فيما رحبت برلين وواشنطن بفوز الباجي قائد السبسي في الانتخابات التونسية، قال الاتحاد الأوروبي إن هذه الانتخابات "سطرت صفحة تاريخية في الانتقال الديمقراطي" بتونس. والمرزوقي يعترف بالهزيمة ويحض أنصاره على نبذ العنف.
رحب الاتحاد الأوروبي الاثنين بفوز الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية التونسية. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني في بيان صدر الاثنين ( 22 كانون الأول/ ديسمبر 2014) إن "الاتحاد الأوروبي مصمم على العمل مع السلطات التونسية الجديدة وكل مكونات المجتمع للمساهمة في تعزيز المكتسبات الديمقراطية التي نص عليها الدستور الجديد (كانون الثاني/يناير 2014) وكذلك لمرافقة تطبيق الإصلاحات الضرورية للانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل أبناء تونس".
من جانبه، هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس التونسي المنتخب، مشيدا بالانتخابات الرئاسية بوصفها "خطوة هامة صوب استكمال انتقال تونس إلى الديمقراطية".
كما هنأ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الرئيس التونسي السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأحد وأعلنت نتائجها اليوم. ورأى شتاينماير أن تونس حققت الكثير منذ الثورة التي حدثت مطلع عام 2011 وأنها اعتمدت لنفسها دستورا ديمقراطيا حديثا وانتخبت برلمانا ورئيسا جديدا. كما رأى وزير الخارجية الألماني العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي أن القوى السياسية المسئولة في تونس أظهرت نضجا سياسيا كبيرا ووضعت مصلحة البلاد وسكانها فوق المصالح الحزبية. وأكد شتاينماير في بيان للخارجية الألمانية مساء اليوم الاثنين أن تونس أتمت بهذه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مبدئيا مرحلة الانتقال للديمقراطية.
وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى اتصالا هاتفيا بالسبسى، ووجه له التهنئة على انتخابه رئيساً للجمهورية التونسية. وأكد السيسي على وقوف مصر إلى جانب تونس، مشيراً إلى أن "تصويت الناخبين يعكس الثقة التي يتمتع بها السبسى، وكذلك ثقتهم في قيادته الناجحة لتونس خلال المرحلة القادمة.
المرزوقي يدعو أنصاره لنبذ العنف
وفي أول اعتراف بنتيجة الانتخابات قال عدنان منصر مدير حملة المرزوقي على صفحته على فيسبوك "الدكتور منصف المرزوقي هنأ الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية". وطلب الرئيس المنتهية ولايته من أنصاره الكف عن التحريض ونبذ العنف مع اندلاع احتجاجات في مناطق جنوب البلاد عقب الإعلان عن فوز السبسي بالمنصب الرئاسي اليوم.
وقال المرزوقي على صفحته الرسمية "أتابع بانشغال بعض التحركات غير السلمية هنا وهناك في علاقة بنتائج بالانتخابات وأدعو الجميع إلى الكف عن أي أشكال التحريض والتشنيج خاصة في هذا الظرف الحساس". وأشار المرزوقي إلى أن نجاح الانتخابات وإتمام المرحلة الانتقالية في حد ذاته مكسب كبير لكل التونسيين مهما اختلفت الخيارات والتوجهات. وأوضح "يجب علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد عن أي حسابات أخرى".
كانت الاحتجاجات اندلعت في مدينة الحامة التابعة لولاية قابس جنوب تونس منذ مساء الأحد مع ظهور تقديرات استطلاعات الرأي التي أكدت فوز السبسي عقب غلق مكاتب الاقتراع. ونق عنشهود عيان قيام محتجين غاضبين من فوز السبسي بإحراق مقر حزب "نداء تونس" الذي يتزعمه السبسي في مدينة تطاوين بجنوب البلاد.
فيما علق السبسي قائلا إن "مستقبل تونس هو للتوافق وأن تونس تحتاج لكل أبنائها وبناتها دون إقصاء أو تمييز." يذكر أن نتيجة الانتخابات جعلت من السبسي أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس.