فى عالم الشباب.. لايأس مع الغناء.. ولا غناء بدون سياسة - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 9:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوطنية والسياسة والواقعية.. خلطة لها سحرها

فى عالم الشباب.. لايأس مع الغناء.. ولا غناء بدون سياسة

أغنية حدوتة مصرية على جدار ناحية قصر النيل   تصوير_فادي عزت
أغنية حدوتة مصرية على جدار ناحية قصر النيل تصوير_فادي عزت
عبد الرحمن مصطفى
نشر في: الخميس 23 مايو 2013 - 1:31 م | آخر تحديث: الخميس 23 مايو 2013 - 1:48 م

أثناء البروفات الغنائية لأعضاء فريق «حكايات» فى حفلهم الأخير بمركز مكان للثقافة والفنون، ينتقل الغناء بين موال وأغنية للشيخ إمام ، والشيخ سيد درويش.

ويقتطع شادى مؤنس ــ مؤسس الفريق ــ دقائق قبل انتهاء البروفات للحديث قائلا: «منذ سنوات تمت استعادة أغنيات الشيخ إمام وسيد درويش، لأنهما كانا من أشهر النماذج التى عبرت عن المقاومة بالغناء، وطرحا أفكارا خارج الإطار التقليدى والسائد فى زمنهما، وهو ما جعلهما ضيفين دائمين على غناء العديد من الفرق الشبابية، التى تتخذ نفس النهج».

 

شارك شادى مؤنس فى تأسيس فريق «اسكندريلا» الذى سلك نفس الطريق منذ العام 2005 ، فى أغنيات تتأرجح بين السياسة والوطنية ومعايشة الواقع.

 

وفى العام 2009 أسس شادى مؤنس فرقة «حكايات» من نفس المدرسة، ومع ازدياد عدد الفرق والمشروعات الغنائية التى تنتهج نفس النهج، أصبح السؤال: هل تلك الخلطة بين الوطنية والسياسة أكثر جذبا للشباب مثلما يبدو الحال خلال الحفلات الشبابية ؟

 

قبل بداية الحفل بقليل انضم إلى الحديث الفنان الشاب محمد محسن، الذى اعتمد فى مشواره الغنائى على موروث سيد درويش والشيخ إمام، وعلق قائلا: «الموضوع ليس عن أغانى سياسية أو وطنية، القصة ذات صلة بحياة الناس، وأن تكون أفكار الأغانى من قضايا المجتمع، هذا ما يجذب شريحة من الشباب لا تجد ذلك فى الغناء التقليدى، وما فعله الشيخ إمام أو سيد درويش أن سارا فى هذا الطريق، حتى إن كان ذلك بلغة المقاومة أحيانا، وأوضح مثال على ذلك أن الشباب لم يجد أكثر صدقا من الشيخ إمام ليعبر عنه فى ميدان التحرير».

 

هل يظل الشباب أسيرا للأماكن نفسها التى تقدم هذا النوع من الفن داخل المراكز الثقافية وبعض الفعاليات الحكومية النادرة؟

 

هنا يجيب شادى مؤنس قائلا: «دعنا نرى الأمر بشكل أكثر تفاؤلا، فإن فرقة مثل (اسكندريلا) كانت تغنى داخل الاعتصامات وفى المراكز الثقافية وغيرها، وفى الوقت نفسه غنت فى مهرجان جرش وفى دار الأوبرا المصرية..

 

وعرضت فنها على شريحة جديدة من الجمهور». تلك التفاصيل تدور فى خلفياتها العديد من التغيرات، إذ إن حالة الثورة والتغيير والانخراط السياسى لشريحة من الشباب، دفع الاعلام إلى البحث عن الفنون التى تعبر عن أفكارهم وتسجل غضبهم، كذلك فإن بروز نماذج جاءت من الهامش ودخلت فى عالم النجومية مثل باسم يوسف الذى بدأ من مساحة غير تقليدية فى برنامج على الانترنت، جعلته ذلك الهامش يتحرك، كأن يحمل برنامجه فقرات غنائية ثابتة تعبر عن تلك الثقافة، وهو ما تكرر فى برامج تليفزيونية أخرى، ما جعل هناك خطوة إلى الأمام فى تعويد شريحة أكبر من الجمهور على هذا النوع من الفن، وألا يقتصر الأمر على تلك الصورة النمطية لجمهور الشباب الثائر والغناء المستقل.

 

فى أثناء حفل فرقة «حكايات» بمركز «مكان» الثقافى، كان الدكتور أحمد المغربى ــ مدير المركز ــ يجلس جوار مهندس الصوت، ويرى المغربى أن المراكز الثقافية قد أتاحت بدائل قبل سنوات طويلة لجمهور يرغب فى سماع كلمات وألحان تناقش قضايا حياته، أو نوع آخر من الموسيقى، وتقاوم الواقع البائس والمكرر.

 

ويقول: «بعد أكثر من عامين على الثورة، وسقوط الهواجس الأمنية القديمة، مازال الطموح الأكبر هو فتح المجال أمام قصور الثقافة لتحتوى كافة أنواع الغناء دون خوف، وأن يجد الشباب من يجسد رؤيته فى الحياة بأقل تكاليف». داخل المراكز الثقافية المستقلة بإمكان الشباب سماع أغنية متهكمة على الواقع السياسى، أو أن يهتف الجمهور هتافات معارضة، فهل تنتهج تلك المراكز سياسة تتعمد إتاحة هذه الأجواء داخل قاعاتها؟

 

يجيب الدكتور أحمد المغربى: «المراكز الثقافية هى التى تضع سياساتها حتى إن حصلت على دعم خارجى، فإذا اطلعنا على شروط أى منحة لدعم مشروعات ثقافية، نجدها عامة، ويقدم المركز أفكاره للحصول على الدعم، وأنا هنا على سبيل المثال أهتم بنوع آخر من الفنون: مثل الحضرة والزار والانشاد الدينى، وهو ما جعل تصميم المكان نفسه قائم على الحميمية، والجمهور هنا من نوع خاص، فهو مهتم بالموسيقى والتعرف على الجديد، على عكس أماكن أخرى تركز على أغانى الفرق المستقلة تحديدا».

 

فى أثناء حديثه تغنى فرقة «حكايات» أغنية بعنوان «مصرستان»، تبدأ كلماتها: «مصرستان يا مصرستان إحنا خلاص جالنا الإخوان».

 

مثل هذه الأغنية التى لاقت صدى لدى الجمهور الحاضر، سواء حين غنتها الفرقة فى مركز مكان الثقافى أو فى أماكن أخرى تظل بعيدة عن السائد والتقليدى، فهل هناك نوعين من الفن، سائد وهامشى؟ ..

 

يجيب الدكتور أحمد المغربى: «فكرة الغناء المستقل والأندرجراوند أو فنون الهامش، تحتاج إلى مراجعة، فالسائد ليس فقط ذلك الفن التقليدى والتجارى الذى تديره شركات ورجال أعمال ويعرض على الفضائيات، فبالنسبة لى أجد شيخا مثل المنشد الدينى ياسين التهامى هو الذى يعبر عن الفن السائد، وله مساحات انتشار لا يرها الإعلام .. لقد أصبحت كلمات الهامش والاستقلال فى حاجة إلى مراجعة مع تلك التغييرات التى نعيشها منذ الثورة».

 

 

الألتراس الغنائى.. آخر تجليات الثورة

 

عالم الحفلات بعيون مهندس صوت

 

شعراء الجيل



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك