لليوم الثالث على التوالي، و«وسط تواجد أمنى كثيف»، أغلقت إدارة كلية الهندسة بجامعة عين شمس أبوابها، السبت، ردا على تصاعد الغضب الطلابي بالجامعة جراء مقتل طالب الفرقة الرابعة «إسلام صلاح الدين عطيتو» على يد قوات الشرطة، بعد اقتياده من الكلية إلى مكان مجهول «بحسب بيان صادر اليوم عن مؤسسة حرية الفكر والتعبير»، فيما ألغت إدارة الكلية المراجعات والامتحانات الخاصة بطلاب الكلية اليوم، فيما عدا طلاب الفرقتين الأولى والرابعة بقسم العمارة.
وبعد اختفاء إسلام صلاح الدين عطيتو الطالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة فى جامعة عين شمس 19 مايو الجاري، وإعلان خبر مقتله في اليوم الثاني من اختفاءه، بالصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، لاتهامه بالتورط في مقتل العقيد وائل طاحون الضابط بمصلحة الأمن العام، أصدر اتحاد طلاب الكلية بيانا قالوا فيه إنه «في صباح يوم 19 مايو فوجئ طلاب لجنة رقم (260أ) الدفعة الرابعة قسم كهرباء قوى بدخول شخص مجهول الهوية بصحبة أحد موظفي الكلية والسؤال عن الطالب «إسلام صلاح الدين عطيتو» ومطالبته بالذهاب إلى شئون الطلاب بعد الانتهاء من امتحانه كما لاحظ الطلاب انتظار هذا الشخص أمام باب اللجنة حتى الانتهاء من الامتحان واصطحاب الطالب إلى مكان مجهول ولم يُستدل على مكانه من حينها حتى أعلن مقتله في اليوم الثاني من اختفاءه.
وكانت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قد نشرت بيانا في 20 مايو قالت فيه «إنه فى إطار جهود الأجهزة الأمنية لضبط مرتكبى حادث إغتيال العقيد وائل طاحون – الضابط بمصلحة الأمن العام وما توافر من معلومات تفيد إضطلاع عناصر تنظيم «الإخوان الإرهابى» من أعضاء لجان العمليات النوعية بالتورط فى تنفيذ الحادث، فقد أمكن تحديد مكان إختباء أحد عناصر لجنة العمليات النوعية المتورطة فى الحادث وهو الإخوانى إسلام صلاح الدين أبوالحمد عطيتو بأحد الدروب الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثانى التجمع الخامس، وحال مداهمة القوات لمكان إختباءه بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، فقامت القوات بمبادلته إطلاق الأعيرة النارية ما أدى إلى مصرعه وضبط السلاح الآلى الذى كان يستخدمه».
من جهته قال اتحاد طلاب هندسة عين شمس الذي قدم استقالته إثرا واقعة «إسلام صلاح الدين» في البيان الصادر عنهم بصفحتهم الرسمية بالفيس بوك، إنهم طالبوا مجلس الكلية بفتح تحقيق فوري لمحاسبة كل من تواطئ في تلك الواقعة واتخاذ كافة الخطوات القانونية التى تثبت اختطاف الطالب من داخل الكلية، وذلك بعد أن جاء في بيانهم إن إدارة الجامعة ممثلة في العميد استهجنت ربط ما حدث بالكلية بمقتل الطالب.
وفى سياق متصل قرر طلاب منتمين لحركات سياسية التجمع صباح اليوم السبت التوجه لعرض مطالبهم على إدارة الكلية وأهمها «إظهار فيديوهات تفريغ كاميرا المراقبة المتواجدة فى محيط بوابة 2 و تسليم أهل الفقيد ما يفيد حضوره الامتحان موقعا ومختوما من رئيس الكنترول وعميد الكلية و تفسير تورط الأمن الإدارى للكلية فى إهمال دوره الوظيفى و دخول شخص مجهول الهوية إلى حرم الكلية».
وجاءت تلك الخطوة بعد أن أصدرت إدارة الكلية بيانا أول أمس الخميس نفت فيه اقتياد الطالب إسلام عطيتو من داخل لجنة الامتحان بالكلية، مضيفة «أنه تم التأكد من هذا الأمر بالرجوع إلى رئيس اللجنة والمراقبين والتأكد أيضا من خلال كاميرات المراقبة على بوابات الكلية بأن الطالب خرج بعد أداءه الامتحان بصحبة زملائه يوم الثلاثاء 19 مايو الساعة 11:23 ص».
من ناحيته قال أحد الطلاب عضو باتحاد طلاب هندسة عين شمس –فضل عدم ذكر اسمه- أنهم كاتحاد قدموا استقالتهم وهم مؤيدون لتلك المبادرة بشكل شخصي وليس باسم الاتحاد، مؤكدا بأنهم فوجئوا بالغاء جميع امتحانات الشفوي والعملي المقرر إجراؤها اليوم السبت، واجراء فقط امتحانات النظري، ومنع دخول الطلاب «لأسباب أمنية» وفقا لما قالته إدارة الجامعة، بالإضافة إلى إشارة عضو الاتحاد إلى التشكيل الأمني المتواجد في محيط الكلية بداية من صباح اليوم.
وقال عضو اتحاد طلاب هندسة عين شمس «إن البيان الصادر من الكلية جاء بنصف الحقيقة وتجاهل النصف الأخر، حيث قال «الطالب» إن الاتحاد تواصل مع الطالب الجالس في المقعد المجاور لإسلام و بالرجوع للمراقبين أيضا والذين أكدوا أن إسلام كان يؤدي الامتحان وجاءه شخصان منهم أحد الموظفين بالكلية والأخر غير معروف وسألوه عن بطاقته الشخصية.. ».
و أضاف عضو اتحاد الطلاب «إن الموظفين المسئولين عن قسم الكهرباء كلهم سيدات وليس منهم رجال وهو ما يعني أن هناك سببا أخر وراء سؤالهم لإسلام.. » مشيرا إلى «أن المعلومة الصادرة عن إدارة الكلية بخروج إسلام من الكلية الساعة 11:23 صحيحة، إلا أنه أكد أن البيان لم يذكر أن هناك شخصان كانوا في انتظار إسلام خارج الجامعة وفور أن خرج قاموا بالجري وراءه ومن بعدها اختفى تماما حتى أن عرف خبر مقتله من الخبر المنشور بالصفحة الرسمية لوزارة الداخلية في اليوم الثاني من واقعة لجنة الامتحان».
وأشار عضو اتحاد الطلاب «أن بيان الكلية لم يقل بأن هناك شخصا غير معروفة هويته دخل إلى الكلية في ذلك اليوم، وأكد أن أقوال الكلية التي تفيد بأن من سألوا عن إسلام بداخل لجنة الامتحان كان هدفهم سؤاله عن بياناته لاستخراج كارنيه دخوله للكلية يعد شئ غير منطقي بنسبة كبيرة لأنه طالب بالفرقة الرابعة وبالتأكيد بياناته متواجده لدى الكلية ولأنه لم يكن منطقيا بأن يصعد موظف شئون الطلبة للجنة مخصوص لسؤاله عن بياناته لاستخراج كارنيه الكلية الذي تسلمه الطلاب مع بداية الفصل الدراسي الثاني».
وأنهى «الطالب» حديثه بأن البيان الصادر عن الكلية «لم يقصد سوى تبرئة الإدارة من حادثة إسلام صلاح الدين».