أكد الرئيس الألماني الأسبق، هورست كوهلر خطورة التحديات التي تواجه البشرية نتيجة ظاهرة التغير المناخي وضعف التحركات الجادة الرامية إلى مواجهة هذه التحديات، محذرا من أن البشرية قد تحتاج إلى 4 أو 5 كواكب لاستيعابها وتلبية احتياجاتها البشر إذا ما واصل الأمريكيون والأوروبيون الحياة وفقا لنمطهم الحالي المعادي لكل اعتبارات البيئة.

وقال كوهلر في كلمته أمام المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي تستضيفه إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن 15 عاما من بين أصعب 20 سنة شهدتها البشرية في تاريخها الحديث كانت في الألفية الثالثة التي لم يمض منها سوى 17 عاما، بسبب اشتداد حدة التغير المناخي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، بما بات يهدد الحياة على كوكب الأرض.

وحذر كوهلر الذي تولى رئاسة صندوق النقد الدولي خلال الفترة من 2000 إلى 2004 من التعامل مع قضية التغير المناخي بمبدأ شراء الوقت الذي يمكن التعويل عليه في التعامل مع ملفات السياسة، وربما الاقتصاد لآن البيئة وكوارثها لا تنتظر البشر وتحركاتهم.

غير أن ما يدعو إلى التفاؤل في هذه الأوقات العصيبة من وجهة نظر الرئيس الألماني الأسبق أنه يمكن تحسين وتطوير البنية التحتية التعليمية والاجتماعية لكل شعوب العالم وبخاصة الفقيرة، لكن لا يمكن أن نحقق ذلك مالم نحترم قواعد البيئة الصحيحة.

وأضاف: أنه عندما ننظر إلى الكون بأكمله وإلى الأبعاد البيئية والاجتماعية معا سندرك حجم التحدي وطرق مجابهتها دون تدمير كوكبنا، مشيرا إلى أن النماذج الحالية للنمو الاقتصادي لا تحقق هذا الهدف، داعيا كل شعوب الأرض إلى العمل سويا وإيجاد طريق للمضي قدما رغم مصالحها المختلفة، لأن مصير الأمم على هذا الكوكب يعتمد على العمل بروح الجماعة بين كل الشعوب.

وأشار كوهلر إلى أن أهداف التنمية المستدمة التي وضعها العالم سنة 2013 هي أجندة عالمية تستهدف تحقيق التغيير في كل مناطق العالم، كما أن اتفاقية باريس للمناخ التي تم إقرارها باتفاق كل دول العالم تحتاج إلى المزيد من التكاتف لتحقيق أهدافها.

وأضاف "إننا نحتاج إلى تغيير نمط معيشتنا وطرق استهلاكنا وكذلك النماذج الاقتصادية الراهنة إذا كان لنا أن نحافظ على البيئة ونتفادى الكوارث التي ينطوي عليها التغير المناخي بوتيرته الراهنة".

وقال الرئيس الألماني الأسبق، إن إيجاد طرق جديدة للازدهار الاجتماعي والاقتصادي داخل حدود هذا الكوكب ووفقا لموارده المحدودة يحتاج إلى قدر هائل من الخيال، لكن ما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل هو أن البشرية تمتلك موردا لا نهائيا يتمثل في الابتكار والإبداع وكذلك موردا لا ينضب وهو التعاطف الإنساني بين سكان الكوكب.

العديد من التحولات البيئية والمناخية تحتاج إلى المزيد من التحرك الدولي والمساهمة الفعالة ليس فقط من جانب الحكومات، وإنما من جانب الشعوب ومختلف فئات المجتمعات الإنسانية باعتبار أن التحديات لا تواجه فقط الحكومات ولا تؤثر عليها وإنما تؤثر على كل سكان الكوكب.