بالفيديو والصور.. «تل العقارب».. حكاية أهالي فقدوا سكنهم وعملهم.. ومسؤولون: «هدفنا تطوير المنطقة» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالفيديو والصور.. «تل العقارب».. حكاية أهالي فقدوا سكنهم وعملهم.. ومسؤولون: «هدفنا تطوير المنطقة»

مي زيادي - معتز سليمان
نشر في: الإثنين 23 مايو 2016 - 8:50 م | آخر تحديث: الإثنين 23 مايو 2016 - 8:50 م

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرا لضرورة توفير التمويل اللازم لتطوير العشوائيات، ربما تعطي مؤشرا لهؤلاء الذين يسكنون العشوائيات بأنهم غير منسيين، إلا أن محاولات نقلهم من أماكن سكنهم لأماكن بديلة دائما ما تتم في ظل تشكك من المواطنين بوفاء المسئولين بوعودهم، في حين يقول المسئولون إنهم يسعون لضمان تحقيق العدل وإعطاء كل ذي حق حقه.

منطقة تل العقارب بحي السيدة زينب إحدى المناطق العشوائية التي وضعت على خريطة تطوير العشوائيات، وبدأ العمل بها منذ ديسمبر الماضي، وتضم 240 عقارا، يسكنه ما يقرب من 530 أسرة، تم تسكين 165 أسرة منهم في مساكن بديلة بمنطقة 6 أكتوبر، تبلغ مساحة الوحدة بها 65 مترا، لحين عودتهم مرة أخرى لمنطقة تل العقارب بعد الانتهاء من تجهيزها، على أن يتكفل كل من المحافظة والحي عملية نقل الأثاث والممتلكات لمدينة أكتوبر، بحسب ما قاله حسام الدين رأفت رئيس حي السيدة زينب لـ"الشروق".



وقال رأفت إن هناك العديد من المتاعب تواجهه في استكمال مشروع تطوير تل العقارب، أهمها رفض الأهالي إخلاء مساكنهم، مشيرا إلى أن عملية الإخلاء توقفت من ديسمبر 2015 وحتى نهاية مايو الحالي، وأنه عقد عدة لقاءات مع الأهالي للرد على استفساراتهم وإقناعهم بالمشروع.

عملية إخلاء المنطقة لم تقتصر على المساكن فقط، وإنما تشمل أيضا ورش تصليح السيارات وغيرها من الورش التي تعتبر المصدر الوحيد لأصحابها، ففي ورشة عم سيد لتصليح السيارات، تجمع عدد من الأهالي وأًصحاب الورش يتناولون الحديث حول معانتهم مع عملية إخلاء منطقة تل العقارب التي ولدوا بها وعاشوا لأكثر من 50 سنة، ولديهم جميعا ما يثبت ملكيتهم للبيوت التي يسكنون بها والتي متوفر بها عدادات للمياه والكهرباء وغيرها من المرافق.

يبدو أن أهالي المنطقة لم يرحبوا بفكرة تطوير المنطقة، ربما لعدم ثقتهم في وعود المسئولين، بالإَضافة إلى تأكيد معظمهم أنهم لم يروا صورة من قرار إزالة البيوت. فيقول عم سيد صاحب ورشة تصليح سيارات "أعيش بأسرة كبيرة، بها زوجة وولدان وبنتي المطلقة وحفيدي، نعيش في بيت مكون من 4 غرف، مضطرون لأن ننقل الآن إلى منطقة 6 اكتوبر، لنسكن في وحدة تبلغ مساحتها 50 مترا، ولو تقبلنا هذا لحين عودتنا مرة أخرى لبيوتنا هنا، فكيف سنتحمل توفير نفقات بيوتنا في حالة غلق الورش الخاصة بنا".

ويضيف عم سيد أن أصحاب الورش قيل لهم إنه سيتم توفير لهم أماكن بديلة في منطقة زينهم القريبة منهم، دون تحديد موعد زمني لاستلام تلك الأماكن البديلة والتي سيقومون هم بتحمل تكاليف تجهيزها، ما لاقى رفضا من جانب أصحاب الورش.

وقال أصحاب ورش آخرون إنهم لم يستلموا بدائل للورش الخاصة بهم حتى الآن، وأن الحي والمحافظة أبلغوهم بأنهم سيتم تسليم أماكن بديلة لهم فور الانتهاء من تجهيزها، لتبقى المشكلة في أن عملية هدم ورشهم في تل العقارب بدأت قبل أن تجهز الأماكن البديلة في منطقة "مول زينهم"، ويقول أحدهم "كلنا معانا أوراق تثبت امتلاكنا للورش، ومعانا رخص وبطاقة ضريبية، الورشة هدوها، ولسه مش عارفين إمتى هنستلم بديل في مول زينهم، هصرف على عيالي منين لحد ما استلم، اكل عيشي الوحيد واقف دلوقتي، احنا ادينا البلد كل حاجة، وعلمنا عيالنا وطلعناهم ناس محترمين ودخلوا الجيش عشان يخدموا البلد، من حقنا البلد تبص لنا بصة كريمة وتدينا حقنا بما يرضي الله".

وسط حطام ورشته التي تم اقتحامها وهدمها عن طريق قوات الأمن ومسؤولي حي السيدة زينب روى خالد محمد حكايتها التي بدأت بإنشائها عقب حصول على دبلوم فني صناعة منذ ثلاثين عاما، قائلا إنه لم يحمل الدولة أي أعباء ولم يحصل على وظيفة في الجهاز الإداري للدولة، مناشدا المسؤولين بتطبيق تصريحاتهم الخاصة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار خالد إلى أن أسرته مكونة من 6 أفراد بينهم طالب جامعي، وابنة في الثانوية العامة، ولا يستطيع الانفاق علية نظرا لفقده عملة الوحيدة ولا يوجد بديل.

بينما تدخل عصام حنفي صاحب ورشة لتصنيع المعادن وقال لـ"الشروق": "فوجئت بالبدء في هدم ورشتي دون إعطائي فرصة لإخراج العدة التي أعمل بها، ودون منحنا فرصة لترتيب أمورنا، وحين اعترضت، أخذوني إلى قسم السيدة زينب وبقيت هناك لعدة ساعات، عدت بعدها ووجدت الورشة تم هدها بالكامل، وتم كسر عداد الكهرباء الخاص بها".

مصطفى أحد شاب منطقة تل العقارب حاصل على بكالوريوس تجارة تقدير عام جيد جدا، قال إنه لجأ للعمل مع والده بورشة للسيارات، بعد أن فشل في البحث عن وظيفة، ليفاجئوا بقرار حي الزينب بهدم الورش دون توفير بديل يساعدهم على توفير دخل لأسرتهم.

وأشار إلى أن أسرته مكونة من 7 أفراد، تم تخصيص وحده سكنية فقط لهم بمدينة 6 اكتوبر مساحتها 47 مترا، مستنكرا وصفهم بالبلطجية قائلا «ذنبنا الوحيد أننا بنطالب بحققنا»

 

 

 
 
 
 
 
 
 


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك