«ألتراس الإسلاميين».. من تأييد الفكرة إلى تقديس البشر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:17 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«ألتراس الإسلاميين».. من تأييد الفكرة إلى تقديس البشر

محمد المهدى ومصطفى زهران
محمد المهدى ومصطفى زهران
كتب ــ أحمد عبدالحليم:
نشر في: الأحد 23 نوفمبر 2014 - 11:48 ص | آخر تحديث: الأحد 23 نوفمبر 2014 - 11:48 ص

الظاهرة بدأت بأبوإسماعيل وامتدت لتشمل مرسى والشاطر وبرهامى والدعاة الجدد

المهدى: تأييد الأشخاص ضيق أفق.. وانقسام التيار الدينى أضعف الانتماء الفكرى

عبدالله: شخصنة القيم تحول القيادات إلى أيقونات مقدسة.. زهران: أدلجة الحراك الثورى قد تدفع إلى العنف

بالتوازى مع غياب الكيانات الرسمية المعبرة عن الإسلام السياسى فى مصر عن الدعوة والحشد لتظاهرات 28 نوفمبر، ينخرط عدد من روابط الألتراس المحسوبة على عدد من الشخصيات العامة المنتمية إلى تيارات دينية، فى الدعوة للتظاهرات، والحث على المشاركة فيها فى إطار ما أطلقوا عليه «معركة الهوية»، للتحول من تلك الراوبط من «تأييد الفكرة إلى مساندة الرموز».

الظاهرة الجديدة على صفوف الإسلاميين أطلت عبر موقع فيس بوك، بتأسيس صفحات عامة لعدد من الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامى بأطيافه المتنوعة على غرار صفحات «الألتراس» الرياضية، فيما سجل أول ظهور لألتراس الإسلاميين على «فيس بوك» لحساب حازم صلاح أبو إسماعيل، لتنفجر بعدها الصفحات المخصصة لمحمد مرسى، وخيرت الشاطر، وياسر برهامى، وعبدالله بدر، وكثيرين، وهو تحول ربما يؤشر إلى تراجع الانتماء للفكرة والتحلق حول شخص، فى ظاهرة جديدة على التيار الإسلامى عموما، الذى تنص أدبياته فى مجملها على أن الجماعة أهم وأبقى من الشخص.

الشروق» حاولت كشف الغطاء عن الظاهرة وأسبابها ودوافعها، مع خبراء فى علم النفس والحركات الإسلامية، و«أدمن» صفحة ألتراس حازم صلاح أبوإسماعيل، وهى من أهم صفحات «الألتراس» على موقع فيس بوك، التى دخلت مصر بالأساس عبر بوابة كرة القدم.

أدمن ألتراس أبوإسماعيل، أكبر صفحة «ألتراس إسلامية» على فيس بوك، أنه إذا كان هناك ألتراس لتشجيع الأندية لماذا لا يكون لنا أولتراس إسلامى يدافع عن الهوية والفكر الإسلامى، بحسب كلامه.

ورفض الأدمن الإقرار بأن الانتماء لألتراس شخصية هو نوع من الاختزال المخل لقضية أو لفكرة ما فى صورة شخص، لأنه ـ بحسب تبريراته ـ فإن الشيخ حازم رمز معبر عن فكرة.

وحول وجود نوايا لتجميع جمهور الصفحة وحشدهم فى الشارع لأى هدف، نفى الأدمن تماما أن يكون الحشد من ضمن أهداف الصفحة، فى هذا التوقيت قبل أن يستدرك قائلا لكن مع الأيام من الممكن أن يتطور دور الصفحة، بسبب وجود عدد من الدعوات عليها تؤيد وتحث على هذه التظاهرات.

الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، يقول: القناعة بالمظلومية الإعلامية لدى كثيرين من المحسوبين على «التيار الإسلامى» وتشرذم التيار وانقسامه والتحول من الانتماء لفكرة إلى الانتماء لشخص علامة سلبية لأن الارتقاء يعنى الانتماء لفكر أو مذهب، والانحدار يعنى الانتماء لفرد.

وأضاف المهدى أن الواقع السياسى فى مصر أصيب بحالة من التشرذم والتشظى حولت كل تيار إلى مجموعة من التيارات، فالتيار الإسلامى على سبيل المثال انقسم إلى إخوان وسلفيين، وإسلاميين مستقلين، فيما انقسمت السلفية على نفسها عدة انقسامات، فأصبح كل مجموعة أفراد يجمعهم شخص، ولا تجمعهم فكرة، وهو ما أظهر «الشخصانية الواضحة» التى ظهرت وكأن كل «راجل وله أتباعه».

واعتبر المهدى أن ظواهر الألتراس الشخصية هى نوع من تضييق الأفق الفكرى ودوائر الانتماء، فى إطار ما يراه الشخص، إضافة إلى أن هذه النزعات هى مؤشرات على وجود نوع من التعصب الشديد، وإذا تعصب الإنسان لشخص سيدخل فى صراع مع شخص آخر أو مجموعة أخرى من الناس، إلا أنها ستتغير بعد قليل عندما تنضج التجربة، حين يكتشف أفرادها أن الانتماءات الفردية التعصبية فشلت، وسيبدأ بحثهم عن اندماجات تعطى القوة والزخم والالتئام مع أطياف أخرى، خصوصا عند الإحساس بنزعات الخطر المهددة للمجموعات الصغيرة المتشرذمة.

وفى سياق تحليله لظاهرة ألتراس الشخصيات الإسلامية، قال مصطفى زهران، الباحث فى الحركات الإسلامية، إن بداية الظاهرة كانت مع حازم صلاح أبواسماعيل، لكنها لم تنجح، وإن كانت تعكس أن الفعل الثورى تمت أدلجته، وهو ما قد يكون له دور فى دفع الألتراس لأعمال عنف، إذا شعروا أن غبنا أو اضطهادا مسّ «الشخصية الموحية» لهم، فى مجمل التحولات البنيوية التى حدثت للفكرة ونقلتها من مجرد تقليد للألتراس الكروى على الأرض، إلى الفضاء الإنترنتى.

ويرى الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، أن «الشخصنة» حاضرة طول الوقت فى صناعة «النجم والنجومية»، ولها أبعادها الأساسية فى تشكيل الرأى العام فى العالم كله، بتحويل شخص ما إلى رمز أو «أيقونة» تلتف حولها الجماهير، ثم تأتى بعدها ظاهرة الألتراس المدافع عن النجم، وهو ما يعنى عمليا تحويل القيم لأيقونات، تتغول فى بعض الأحيان لتصبح أهم من المعنى نفسه، ليصبح مجرد وجود رمز أمر يستحق الدفاع عنه، كظاهرة الدعاة الجدد مثلا الذين حولتهم الماكينة الإعلامية الجبارة الموجودة حاليا إلى نجوم، بعمل حوارات مع زوجاتهم وأطفالهم ونوع الشيكولاتة الذى يفضلونه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك