلى «التجمل بالصبر والحلم والتزام المنازل، وعدم الانجرار لأى دعوات  للعنف والانتقام».
ومضى الشامى قائلا: «عودوا إلى ميادين  التربية والتوجيه والعطاء، أعطوا أنفسكم فسحة من الوقت للمراجعة والبناء  الداخلي». وفى صنعاء، برز إعلان صادر عن وزير الداخلية، عبده حسين الترب،  وجه عبره الدعوة إلى كافة منتسبى الوزارة فى أمانة العاصمة بعدم الاحتكاك  مع الحوثيين أو الدخول معهم فى أى نوع من أنواع الخلافات، والتعاون معهم فى  توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة  المنشآت الحكومية، واعتبارهم «أصدقاء للشرطة».