محمد سعيد.. عندما يرسم الصمت البسمة على وجوه الناس - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد سعيد.. عندما يرسم الصمت البسمة على وجوه الناس

كتبت ــ آية إبراهيم:
نشر في: الأحد 22 أكتوبر 2017 - 9:47 م | آخر تحديث: الأحد 22 أكتوبر 2017 - 9:47 م

حالة من الصمت والتركيز تنتابك عند مشاهدة ما يعرف بـ«عروض البانتومايم»، تجعلك تستعمل الخيال لتصل إلى المعنى المقصود من ذلك التمثيل الإيحائى الذى يقوم به ممثل البانتومايم ويده خاوية من الأدوات، فيستطيع أن يصنع معك بخيالك العالم الخاص به يجسد معك الأشياء.

«البانتومايم» كلمة إنجليزية من أصل يونانى تعنى التقليد المبهر، ذلك الفن الذى بدأت أصوله مع الإنسان البدائى الذى لم يكن لديه لغة يتحدث بها لذلك كان يجسد أفعاله بالإيماء، ومن هنا تطورت فكرته التى تمثلت فى البداية فى مهنة البلياتشو الذى كان يقوم بتمثيل المعركة فى قصر الملك، ليصبح بعد ذلك فنا من فنون الشارع، وبالرغم من أن هذا الفن كان متعارفا عليه بشكل كبير فى الماضى إلا أنه كاد أن ينقرض.

محمد سعيد، (24 سنة)، خريج كلية الآداب بجامعة حلوان بدأ أولى خطواته فى فن التمثيل كممثل مسرحى ناجح فى الجامعة حصل على جوائز عديدة، ثم قرر بعد ذلك الخروج عن المألوف من الفنون فوضع موهبته فى فن المايم ليصبح مدرب بانتومايم وصاحب أول عرض بانتومايم مائى فى العالم، حيث قدم عرضا تحت الماء لمدة قصيرة استطاع به أن يكون صاحب ريادة فى ذلك الفن.

بدون مقابل كان ينزل الشارع بالملابس الكلاسيكية الخاصة بذلك الفن ليرسم البسمة على وجوه الناس فى الشارع وفى عربات المترو، ويقول محمد سعيد «الابتسامة إلى كنت بشوفها على وشوش الناس كانت هى هدفى وسعادتى وإحساسى بالنجاح»، مضيفا أن أحد المارة أطلق عليه لقب صانع السعادة وبذلك اشتهر بهذا اللقب.

ويضيف محمد سعيد أن فن البانتومايم ليس له جمهور محدد فهو لغة بشرية عامة يستطيع أى شخص فى أى مكان أن يفهمها من خلال الإيماءات التى تستخدم فى العروض، كما أنه يمكن أن يقدم رسالة، موضحا أنه قدم عرضا دراميا باسم «عروسة خشب» كانت رسالته هى العلاقات الإنسانية والتحكم فيها.

ويحكى صانع السعادة لـ«الشروق» عن أغرب ردود أفعال على عروضه فى الشارع فيقول «مرة واحدة ست قالتلى انت اللى بوظت البلد، وفى مرة واحد قالى الله يسهلك»، مضيفا «الناس معندهاش ثقافة فن الشارع عشان كدة بيتعاملوا مع أى حد بيقدم فن فى الشارع انه بيشحت».

لم يسلم صانع السعادة من ملاحقات أفراد الأمن فى الشارع لكون هذا الفن غير متعارف عليه، وبسبب ظروف البلد الأمنية تم منعه من تلك العروض التى كان يقدمها لكل من لا يملك أن يدفع ثمن تذكرة مسرح، اكتفى بعد ذلك بتقديم عروضه فى أماكن معينة مثل مسرح ساقية الصاوى وغيرها من المسارح الخاصة.

لا يخلو عقل سعيد من الأحلام والتى ترتبط بالفن الذى يقدمه، فيقول أتمنى أن تعود السينما الصامتة من جديد وأن يعترف بممثلى المايم أو ينضموا إلى إحدى النقابات التى تهتم بالفنون، مضيفا نفسى أقدم عرضا فى فرنسا لأن هى أكثر دولة الناس فيها تهتم بفن الشارع.

وبالرغم من شعور صانع السعادة بالإحباط أحيانا بسبب تلك المعوقات التى تجعله لا يستطيع تحقيق ما يتمنى من تطوير وشهرة لفن البانتومايم إلا أنه يتجاهل ذلك الشعور من أجل حبه الشديد لإسعاد الناس وارتباطه بذلك الفن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك