أبدى مجلس الأمن الدولى، أمس، معارضته للاستفتاء على انفصلال إقليم كردستان عن العراق، المقرر تنظيمه الإثنين المقبل، محذرًا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار ومجددًا تمسكه بـ«سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه».
وفى بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 أعرب مجلس الأمن عن «قلقه إزاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التى قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل».
وأضاف البيان الذى تجنب ذكر كلمة الاستقلال، أن «الاستفتاء الذى يعتزم الأكراد تنظيمه الإثنين المقبل، مقرر فى وقت لا تزال فيه جارية العمليات ضد تنظيم «داعش» الإرهابى، والتى تؤدى القوات الكردية فيها دورا رئيسيا».
وحذر مجلس الأمن من أن إجراء الاستفتاء يهدد بـ«إعاقة الجهود الرامية لضمان عودة طوعية وآمنة لأكثر من ثلاثة ملايين نازح ولاجئ إلى ديارهم».
وشدد البيان على أن «أعضاء المجلس يعبرون عن تمسكهم المستمر بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه»، و«يدعون إلى حل أى مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان فى إطار الدستور العراقى عبر حوار منظم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولى».
داخليا، أعلن تحالف القوى الوطنية (الممثل الرئيس للقوى السنية بالبرلمان العراقى)، اليوم، رفضه لمبادرة الرئيس العراقى فؤاد معصوم لاحتواء أزمة استفتاء الاقليم الكردى.
وتقترح مبادرة معصوم عدم إجراء الاستفتاء مقابل البدء بمفاوضات بين بغداد وأربيل دون شروط مسبقة، وحل الملفات العالقة خلال 3 سنوات، وفى حال فشل المفاوضات يستأنف الإقليم، المتمتع بحكم ذاتى منذ عام 1991، قضية الاستفتاء.
وقال التحالف فى بيان له إن «مبادرة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم للتوسط بحل ازمة الاستفتاء مخالفة لاحكام الدستور الضامن لوحدة ارض العراق».
ويعارض الاستفتاء عدة دول فى المنطقة وعلى المستوى الدولى، وكان وزراء خارجية كل من العراق وإيران وتركيا الذين عارضوا الاستفتاء، اتفقوا على دراسة إجراءات ضد الإقليم فى حال استمر قدما فى الاستفتاء على الاستقلال، بعد اجتماعهم على هامش أعمال الجمعية العمومية فى نيويورك.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا طالبت فيه الأطراف العراقية بالدخول فى حوار لتحقيق مصالح الشعب بكل مكوناته.
وطالب بيان الخارجية السعودية الأطراف العراقية بالعودة للاتفاقيات الموقعة وأحكام الدستور العراقى، مضيفًا أن عدم إجراء استفتاء كردستان سيجنب العراق والمنطقة العديد من المخاطر، موضحا أن «المملكة تتطلع لحكمة الرئيس بارزانى بعدم إجراء استفتاء انفصال كردستان».