خالد محمود يكتب: الحرب الباردة تطل من جديد فى مهرجان «كان» على أيدى بولندا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خالد محمود يكتب: الحرب الباردة تطل من جديد فى مهرجان «كان» على أيدى بولندا


نشر في: الأربعاء 23 مايو 2018 - 10:33 م | آخر تحديث: الخميس 24 مايو 2018 - 6:46 م

- الفيلم أغنية حزينة لعاشقين فى زمن الشيوعية.. ورمانسية الأحداث وراء سحرها


- باوليكوفسكى يأخذنا إلى منطقة شائكة ورصد ملامحها باقتدار

يجىء فيلم «الحرب الباردة» للمخرج البولندى بافل باوليكوفسكى والذى فاز بجائزة أفضل مخرج بمهرجان كان السينمائى الـ71، بمثابة استكشاف سينمائى جديد للحقبة السوفيتية فى بولندا وما صاحبها من حالات قلق كبيرة، سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى.
الفيلم الجديد الذى طال انتظاره من مخرجه الحاصل على جائزتى أوسكار وبافتا افضل فيلم أجنبى وافضل فيلم اوربى عن عمله «إيدا» يقدم هذه المرة رؤية سينمائية مثيرة للغاية وعميقة المشاعر والأحاسيس بقصته التى تلهمنا دروسا فى الحب والحرب والغضب من تلك الفترة التى امتدت لعقد من الزمن وبالتحديد من أواخر أربعينيات القرن العشرين إلى أوائل الستينيات «١٩٦٤»، وهى الفترة التى شهدت حربا باردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة.
أجواء الفيلم تدور بين بولندا وفرنسا وبريطانيا، وهى نفسها الجهات المنتجة، حيث نجد انفسنا امام قصة حب تولد على أجواء الموسيقى التى تشكل عنصرا اساسيا فى التنقل السردى والحبكة الدرامية، فالحب يولد من اللحظة الأولى بين «ويكتور» قائد الفرقة وعازف البيانو الماهر والذى جسده «توماز كوت» وبين «زولا» امرأة تتقدم لاختبارات الغناء والرقص وقدمتها الممثلة «جوانا كولينج» الإعجاب اولا كان بصوتها الذى وصفه امام اللجنة بـ«الأصيل »، وعلى الرغم من أن الشخصين ينتميان لخلفيات فكرية وثقافية شديدة الاختلاف إلا أن العواطف كانت المحرك الأساسى للأمل
وهو كما ذكر الناقد بهوليوود روبرتر ليسلى فيلبيرين الفيلم مثل أغنية حزينة لعاشقين لا يستطيعان البقاء على حالهما، إلى النهاية، وبالتالى لا يمكن أن يوقف أحدهما طموح الآخر فى يجرب ان يعيش بمفرده وبصورة رومانسية إلى حد ما، ولكن واقعية بشكل كبير بفضل قوة الدراما وأحداثها الطاغية المليئة بالمواقف والذكريات، وبسرد ثلث وهو يتتبع العلاقة التى تطورت عاصفتها بين العازف والمغنية، وهما بولنديان يتنقلان ذهابا وإيابا عبر الستار الحديدى المفروض على البلدة ومن وارسو إلى باريس وما حولهما، وهما يسعيان لتحقيق مشروعهما الفنى بشغف، ليقدموا استعراضات قوية لموسيقى الجاز وصولا لتقديم أعمال سينمائية بدت كأنها أحادية اللون والتفاصيل بألحانها للتسق مع أجواء منتصف القرن فى زمن الشيوعية، وقد صور المخرج ملامحها الساحرة باقتدار وحافظ على وحدتها الخاصة بالتصوير البديع باللونين الأبيض والأسود الذى اختاره باوليكوفسكى لأجواء فيلمه، حيث مزج الموسيقى الشعبية البولندية بطابعها الحزين مع الموسيقى الخيالية والمتأثرة بالموسيقى الفرنسية، مع خلفيات تأثير الابطال بما حدث لمجتمعهم الخاص جراء تأثير الحرب الباردة، منذ ان دمرت الحرب الريف البولندى، وإنشاء الدولة مدرسة المطربين والراقصين والفنانين ليشكلوا فرقة تحتفى بالتراث الفنى للبلاد تتعرض لضغوط كبيرة من أسيادهم الاشتراكيين، الذين يستغلونها كأداة دعاية فى جميع أنحاء الكتلة الشرقية
يقرر ويتكر ان ينشق إلى الغرب عبر نقطة التفتيش فى القطاع الفرنسى، يطلب من زولا أن تأتى معه، لكنها تتراجع فى اللحظة الأخيرة خشية أنها لن تجد شيئا اذا ذهبت وتبقى فى الشرق، ويعيش العاشقان حالة تشتت كبير، خاصة بعد ان تتلاعب بهما اجهزة المخابرات والأقدار معا.
أداء البطلين توماز كوت وجوانا كولينج كانا رائعا، واستطاعا التعبير باحترافية وصدق عن حالة التشتت بين حب كبير ينمو وظروف سياسية قاسية، كما أن السيناريو الذى شارك بافل باوليكوفسكى فى كتابته اخذنا إلى منطقة سينمائية ستكون خالدة بجمالها ورومانسيتها الخاصة وتماسك حبكتها السردية، والفيلم بدون شك كان لديه الفرصة الكبرى للمنافسة بجوائز المهرجان الكبير، وبالفعل اقتنص جائزة افضل اخراج وقال بافل باوليكوفسكى أنه استوحى «الحرب الباردة» من حياته الشخصية وقصة والديه «شخصان كل منهما أقوى من الآخر، يكرهان بعضهما، يخونان بعضهما، يتطلقان، يتركان بلادهما ثم يلتقيان من جديد ليعشا معا فى الخارج وتابع أنه لم يجد من حوله شخصيات بهذه الدرجة من «الطاقة الدرامية، فهما يريدان أن يعيشا معا لكن لا يقدران على ذلك».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك