كانت البداية مبشرة، وعلى الرغم من تكرار التفتيش أكثر من مرة حتى تصل لمدخل القاعة، فإن أحدا لم يتضرر بسبب حسن المعاملة من الشباب المنظم، سبق ذلك تحديد بوابات مختلفة للدخول مرتبطة بالمكان الذى يجلس فيه الضيف، فذهب الجميع للكراسى المخصصة لهم بنظام شديد ومحكم، لم يترك مجالا للتنافس على الأماكن الأكثر تميزا.

لحظة دخول القاعة تم التنبيه على الضيوف الذين التزموا بالموعد المحدد على بطاقة الدعوة ــ السابعة مساء ــ أن الاستراحة ستكون فى التاسع والنصف تقريبا، وأنه لن يسمح لمن يدخل القاعة بالخروج إلا فى هذا الموعد، لكن الانتظار طال كثيرا، ليس للاستراحة ولكن للحفل نفسه الذى تأخر ثلاث ساعات كاملة وبدأ فى العاشرة مساء بالسلام الوطنى، دون تقديم أى اعتذار ولا توضيح لأسباب التأخير من القائمين على المهرجان، ويبدو أن ضعف الإقبال كان السبب الرئيسى، حيث إن القاعة لم تكتمل، وبدت كراسى كثيرة خاوية من أصحابها لحظة الوقوف للسلام الوطنى.

وربما يكون المبرر لتأخير الضيوف عن الموعد المحدد، مكان الحفل نفسه الذى يقع فى منطقة التجمع الخامس، ويبعد عن وسط القاهرة بمسافة كبيرة، كما أنه ليس معروفا لدى الجميع، كما أن حالة الطقس غير المستقرة نهارا، دفعت البعض للتراجع عن الذهاب للحفل خوفا من هطول الأمطار.

حيرة شديدة انتابت الحضور من ترتيب الصعود على خشبة المسرح، حيث كانت البداية لمقدم الحفل الفنان الشاب آسر ياسين، الذى دعا على غير العادة الرئيسة الشرفية للمهرجان الفنانة يسرا وليس الدكتورة ماجدة واصف الرئيسة الفعلية، تبع ذلك صعود الفنان حسين فهمى رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية والذى قدم بدوره لجنة التحكيم كاملة وكانت فى استقبالهم الفنانة يسرا، وعلى استحياء تم استدعاء الدكتورة ماجدة واصف مع وزير الثقافة حلمى النمنم ليعلن افتتاح الدورة الـ39 ليس بصفته ممثلا للجهة التى تقيم المهرجان ولكن نائبا عن رئيس الوزراء فى سابقة هى الأولى، ولم يتوقف الحضور عند هذه اللقطة فقط، وإنما تعجبوا أيضا بسبب عدم جلوس وزير الثقافة ورئيس المهرجان ومديره الفنى يوسف شريف رزق الله فى الصف الأول.

عزف أهم مقطوعات الأفلام المصرية والعالمية «لايف» بأوركسترا يقودها الفنان نادر حمدى ــ ترك أثرا طيبا لدى الحضور، وكاد المشهد يكتمل بصعود الفنانة السورية أصالة مؤدية أغنية «الفن» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ولكن أفسدته مشكلة الصوت، التى كانت سببا أيضا فى إلغاء عرض فيلم الافتتاح، بالإضافة إلى نسيان المطربة لكلمات الأغنية، وهو ما ترتب عليه انسحابها من المسرح بطريقة مفاجئة، دون أن تقدم التحية للجمهور.

الحضور الملحوظ لنجوم الفن من الأعمار المختلفة كان لافتا للجميع، ومن النقاط المضيئة فى افتتاح الدورة 39، التى استعدت لاستقبالهم بسجادة حمراء وديكورات تليق بهم وبتاريخ وعراقة المهرجان، وتشجعم على دعم «القاهرة السينمائى» بالحرص على التواجد فى دوراته المقبلة، خاصة من فئة الشباب الذى يضيف حضورهم للمهرجان نجاحا وتألقا.

وكان من أبرز الحضور، أحمد حلمى ومنى زكى، وأحمد عز، وريهام عبدالغفور، ودنيا سمير غانم، وحسن الرداد، وعمرو يوسف، وكنده علوش، وسلاف فواخرجى، ونجلاء بدر، وطارق لطفى، وإياد نصار، ونبيلة عبيد، وليلى علوى، ولبلبة، ومصطفى فهمى، عزت أبو عوف، وهانى رمزى وشريف منير وروجينا ود أشرف ذكى، وغادة عادل، وإنجى المقدم، وهنا شيحة.

كان الجزء الخاص بالتكريمات هو الأكثر تأثيرا خلال الحفل، حيث شهدت كلمات المكرمين الثلاثة سمير غانم وهند صبرى وماجد الكدوانى تفاعلا كبيرا من الحضور، وصل ذروته مع غانم الذى وقف الجميع احتراما وتقديرا لمشوراه الفنى الكبير، خاصة مع تأكيده أنه انتظر هذا التكريم من مهرجان القاهرة طوال حياته، لتخطف الكاميرات دموع زوجته الفنانة دلال عبدالعزيز تأثرا بكلامه، فيما كانت كلمة الكدوانى الأكثر تأثيرا، فى المقابل لم يشهد تكريم الضيفة الأجنبية إليزابيث هيرلى اهتماما كبيرا.

اختتم مشهد حفل الافتتاح بنهاية حزينة، حيث غادر منظمو المهرجان وضيوفه القاعة فى الاستراحة التى تفصل الحفل عن فيلم الافتتاح «الجبل بيننا»، ليكتشف المخرج هانى أبو أسعد أن عدد الحضور لا يتجاوز 20 شخصا، بالإضافة إلى مشكلات فى الصوت والصورة دفعته لاتخاذ قرار بإيقاف العرض، مقدما اعتذاره لمن احترم الفيلم وانتظره، وطلب منهم أن يشاهدوه فى عرضه الثانى.