رئيس مجلس إدارة مستشفيات «عين شمس» والمرشح لرئاسة الجامعة لـ«الشروق»: مجانية التعليم ليست كلها خيرًا والمتفوقون أولى بها.. وإنفاق الدولة على الراسبين خرب البلد - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رئيس مجلس إدارة مستشفيات «عين شمس» والمرشح لرئاسة الجامعة لـ«الشروق»: مجانية التعليم ليست كلها خيرًا والمتفوقون أولى بها.. وإنفاق الدولة على الراسبين خرب البلد

محمود المتينى عميد كلية الطب بجامعة عين شمس تصوير احمد عبد اللطيف
محمود المتينى عميد كلية الطب بجامعة عين شمس تصوير احمد عبد اللطيف
حوار ــ وفاء فايز:
نشر في: السبت 23 يوليه 2016 - 11:08 ص | آخر تحديث: السبت 23 يوليه 2016 - 11:08 ص

• المتينى: إجراء اختبارات «قدرات» للقبول بالكليات خطوة جيدة.. والتقييم الإلكترونى يمنع «الواسطة»
• أقترح إنشاء جامعات حكومية أهلية للبرامج المميزة.. وما أثير عن خصخصة التعليم «ظلم»

أيدّ الدكتور محمود المتينى، رئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة عين شمس، وعميد كلية الطب، مقترحات «الأعلى للجامعات» حول إجراء اختبارات قدرات بجانب مجموع الطلاب للقبول بالكليات، مطالبا بخفض أعداد المقبولين بكليات الطب إلى النصف، وضرورة وضع آليات جديدة مناسبة تشترط تفرغ أعضاء هيئة التدريس بكليات الطب للعمل الأكاديمى فقط مع السماح بممارسة عملهم الخاص داخل الجامعات.
وشدد المتينى المرشح لمنصب رئيس الجامعة فى حواره لـ«الشروق»، على أهمية ترشيد مجانية التعليم ومنحها للطلاب المتفوقين فقط، قائلا«المجانية ليست كلها خيرا وليست كلها شرا، وإنفاق الدولة على الطلبة الراسبين خرب البلد، مقترحا التوسع فى إنشاء البرامج المميزة داخل الجامعات حال نجاحها، وأن تكون لكل جامعة حكومية فرع آخر لها كجامعة أهلية لهذه البرامج المميزة.
وإلى نص الحوار:
• فى بداية الأمر، ما رأيك فى مقترحات «الأعلى للجامعات» بإجراء اختبارات قدرات للقبول بالكليات وتخوفات البعض من نشر «الواسطة»؟
ــ أؤيد عمل اختبارات قدرات كمعيار بجانب المجموع للقبول بالكليات، فالطب قائم على هذه الاختبارات وقياس المهارات، ولكن يجب عمل دراسة جيدة لهذا المقترح حتى لا يتحول الأمر لـ«العشوائية»، مع التأكيد على خفض أعداد المقبولين بكليات الطب، وعدم قبول الكلية الواحدة أكثر من 500 طالب فقط فى كليات طب عين شمس والقاهرة، وذلك للارتقاء بجودة التعليم.
• كيف تقيم مستوى خريجى كلية طب عين شمس فى ظل أعداد القبول المرتفعة سنويا؟
ــ مستوى خريجى الكلية جيد، وهناك مساحة لتحسين مستواهم، فتم إنشاء برنامج «تعليم الطب التكاملى» لتدريس الطب بالنظم الحديثة عالميا، وهذا البرنامج يستوعب 200 طالب، حيث يتعرض الأخير لتجربة المستشفيات مبكرا ودراسة الأعضاء، وهذه البرامج واعدة ولكن لا نستطيع تقييمها إلا بعد تخريج أول دفعة منها بعد 5 سنوات، وأعتقد إنها ستكون تجربة ناجحة ويجب التوسع فيها حال التأكد من نجاحها، ولكن هذا ليس معناه أن الطب التقليدى سيئ، فالعالم يتعامل بالنظامين التقليدى والحديث والمهم هو جودة المخرج النهائى الطلاب.
• هل يعنى ذلك تأييدك للتوسع فى إنشاء البرامج المميزة بالجامعات؟
ــ إذا أثبتت البرامج المميزة نجاحها فى الكليات فيمكن عمل فرع جامعة عين شمس فى العبور جامعة أهلية للبرامج المميزة، على أن يكون مقر الجامعة الأم مجانيا كما هو، واقترح أن يكون لكل جامعة ظهيرها الآخر وهو «الجامعة الأهلية» وتكون المقرات الأساسية جامعات مجانية.
• ولكن هل سيتحول الأمر بعد ذلك إلى ما يسمى بخصخصة التعليم كما يتخوف البعض؟
ــ ليس هناك أى خصخصة فى ذلك الأمر، فستكون هناك جامعة مجانية وجامعة أهلية للبرامج المميزة، والطالب المتفوق مكانه معروفا، والبعض يستخدم كلمة «خصخصة» للمتاجرة بمشاعر الناس وتخويف متخذى القرار، فلم يتحدث أحد عن الخصخصة من قبل، حتى ما ذكر عن الوزير الأسبق هانى هلال برغبته فى خصخصة التعليم «ظلم»، ما أراده هلال هو ترشيد مجانية التعليم فقط، «مين مجنون يقول للطالب المتفوق ادفع فلوس تعليمك، الطالب المتفوق على رأسنا ونحن بحاجة له، لكن الطالب الأقل تفوقا هو اللى يدفع تكاليف دراسته».
• هل معنى ذلك أنك مع ترشيد مجانية التعليم؟
ــ بالطبع، فالمجانية ليست كلها خيرا وليست كلها شرا، ويجب أن تذهب مجانية التعليم لمن يستحقها وهم المتفوقون، فلا يصح أن تنفق الدولة على طالب راسب عشر سنوات هذا ما خرب البلد، تكلفة تعليم طالب الطب فى العالم تصل إلى 30 ألف دولار سنويا، وفى مصر طالب الطب بيدفع «صفر» مبلغ لا يذكر، رغم أن تكلفته تحمل الدولة 50 ألف جنيه، ونحن لا نطالب بإلغاء المجانية ولكن نطالب بالتدرج فى ترشيدها، بحيث يشارك الجميع فى وضع آليات مناسبة ومتفق عليها لترشيد مجانية التعليم ترضى المواطنين ولا تذهب لغير مستحقيها، ويدفع الطالب الأقل تفوقا جزءا من تكاليف دراسته وهكذا.
• فى ظل ضعف موازنة الدولة المخصصة للمستشفيات الجامعية، كيف تديرون الأمر بشكل لا يؤثر على خدمات المرضى؟
ــ مشكلة مستشفى عين شمس التخصصى هى صرف رواتب 5000 موظف بتكلفة 20 مليون جنيه شهريا، بعد إجبارنا على تعيين 3 آلاف موظف عقب ثورة 25 يناير، وإذا تم حل هذه المشكلة بمساعدة الدولة لنا ستكون «التخصصى» أفضل مستشفى فى مصر، أما باقى مستشفيات الجامعة فنحتاج إلى 4 أضعاف موازنة الدولة المخصصة لنا، ونحن نساعد الدولة ونقدر أعباءها، ودورنا كقيادات العمل على جمع التبرعات والصدقات والزكاة ومنع ازدواجية الخدمة وتوحيد الخدمات لتوفير ما تحتاجه هذه المستشفيات بشكل لا يؤثر على المرضى، وفرنا 3200 سرير وهو رقم ضخم لا يوجد فى العالم، ولكن للأسف ينظر لنا المريض كأننا مقصرون اتجاهه بسبب وضعه على قوائم الانتظار، هذه القوائم ليست «عيبا» وكل بلاد العالم بها قوائم انتظار وهو أمر صحى.
• ولكن البعض اتهم عددا من أساتذة كليات الطب بتفضيل عياداتهم الخاصة على حساب العمل الأكاديمى، ما رأيك؟
ــ أساتذة الكلية يتواجدون بشكل مرضى، ومن يتخلف عن الحضور يتم تنبيه وتحذيره قبل اتخاذ أى اجراء قانونى، و يجب أن يأتى اليوم الذى يتفرغ فيه أعضاء هيئة التدريس بجميع الكليات التفرغ التام، حتى لو لم يقم جيلنا بذلك، فالأساتذة صفتهم الأساسية فى العالم كله وليس مصر التفرغ التام للعمل الأكاديمى، وهذا لا يحدث فى بلادنا ولكن يجب أن نصل له، بشرط توفير المناخ المناسب والمريح لأعضاء هيئة التدريس، ففى ظل الرواتب غير المناسبة التى يحصلون عليها فيمكن السماح لأعضاء التدريس بكليات الطب ممارسة عملهم الخاص بجانب الأكاديمى داخل جامعاتهم، وهو أمر معمول به فى الجامعات الغربية، وإذا فضل الأستاذ العمل الخاص الخارجى فعليه الاختيار بين عمله الأكاديمى أو العمل الخاص، ونحن بحاجة للإسراع فى عمل جدول زمنى يلزم أعضاء التدريس بكليات الطب التفرغ التام للعمل الأكاديمى، بحيث يطبق هذا الأمر على خريجى كليات الطب وطلابها الجدد وليس الأساتذة القدامى، مع مراعاة حدوث توافق ونضج فكرى ووضع معايير واضحة لا تكون ظالمة للطبيب.
• باعتبارك رائدًا فى مجال زراعات الكبد، كم مريضا بحاجة لإجراء عمليات زراعة الكبد فى مصر؟
ــ20% من جميع مصابى الأمراض الكبدية بحاجة لزراعة الكبد، خاصة ممن يعانون من الفشل الكبدى الكامل، وهذه النسبة بصفة عامة فى أوقات سابقة وحالية ومستقبلية، ويجرى ٣٥٠ إلى ٤٠٠ حالة عمليات زراعة الكبد سنويا فيما يقرب من ١٥ مركز حاليا وهذا «خطأ».
• ولماذا تعتبر إجراء هذه العمليات فى المراكز الخاصة ومستشفيات الصحة «خطأ»؟
ــ حان الوقت لمراجعة أنفسنا والتوقف عن إجراء عمليات زراعة الكبد فى المراكز الخاصة ومستشفيات وزارة الصحة، وإقصار ممارسة هذه العمليات فى المراكز الجامعية فقط، فمجال زراعات الكبد ممارسة قائمة على البحث العلمى، وهو ما يتواجد فى المراكز الجامعية بجانب الإمكانيات والتجهيزات والبنية التحتية وتوافر أفضل طاقم بشرى طبى مهيأ ومدرب لعمليات زراعة الكبد، بالإضافة إلى حاجتنا إلى إجراء عمليات زراعات الكبد فى المراكز الجامعية بشكل أكبر سنويا لرفع الخبرات فى جميع التخصصات، أما مستشفيات وزارة الصحة فهى «مكبلة» ولها مهام أخرى منها الرعاية الصحية الأولية والثانوية»، ودورها هو عمل التأمين الصحى والمراقبة وتنظيم الممارسة، وهذه العمليات المتقدمة من زراعات الكبد تزيد العبء المالى والفنى واللوجيستى على مستشفيات الصحة».
• كم تبلغ تكلفة عملية زراعة الكبد حاليا، وهل هناك أى تسهيلات تقدم للمرضى غير القادرين؟
ــ إحنا أرخص بلد فى العالم فى إجراء عمليات زراعات الكبد، وتكلفة العملية تتراوح ما بين 100 إلى 300 ألف جنيه، و«مفيش حد بيدفع من جيبه غير 10%»، فالباقى إما مؤمن عليهم أو نقوم بجمع التبرعات لمساعدتهم، وفى جامعة عين شمس نزرع نحو 40 حالة زراعة كبد مجانا سنويا طالما أن المتبرع قريب، وذلك لتشجيع أخلاقيات التبرع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك