افتتاح المسرح القومى مبهر أم متواضع؟ - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

افتتاح المسرح القومى مبهر أم متواضع؟

صورة جماعية للفنانين مع رئيس الوزراء ووزير الثقافة - تصوير: إبراهيم عزت
صورة جماعية للفنانين مع رئيس الوزراء ووزير الثقافة - تصوير: إبراهيم عزت
كتب ــ أحمد السنهورى:
نشر في: الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 2:32 م | آخر تحديث: الإثنين 22 ديسمبر 2014 - 2:40 م

أنقسام بين رواد حفل الافتتاح

الاستبداد السياسى والتطرف الدينى أعداء للإبداع المسرحى

محلب يدعو الفنانين لاستمرار العطاء ويوقع أول طابع تذكارى لبداية العمل بالمسرح

وأخيرا.. أسدل الستار عن المسرح القومى بعد سنوات من الانتظار والترقب والحزن والوعود وتعاقب المسئولين ووزراء الثقافة والأنظمة الحاكمة. افتتح المسرح القومى مساء أمس الأول فى احتفالية وصفها البعض بالمبهرة والراقية لما تضمنته من تنظيم عالى المستوى، بينما أكد البعض الآخر أنها متواضعة لا ترقى لمستوى ومكانة وعراقة المكان فى الوقت الذى كانوا ينتظرون فيه المزيد من الإبهار.

استطاع المهندسون المختصون فى ترميم الأجزاء التاريخية بالمسرح أن يعيدوا له طابعه القديم بما يحتويه من نقوشات إسلامية رائعة بدت وكأنها لم تتغير منذ إنشاء المسرح خاصة حوائط وجدران القاعة الرئيسية فضلا عن نجفة القاعة الرئيسية التى أثارت إبهار الحضور لما تحويه من كريستالات قيمة بلغت نحو 80 ألف كريستالة، غير أن المبنى الإدارى المواجه للبوابة الرئيسية أثار استياء بعض الحضور بسبب كسائه بالزجاج العاكس مما دفعهم لتشبيهه بالقرية الذكية.

قبل بداية الحفل وقف الفنان فتوح أحمد أمام بوابة المسرح الرئيسية لاستقبال ضيوف الحفل من الفنانين والمكرمين بينما حرصت الفنانة الشابة لقاء سويدان على استقبالهم داخل القاعة الرئيسية ابتداء من البوابة الخلفية وحتى الكرسى المخصص لكل فنان، وكانت فرقة الطبل البلدى والمزمار فى استقبال الحضور فى حديقة المسرح حتى الوصول إلى المبنى الرئيسى لتستقبلهم فرقة العزف المنفرد للمايسترو صلاح غباشى.

بمجرد وصول المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ووزير الثقافة د. جابر عصفور إلى مقر المسرح قاما بجولة تفقدية لجنباته شملت المبنى الإدارى والمتحف الذى يحتوى على مقتنيات المسرح ونجوم الزمن الجميل التى نجت من التهام النيران أثناء الحريق منهم الفنانون «إسماعيل ياسين وعلى الكسار وزكى طليمات ويوسف وهبى وعبدالمنعم إبراهيم وكرم مطاوع وغيرهم». وما أن استقر محلب وعصفور داخل الصالة الرئيسية للمسرح حتى عزف السلام الجمهورى ثم عرض فيلما وثائقيا أعده المركز القومى للسينما يتحدث عن تاريخ المسرح منذ تأسيسه فى عهد الخديوى إسماعيل وحتى إعادة تطويره على يد الزعيم طلعت حرب وتأسيس فرقة أولاد عكاشة ثم فرقة سلامة حجازى وحتى حريقه المأساوى عام 2008 وإنطفاء أنواره على مدى 6 سنوات كاملة.

أكد د. جابر عصفور فى حديثه للحضور على أهمية المسرح القومى باعتباره منارة الفن الأولى وإشعاع الحضارة والثقافة المصرية على مر العصور وقال: كان لاهتمام الحكومة الحالية بضرورة الإسراع فى افتتاح ذلك المنبر الثقافى المهم فضلا كبيرا فيما أحدثه المسئولون من إنجازات فى وقت قياسى تسبب فى أن يفتتح القومى نهاية 2014 وهو العام الذى تولى فيه المشير عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر. وأضاف: هذا المشروع لا يقل أهمية عن مشروع حفر قناة السويس الجديدة التى تنفذ أيضا فى وقت قياسى بأموال وبأياد مصرية خالصة مشيرا إلى أن اهتمام الدولة بالثقافة فى الوقت الراهن دفع رئيس الوزراء لمضاعفة ميزانية وزارة الثقافة فى العام المالى القادم حتى نتمكن كمصريين من ان نعود إلى صدارة المشهد الثقافى والفنى كما كنا على مر العصور وحتى يتسنى للشباب أن يبرزوا طاقاتهم الفنية والثقافية من خلال تلك القنوات والمسارح والمؤسسات.

وأشار عصفور إلى أن للمسرح عدوين رئيسيان هما الاستبداد السياسى والتطرف الدينى مؤكدا أن الشعب المصرى الأصيل استطاع أن يتخلص من العدو الأول عقب ثورة 25 يناير ومن العدو الثانى عقب ثورة 30 يونيو بينما يبقى التحدى قائما حتى يستطيع المسرح أن يسترد كامل إرادته وحريته اللامتناهية لأن المسرح بطبيعته يدعو للحوار بين كل الأطراف واحترام الرأى الآخر وهو ينضم لكتيبة المحاربين ضد الإرهاب باعتباره شعلة للتنوير. ثم شكر القوات المسلحة على دورها فى حماية مصر من الإرهاب واختتم حديثه بـ«تحيا مصر».

«بسم الله نفتتح المسرح القومى» قالها المهندس إبراهيم محلب قبل تكريمه لرموز المسرح العريق وبعد أن طالب وزير الثقافة بشكر المهندسين المشرفين على المشروع والعمال مما دفع عصفور لمداعبته قائلا «طبعا مهتم بالمهندسين عشان إنت مهندس». ثم قام محلب بتسليم دروع المسرح القومى للمكرمين أشرف عبدالغفور وحسن يوسف وحسين فهمى ورشوان توفيق وسميحة أيوب وسمير العصفورى وسميرة عبدالعزيز وسهير المرشدى وعايدة عبدالعزيز وعبدالرحمن أبو زهرة وعزت العلايلى وفردوس عبدالحميد ومحسنة توفيق ومحمد وفيق ومحمود الحدينى ومحمود ياسين ونبيل الحلفاوى ونور الشريف ويحيى الفخرانى. ثم طبع المهندس محلب طابعا تذكاريا إعلانا بانطلاق أول أيام العمل الرسمى بالمسرح القومى. وقال كلمة قصيرة أكد فيها على ضرورة الإهتمام بالفن باعتباره القوة الناعمة التى تؤثر فى نهضة ونمو المجتمعات من خلال رسائله السامية موجها التحية للحضور ومطالبا إياهم بالإستمرار فى مسيرة العطاء التى أثروا مصر بها على أن يساعدوا الأجيال الصاعدة فى تسلم الراية ومواصلة المشوار.

عرض «وبحلم يا مصر» تأليف نعمان عاشور وبطولة على الحجار ومروة ناجى وإخراج عصام السيد لم يكن جاهزا للعرض بينما دعا عصفور الجميع لحضور افتتاحه 28 القادم كأول عرض يقدم على خشبة القومى بعد تجديده.

المكرمون فى لحظة العمر

يحيى الفخرانى: سعيد بالتكريم وبعودة «أبوالمسارح».. وأنتظر الوقوف على خشبته

رجاء حسين: قضيت به أجمل سنوات عمرى

محمود ياسين: أعاد لنا ذكريات أيام طويلة طالما قضيناها فى أروقة المسرح

«الشروق» التقت المكرمين عقب انتهاء الحفل، حيث أعرب الفنان يحى الفخرانى عن سعادته الغامرة بعودة «أبوالمسارح» القومى إلى العمل وبتكريمه على الرغم من أنه ليس من أبناء القومى، وتذكر الفخرانى جانبا من كواليس عرضه الشهير «الملك لير» الذى قدمه على القومى قبل حريقه قائلا: كانت أياما جميلة جدا اتمنى ان تعود فى أقرب وقت برواية قوية تحمسنى لأن أعود للوقوف على خشبة القومى مرة أخرى كما يتمنى كل فنان فى مصر، كبيرا كان أم صغيرا.

فيما أعربت الفنانة رجاء حسين عن مكانة القومى فى قلبها وقالت: اليوم سعادتى لا توصف بعودة بيتى الكبير والذى عشت فى كل زاوية من زواياه أجمل سنوات عمرى، وأضافت: بدات أعمالى المسرحية كمحترفة على خشبة مسرح الريحانى فى أواخر الخمسينيات بمسرحية «كفر البطيخ» ومسرحية «الجسر» و«كوبرى الناموس» وأخيرا مسرحية «سكة السلامة» تأليف الفنان سعد الدين وهبة، ثم انتقلت إلى المسرح القومى ولكنى واجهت الكثير من النقد من قبل الصحافة والنقاد الفنيين لأننى كنت الممثلة الصغيرة الوحيدة فى المسرح القومى بين نجوم الفن الكبار، حسين رياض وأمينة رزق وميمى شكيب ومارى منيب، ولكن التحدى الذى وضعنى فيه ذلك النقد جعلنى أصر على النجاح وصناعة اسمى ومكانتى بين هؤلاء العمالقة.

فيما أكد الفنان محمود ياسين على أن أساس الرقى والتاريخ والحضارة والتطور فى مصر تكمن كلها فى هذا المسرح العريق الذى يحمل فى جنباته رائحة العظمة والمجد الفنى الذى لا يوازيه أى مكان فى العالم العربى وربما فى العالم كله، وتابع: أنا سعيد جدا وفخور بهذه العودة الرائعة وبهذا الحفل المبهر الذى أعاد لنا ذكريات أيام طويلة طالما قضيناها فى أروقة المسرح الذى أعتبره اساس كل الحياة والقيم العليا والخير فى أى مجتمع.

الفنانة المعتزلة شهيرة، زوجة الفنان محمود ياسين، أحد المكرمين، ظهرت فى الحفل بإطلالة رائعة أثارت أعجاب الحضور وقالت «للشروق» عقب انتهاء الحفل: المسرح بالنسبة لنا جميعا كعائلة فنية له مقدار كبير وعظيم، فهو البيت الذى نعيش فى كواليسه أياما كثيرة قد تفوق الأوقات التى نقضيها فى منازلنا، وواصلت شهيرة: تكريم المسرح القومى لزوجى الفنان محمود ياسين فى هذا اليوم التاريخى وسام نضعه جميعا على صدورنا لأنه كان بحق أحد عشاق هذا المسرح العريق وواحد من أهم الفنانين الذين قدموا على خشبته عروضا عالمية أذكر منها مسرحية «وطنى عكا» و«عودة الغائب»و«واقدساه» و«سليمان الحلبى» و«الخديوى»و «الزير سالم» و«ليلة مصرع جيفارا» و«ليلى والمجنون» وغيرها الكثير من العروض التى توصف بالعالمية.

حضر الحفل من الفنانين ليلى طاهر وإلهام شاهين وماجد الكدوانى وخالد النبوى وشريف منير وأحمد عبدالعزيز وصابرين وأحمد بدير واحمد راتب وجلال الشرقاوى وخالد جلال وسامح حسين وحنان مطاوع ومحمد أبوداوود وأحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، والشاعر فاروق جويدة ومحمد أبوسعدة ود. هدى وصفى رئيس مركز الهناجر سابقا.

ومن السياسيين عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين ووزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى وعادل لبيب ونقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد.

وأعرب الفنان رشوان توفيق عن سعادته بالتكريم الذى وصفه بالمهم الذى جاء فى وقته لأن الفنان دائما ما يحب أن يقدر فنه وعطاءه كل من حوله خاصة أن هذا التكريم جاءه من المسرح القومى الذى يعتبره بيته الكبير الذى ترعرع فى أروقته بين العروض المسرحية العلمية والبروفات التى استغرقت من عمره الكثير خاصة عرض «هاملت»، الذى شارك فيه قبل الحريق مع الفنانة ليلى طاهر وفتحى عبدالوهاب وأحمد مراد وريهام عبدالغفور.

كما أكد الفنان محمد وفيق أنه كان ينتظر افتتاح المسرح بفارغ الصبر وقال: لم أكن أتوقع أن أكون من المكرمين اليوم ولكنى فوجئت باتصال الفنان فتوح أحمد ليخبرنى بأننى أحد المكرمين فى الحفل وهو ما جعلنى سعيدا بذلك التقدير الذى طالما انتظرته طويلا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك