تداخلات غذائية.. المعنى الغذائى للنيران الصديقة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تداخلات غذائية.. المعنى الغذائى للنيران الصديقة


نشر في: السبت 23 يوليه 2016 - 11:45 ص | آخر تحديث: السبت 23 يوليه 2016 - 11:45 ص

مصطلح «التداخلات الغذائية» هو أحد تخصصات علم التغذية الطبية والذى يعد أحد فروع المعرفة الحديثة نسبيا. هو بالفعل المعنى الغذائى للتعبير المستحدث «النيران الصديقة». يحدث كثيرا أن تفاجئ الإنسان أعراض لا يدرى لها سببا واضحا حتى إذا ما استعان بطبيب يظل السبب مجهولا إلى حين. حينما يبدو الطبيب حكيما فإنه يسأل باهتمام عن عادات الإنسان الغذائية ونوعية ما يتناوله من طعام. ليبدأ فى دراسة علاقة تلك الألوان من الطعام وعلاقتها بعضها ببعض والتفاعلات التى قد تنتج من تناولها فى نفس الوقت، خاصة إذا ما كانت هناك أدوية يجب تناولها بسبب أو لآخر.
هناك بعض الأطعمة التى يجب ألا تزيد نسبتها وإلا تحولت إلى ما قد يضر أو لا ينفع. هناك أيضا بعض الأنواع من الطعام التى تزاحم غيرها فى أسبقية امتصاصها فتتسبب فى نقص عناصر مهمة يحتاجها الجسم أو أخرى نحول ما حولها لمركبات أخرى مختلفة تماما. لذا كان من الواجب والضرورى أن يسعى الإنسان دائما لمعرفة حقيقية تلك النيران الصديقة التى يتم تبادلها فى جهازه الهضمى ليوقف تلك الحرب الدائرة بلا قضية ودون طائل.

من تلك الأمثلة للتداخلات الغذائية يمكننا أن نعى لنتدارك بعض من الأخطاء التى قد نرتكبها ما دون قصد:

- تناول الشاى بإفراط أو تناوله بعد الطعام مباشرة:
من المعروف أن الشاى بأنواعه يحتوى على حامض التنيك الذى يتحد بالحديد وفيتامين ب12 الأمر الذى يؤدى بلاشك إلى نقصهما فى الجسم. لذا يفضل أن يتناول الشاى على الأقل بعد ساعتين من تناول الطعام حتى تكون خطوات الهضم قد تمت وانتهى الجسم من امتصاص الحديد وفيتامين ب12 الذى يحتاجه دون معوقات.

- تناول زيت البرافين لمقاومة الإمساك المزمن:
تناول زيت البرافين بانتظام لمقاومة الإمساك هو وسيلة الكثيرين السهلة. لكن فى الواقع أن زيت البرافين يوفر بيئة دهنية تذوب فيها فيتامينات مهمة لا تذوب فى الماء انما تذوب فى الدهون مثل فيتامين (أ) (د) (ك) (هـ) لتخرج مع الفضلات عند الإخراج. تظهر أعراض نقص تلك الفيتامينات على الإنسان رغم أنه يتناول الأطعمة الغنية بها بل ويبدو حريصا على ذلك.

- الإكثار من تناول أنواع الخبز:
الخبز على اختلاف أنواعه من القمح أو الذرة أو الشعير يحتوى على قدر عال من حمض الفيتيك وتلك مادة كميائية لديها قدرة كبيرة على الاتحاد بأملاح الكالسيوم والماغنسيوم فى الأمعاء لينتج عنها أملاحا لا تذوب فى الماء ولا تمتص فى الأمعاء انما تخرج من الفضلات الأمر الذى ينتهى إلى نقص الكالسيوم والماغنسيوم. يدخل الكالسيوم فى بناء العظام والأسنان وله أدوار منعدمة فى تفاعلات البناء والهدم فى الجسم. بينما يعد الماغنسيوم عنصرا مهما فى الحفاظ على ايقاع القلب. كلاهما عنصران مهمان للغاية ونقصهما قد ينشأ من مجرد عادة غذائية قد لا يرى البعض فيها أى ضرر كان. لكنها بالفعل نيران صديقة.
إذا ما كان التوقع أن سبب نقص الكالسيوم هو الإكثار من تناول الخبز فإنه من الضرورى أن يتم التوازن بتناول أطعمة غنية بالكالسيوم مثل اللبن والجبن والبيض والمحتوية أيضا على فيتامين (د) مثل الدهون الحيوانية كالزبد وزيوت الأوميجا ٣، ٦، ٩.
كما يجب أيضا أن نعى أن زيادة تناول الخبز كونه من النشويات إنما يزيد من حاجة الإنسان لفيتامين (ب١) الذى يدخل فى عملية أكسدة النشويات للحصول على الطاقة. لذا ينبغى أن يتناول الإنسان ما يوفر له قدرا مناسبا من هذا الفيتامين من مصادره مثل الكبدة والبيض واللبن.

- الدهون سواء كانت بالزيادة أو النقصان:
إذا ما فضل الإنسان طعاما دسما كثير الدهون كان عليه أن يهتم بأن يحصل على قدر من فيتامين ب١٢، ب٦ وحمض الفوليك إذ إن ذلك الثلاثى يساعد على عدم تراكم الدهون فى الكبد بمعنى أنها تساعدها على الحركة من الكبد لتخرج إلى الدم ثم إلى الأنسجة المختلفة بالجسم.

أفضل ما يتناوله الإنسان هو صفار البيض والخميرة البيرة.

أما نقصان المواد الدهنية فيؤدى بالتالى لغياب الفيتامينات التى تذوب فيها مثل فيتامين (أ) (د) (ك) (هـ) الأمر الذى يجب مراعاته.

- كميات من البروتين أكبر:
تناول البرويتنات بكثرة تؤدى إلى زيادة المواد الحمضية فى البول، الأمر الذى ينتج عنه ترسيب أملاح أو كسالات الكالسيوم وزيادة فقدان الكالسيوم فى البول. وغالبا ما يتطور الأمر لتكوين حصوات قاسية شديدة الصلابة فى مجرى البول بدءا من الكلى والحالب وحتى المثانة يمكنها أن تسبب آلاما حادة عند تحركها نتيجة الانقباضات المستمرة للمسالك البولية كمحاولة من الجسم لطرد الجسم الغريب.

- زيادة كمية ما يتناوله الإنسان من كالسيوم وحديد فى الوجبة الواحدة:
زيادة عنصر منهما تعوق استفادة الجسم من العنصر الآخر. غالبا ما تظهر أنيميا نقص الحديد بأعراضها المعروفة من شحوب الوجه وقلة الجهد وفتور الهمة وبعض من ضيق التنفس رغم تناول الإنسان للأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات والكبدة والأسماك وصغار البيض والعدس واللوبيا والعسل الأسود. نظرا لأن الكالسيوم يمتص بصورة أكبر قبل الحديد. لذا يجب تقدير التوازن بين العنصرين حتى لا يطغى أحدهما على الاخر.

- اللجؤ للمضادات الحيوية دونما داعٍ:
كثرة تناول المضادات الحيوية تقتل أنواع البكتيريا النافعة التى تعيش فى الأمعاء وتنتج العديد من الفيتامينات المهمة مثل حمض الفوليك وفيتامين ب١٢ والبيوتين وفيتامين (ك)، الأمر الذى يعرض الإنسان إلى ظهور أعراض نقص تلك الفيتامينات بلا مبرر واضح إلا إذا تم الربط بين تناول المضادات الحيوية والإسراع لاستعمالها دون مبرر كان أو ضرورة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك