قريبًا جدًا من موقع الانفجار.. البارود والدم يطاردان تلاميذ مدرسة «أبو الفرج» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قريبًا جدًا من موقع الانفجار.. البارود والدم يطاردان تلاميذ مدرسة «أبو الفرج»

تجمع المواطنين أمام آثار التفجير بمنطقة بولاق أبوالعلا- أرشيفية
تجمع المواطنين أمام آثار التفجير بمنطقة بولاق أبوالعلا- أرشيفية
أحمد عبد الحليم
نشر في: الإثنين 22 سبتمبر 2014 - 2:28 م | آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2014 - 2:28 م

كل شيء بدا هادئًا في شارع 26 يوليو، بعد يوم من تفجير مقر قوات الأمن أمام الباب الخلفي لوزارة الخارجية، بعد نقل أصحاب الفرشات والنصبات إلى موقف الترجمان، ما أعاد بعضًا من الهدوء المفقود إلى الشارع الحيوي المار خلف مبنى وزارة الخارجية، والذي تصب فيه نزلة كوبري 15 مايو.

حتى العاشرة والنصف صباح أمس، كانت الأمور تجري في مسارها المعتاد، في مدرسة أبو الفرج الابتدائية جلس التلاميذ يتلقون أول دروسهم في أول أيام العام الدراسي الجديد، بعدما ودعهم آباءهم بدعوات التوفيق والنجاح.

بحسب روايات شهود العيان، بدد صوت الانفجار المدوي هدوء الشارع، مطيحًا بأربعة مصابين من قوة تأمين الوزارة توفوا فيما بعد.

وأفاد شهود العيان بأن عبوة ناسفة وضعت أسفل الشجرة، بالقرب من مكان تمركز قوة تأمين البوابة الخلفية لوزارة الخارجية.

بمجرد عودة الآباء والأمهات إلى منازلهم بعد توصيل أبنائهم إلى المدرسة، عادوا إلى المدرسة مرة أخرى لاصطحاب أبنائهم إلى منازلهم، فصوت التفجير وشدته، أقلقا الأهالي على حياة أطفالهم، خاصة أن الشارع بالكاد عرف الهدوء بعد نقل الباعة الجائلين إلى "الترجمان".

محمد سليمان، محاسب، قال لـ"الشروق" ممسكًا بأبنائه الاثنين في يديه، إن أبناءه لن يعودوا إلى المدرسة مرة أخرى حاليًا، لاعنًا الإرهاب والإرهابيين الذين تسببوا في إزهاق أرواح أبرياء، وتخويف مئات التلاميذ ساقهم حظهم العاثر إلى أن يكونوا تلاميذ في مدرسة بجوار وزارة الخارجية، واصفًا نظرات الرعب والخوف على وجوه طفليه الذين عجزت سنواتهم القليلة عن التعبير عما يعتريهم من خوف وقلق، ارتسم على ملامحهم، فيما لا يدركون طبيعة ما يجري حولهم، غير أن منظر الدم والجثث وسيارات الإسعاف كان كفيلاً لأن يدركوا أن شيئًا مهولاً حدث في ذات المكان الذي مروا منه في طريقهم للمدرسة قبل لحظات، وأن الشارع الذي كان آمنًا لم يعد كذلك على الأقل، في الوقت الحالي.

عاد تلاميذ المدرسة إلى بيوتهم، وذكريات أول أيام الدراسة محملة برائحة البارود والدم، ومشاهد الجثث وأصوات سارينات الإسعاف تدوي في آذانهم، في مشاهد لن ينسوها ما داموا أحياء.

وعلى سياق آخر، تكشف المعاينة الأولية لمكان الانفجار وفق ما شاهدته "الشروق" وجمعته من روايات شهود العيان، أن العبوة المنفجرة، زرعت أسفل شجرة أمام البوابة الخلفية لوزارة الخارجية، بالقرب من مكان جلوس تشكيلات الأمن المركزي، المتواجدة بالشارع منذ نقل الباعة الجائلين إلى موقف الترجمان.

شدة الإنفجار أطاحت بالشجرة، وقسمتها نصفين، فيما تسببت قوة الإنفجارات في تهشيم زجاج عدد من السيارات في محيط المكان، فيما عشرات السيارات المهشمة والمتأثرة من الإنفجار متراصة في شارع جانبي بجوار مسجد أبو العلا، ولم نحصل على إجابة شافية من شهود العيان حول سؤالنا هل نقلت هذه السيارات من مكان التفجير .!؟ أم أن قوة التفجير وصلت إلى عشرات الأمتار بعيدا عنه .!؟

وبرغم تضارب الإجابات تبقى الحقيقة واضحة أن عشرات السيارات المتضررة من التفجير يندب أصحابها حظهم العاثر الذي قادهم إلى المرور من هذا المكان، أو الركنة فيه إنتظارا لقضاء مصالحهم. لم يلحظ شهود العيان وهم من أصحاب المحلات والورش الموجودة بالشارع أي مظاهر غير طبيعية قبل الإنفجار الذي وقع بين العاشرة والثلث والعاشرة والنصف صباح أمس، غير أنهم يؤكدون أن التفجير استهدف تجمع الشرطة تحديدا، لأن هذا المكان هو المكان المعتاد لجلوسهم، وأن واضعها لو أراد إيقاع أكبر عدد من الضحايا كان وضعها في مكان آخر، أقربهم المدرسة الابتدائية على بعد أمتار قليلة من مكان التفجير.

وصلت سيارات الإسعاف متأخرة بعد أكثر من ساعة، بحسب روايات شهود العيان، الذين نقل أحدهم مشهدا عن أحد ضباط الشرطة الذي ظل يصرخ في الهاتف المحمول الخاص به طالبا الإسعاف لنقل زملاءه المصابين، قبل أن يكيل السباب والشتائم لمن هو على الطرف الآخر من الهاتف بعد وفاة أحد المصابين، فيما تولى الأهالي نقل باقي المصابين بسياراتهم المدنية إلى المستشفيات.

غص المكان بالقيادات الأمنية بزيها الميري وأضعافهم مرتدين الملابس المدنية، فيما انتشرت في محيط المكان سيارات كشف المفرقعات، وخبراء وفنيين المفرقعات والكلاب البوليسية لتمشيط المنطقة ومحيطها والشوارع المحيطة بها، فيما تواجدت مدرعة تابعة للقوات المسلحة أمام باب الوزارة، والعديد من سيارات الإطفاء والإسعاف والمسئولين عنها.

بمجرد حضور محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد، التف حوله المواطنين طالبين منه نقل رغباتهم إلى الحكومة بضرورة الضرب بيد من حديد على الإرهاب ومموليه وداعميه، فيما تطوعت سيدة من الواقفين حوله بإخباره بوجود مدرسين ومدرسات ينتمون لـ"الإخوان" في المدرسة التي تعمل بها والتابعة للإدارة التعليمية بغرب القاهرة، قبل أن يتطوع مواطن آخر موجود بجوارها بأخذ أسمائهم منها، متعهدا بتوصيلها للقيادات الأمنية الموجودة في المكان. بشاعة المنظر تبدوا حاضرة في روايات شهود العيان، فمن حضروا أولا إلى مكان الإنفجار تحدثوا لـ"الشروق" عن أصابع مبتورة وأيادٍ مقطوعة، وأشلاء متناثرة في محيط الإنفجار، مشيرين إلى أن العدد الأولي هو استشهاد اثنين من قوات الأمن، وإصابة ستة آخرين.

بعد قليل تجمع عشرات من المواطنين أمام المدرسة الابتدائية، هاتفين "الشعب يريد إعدام الإخوان" و"جيش شرطة شعب إيد واحدة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك