بعد موسم محبط لنادي ريال مدريد الاسباني ، خرج فيه خالي الوفاض وبدون اية بطولات خلال هذا الموسم ، ذكرت جميع التقارير القادمة من مدريد عن وجود رغبة لدى الإدارة و فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي بالاكتفاء بما قدمه كارلو انشيلوتي المدير الفني الحالي من خدمات للفريق خلال الموسمين الماضيين، والتفكير في تغييره بمدرب جديد يعيد الفريق لمنصة التتويج ، واستعادة الانتصارات.
و انحصرت الترشيحات لخلافة انشيلوتي بين مدربين، هما الالماني يورجن كلوب بطل البوندسليجا ووصيف بطل اوروبا العام قبل الماضي ، والذي اتفق مع ناديه على الانفصال بنهاية الموسم الجاري بعد ما قدم كل شئ لدية للفريق الاسود و الاصفر و هو خيار يحظى بدعم كبير من جانب الجماهير المدريدية لثقتهم في كلوب الكبيرة بالاضافة لانه كان السبب في خروج الريال من نصف نهائي التشامبيونزليج العام قبل الماضي و هزم الريال برباعية ساحقة في المانيا لن ينساها جماهير الريال حتى الان .
اما الخيار الثاني و هو في حال فشل المفاوضات مع كلوب يأتي اسم رافا بينيتيز المدير الفني الحالي لنابولي، والحاصل على دوري الابطال مع ليفربول في اسطنبول 2005 و الفائز مع فالنسيا بالدوري الاسباني عام 2004 ، و يحظى بينيتيز بثقة كبيرة من جانب الادارة بينما لا يملك القدر الكافي من الشعبية بين الجماهير و الاوساط المدريدية و يعرف عنه مدرب تكتيكي من الطراز الاول ، لكنه في الفترة الاخيرة لم يحقق شيئاً سواء مع نابولى او الانترقبلها مرورا بتشيلسي الذي حقق مع بطولة الدوري الاوروبي.
ثم تأتي المفاجأة بطرح اسم جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للريال والحالي لتشيلسي صاحب المشاكل دائما حينما يذهب، ولكنه ايضا صاحب البطولات فيحسب للملقب "بالاستثنائي" انتزاعه للقب الليجا و كأس الملك في ظل العصر الذهبي لبرشلونة مع بيب جوارديولا ، و إعادة الملكي إلى نصف نهائي دوري الأبطال لثلاثة أعوام متتالية بعد عقدة دور الـ 16 التي لازمت الريال لفترة طويلة بالتشامبيونز ليج ، بل و يذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك حين ينسبون له الفضل الأكبر فى تحقيق عاشرة دورى الأبطال عام 2014 قائلين أن أنشيلوتي اقتنص اللقب بالفريق الذي صنعه مورينيو.
و لكن مع عودة البرتغالي تظهر دائما المشاكل والصدامات ، خاصة التي تركها خلفه برحيله في يونيو 2013 عن الفريق الملكي ، والتي كان أبرزها مع خورخي فالدانو المدير الرياضي السابق للريال الذي كان دائم الهجوم على مورينيو ليضع نفسه على رأس قائمة الراحلين على الرغم من قيامه بالاعتذار عن هجومه السابق عليه ،و لكن لم يشفع له و رحل و بقى مورينيو الرجل الاوحد في الريال حينها.
و كان الصدام الأشهر مع حارس مرمى الفريق إيكر كاسياس ربما فى تاريخ مورينيو بالكامل ،حيث استغل تراجع مستوى كاسياس و اهتزاز ثقته ليطعنه مع أول إصابة مستقدمًا دييجو لوبيز في يناير 2013 ،وذلك لم يكن لاعتبارات فنية فقط ، فالمقارنة كانت تصب في مصلحة لوبيز في تلك الفترة والدليل أن أنشيلوتى أبقى عليه كحارسه الأساسي بالليجا حتى رحيله في صيف 2014.
و لكن الأزمة الكبرى بين الثنائي كانت في تسريب أخبار الفريق الداخلية إلى الصحافة ،ولم يكن هناك من هو أكثر اقترابا من تلك التهمة إلا كاسياس ،خاصة وهو صديق المذيعة الشهيرة سارة كاربونيرو.
و خلق وجود مورينيو ايضا صداما آخراً مع المدافع المخضرم بيبي في منافسته مع الشاب الصاعد وقتها رافاييل فاران، الذي خرج بتصريحه الشهير: "مشكلة بيبي هى اصطدامه بفاران.. يصعب تقبل الأمر حين تكون في الـ31 من عمرك وتخسر مقعدك لصالح لاعب في التاسعة عشر».
و لم يترك مورينيو حتى كريستيانو رونالدو النجم الأول للفريق و أقر سبيشال وان بنهاية ولايته المدريدية بوجود بضعة خلافات بينه و بين مواطنه و نجمه الأبرز .
لذلك و فى ضوء تلك الصدامات المتتالية، تبدو عودة البرتغالي مرة أخرى صعبة أو "شبه مستحيلة" ، الا في حالة تلبية جميع طلباته ، وازاحة كافة اطراف الصدامات السابقة ليعمل بهدوء .
أما على الصعيد الخططي والفني ، فمن المتوقع أن يعيد مورينيو اسلوب لعبه مع 4-2-3-1 و سيعتمد على ثنائية راموس وفاران و ربما يعيد سامي خضيرة لمستواه من جديد ، لانه يؤمن به و قدم مع افضل اداء ، و بالطبع لن يهدر مورينيو هذا الكم من صناع الألعاب بالفريق دون وضع أحدهم تحت كريم بنزيمة و الأرجح أنه سيكون توني كروس نظرا لتفضيله صانع الألعاب القادر على أداء المساندة الدفاعية في الوسط لينتقل خاميس رودريجيز على الجانب الأيمن و يعيد جاريث بيل إلى موقعه المفقود على اليسار في حالة رحيل رونالدو.
فإشادات مورينيو المتكررة بجاريث بيل و رغبته الدائمة في التعاقد معه وسط أقاويل تتردد أن الريال أجرى تلك الصفقة بناء على توصيته الشخصية قبل رحيله ، كل ذلك يؤكد أنه الرجل الوحيد القادر على إخراج كل طاقاته و كل ما لديه لصالح الفريق .